وشملت معركة "عاصفة الجنوب" قسمي المدينة اللذين يفصل بينهما وادي الزيدي، أي درعا البلد التي يسيطر "الجيش الحر" على معظمها، باستثناء حي المنشية، ودرعا المحطة، ويسيطر عليها النظام، باستثناء منطقتي المخيم والسد.
ويوضح الرائد باسم عبد اللطيف في إحدى كتائب "الجيش الحر" في درعا، أن "الهجوم انطلق من أربعة محاور، اليادودة ــ الضاحية، عتمان ــ النعيمة، المخيم والسد، إضافة إلى محور درعا البلد باتجاه حي المنشية.
ويشير عبد اللطيف لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "قوات النظام في درعا تتألف من لواء مشاة وكتيبتي قوات خاصة، إضافة إلى فروع الأمن والشرطة"، لافتاً إلى أنّ "اللواء 123 يتمركز في قلب مدينة درعا، وتقع قيادته إلى جانب فرع الأمن العسكري، بينما تنتشر كتائبه (دبابات وكتيبة مشاة) في أنحاء المدينة، فضلاً عن كتيبتي مدفعية ومشاة عند منطقة البانوراما". ويكشف عن وجود سرية شيلكا في منطقة القصور في درعا المحطة، إضافة إلى فصيلتي هندسة وكوبرا في ضاحية اليرموك التي تبعد نحو كيلومترَيْن عن درعا المحطة. أما في درعا البلد، فتوجد كتيبة قوات خاصة في حي المنشية".
وتوقع عبد اللطيف حسم المعارك بسرعة على الرغم من الغارات المكثفة لطيران النظام، التي تعيق نسبياً تقدم مقاتلي المعارضة. "أما الجهة التي يمكن أن تنسحب إليها قوات النظام، فقد تكون بلدة خربة غزالة كطريق شبه إجباري، ومنها إلى مدينة إزرع حيث وجوده القوي".
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تطلق معركة "عاصفة الجنوب" بدرعا
ويشير ناشطون إلى أنّ قوات المعارضة قصفت بشدة مواقع قوات النظام والفروع الأمنية في أنحاء المدينة بالصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوفها. وطال القصف بشكل خاص ﻓﺮعي ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻣﻘﺮ "حزب البعث" ﻭﻗﺼﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎفظ ﻓﻲ ﺩﺭﻋﺎ.
ويوضح الناشطون أنّه تمّ تدمير رتل لقوات النظام على طريق الخربة، وسط انهيار لقواته في درعا المحطة، ما مكّن مقاتلو المعارضة من السيطرة على مبنى المخابرات الجوية ومبنى أمن الدولة ومؤسسة الري التي تتمركز فيها عناصر النظام. وأشاروا إلى انسحاب عناصر معظم حواجز قوات النظام إلى مركز المدينة، وتدمير أكثر ﻣﻦ 5 ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ إضافة إلى ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍلآﻟﻴﺎﺕ.
ومن الجهة الشمالية، قصفت قوات المعارضة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، الملعب البلدي الذي تتحصن فيه قوات النظام، حيث وجود غرفة العمليات المركزية التابعة لها، التي تدير العمليات العسكرية في محافظة درعا.
ويعتبر الناشط الإعلامي أبو أنيس الحوراني لـ"العربي الجديد" أنّ "قوات النظام تخوض معركة خاسرة بسبب محاصرتها من كل الجهات من جانب قوات المعارضة، وشبه انقطاع في خطوط إمدادها، خصوصاً بعد سقوط معظم المواقع العسكرية الهامة للنظام والقريبة على مركز المدينة في الأسابيع والأشهر الأخيرة، بدءا من بصرى الشام إلى معبر نصيب وصولاً إلى اللواء 52، ما جعل معنويات قوات النظام في الحضيض". وتوقع الحوراني انهيارهم سريعاً أمام ضربات فصائل المعارضة التي تشارك جميعها تقريباً في هذه المعركة، بما فيها "جيش الفتح" الذي تشكّل أخيراً من عدة فصائل، أبرزها "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام"، فضلاً عن فصائل "الجبهة الجنوبية" مثل "الجيش الأول" و"جيش اليرموك".
اقرأ أيضاً: إخفاقات الجبهة الجنوبية تؤخّر الحسم
وصدر بيان عن غرفة عمليات "عاصفة الجنوب" أنّ "الفصائل المشاركة في المعركة، أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام بعد استهداف مكثف للمراكز الأمنية في درعا المدينة". وأفادت غرفة الرصد والمتابعة أن "من بين قتلى النظام، ضابط برتبة عميد، وسط حالة تخبط وتشتت تسود صفوف قوات النظام".
ويقول محللون أنه "أمام كثافة الهجمات التي تتعرض لها قوات النظام في الآونة الأخيرة، وعجزها عن صدها، ومواصلة نشر قواتها في مناطق واسعة، ما يدفع بها إلى الاستشراس في الدفاع عن المناطق الحساسة فقط. أما مناطق الأطراف أو التجمعات السنية الكبيرة، فيمكن التخلي عنها، مع التركيز على خط دمشق ــ حمص ــ الساحل.
من جانبها، قصفت قوات النظام جميع القرى والبلدات حول مدينة درعا بالمدفعية والصواريخ والطائرات، وسقطت عشرات البراميل المتفجرة في هذه المناطق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين ومقاتلي المعارضة. وكان النظام مهد للانسحاب من مدينة درعا في الآونة الأخيرة عبر مغادرة عائلات الضباط وعناصر الأمن إلى دمشق، إضافة إلى نقل أجهزة وسجلات من المجمع الحكومي إلى مدينة أزرع أو إلى دمشق.
وفي حال سقوط المدينة بيد قوات المعارضة، فإن الأخيرة تكون سيطرت على نحو 80 في المائة من المحافظة، ولا يبقى بيد قوات النظام سوى بعض المدن، مثل أزرع والصنمين وخربة غزالة، وهي تمثل الخط ما قبل الأخير بيد قوات النظام للدفاع عن دمشق من جهة الجنوب.
اقرأ أيضاً قائد "جيش اليرموك" لـ"العربي الجديد": سنحرر درعا ونطرد "داعش"