دار باتللو - Casa Batlló

14 يوليو 2015
Casa Batlló - getty
+ الخط -
يعدّ هذا البناء المعروف باسم Casa Batlló في برشلونة، والذي بني بين عامي 1904 و1906 في قلب المدينة، أكثر أعمال المعماري الكاتالاني الشهير أنطوني غاودي ابتكارًا.
يحمل البناء اسم مالكه الأوّل الذي كان صناعيًا كبيرًا في صناعة النسيج. وفي البداية، طلب من المعماري أن يهدم البناء ويقيم آخر بدلًا منه، إلا أن غاودي أقنعه بالحفاظ على البناء وإدخال تغيير جذري على واجهته. إلا أن البناء تعرّض للتغيير رويدًا رويدًا، على إيقاع العمل. ففضلًا عن التغيير الجذري للواجهة، تمت إعادة تنظيم فراغاته وفضاءاته، فضلًا عن دراسة الإضاءة بصورة تبديه على ما هو من روعة وألوان قزحية مميّزة. أضاف المعماري طابقين اثنين.
إلا أن جوهرة العمل ليست إلا واجهته، المميزّة بانحناءاتها وتموّجاتها المستلهمة بالطبع من تيار الـArt Nouveau، الذي كان غاودي أحد أهمّ المساهمين فيه. 

اقرأ أيضاً: دهشة التلقي العربي لموسوعة بريل الإسلامية

في البداية، صمّم غاودي نموذج الواجهة من الجص، واستمر بإدخال تعديلات عليها إلى أن بدت له المنحنيات أقرب إلى الموج المتحرّك. هذا التصميم كان وسيلة المعماري لشرح ما سيقوم به لصاحب الدار. في الطابق الأخير من البناء تمّ استبدال غرفة بـ"تراس" داخلي، وأراد غاودي أن تكون المنحنيات الخاصّة به منسجمة ومتناسقة مع الأبنية المحيطة بهذه الدار.
إلا أن الأفكار المبتكرة لغاودي، بدت في عيون معاصريه مثيرة لا للجدل فحسب وإنما للشكّ أيضًا، هكذا قيّض للبناء أن تصدر البلدية أمرًا بإيقاف العمل فيه بحجة الترخيص. حاول مالك البيت وقتها أن يقنع البلدية بالسماح له باستئجار عقاره. وبين أخذ وردّ، مضت حوالي عشر سنوات قبل أن يحصل المالك على ترخيص، غير أن المشاكل لم تتوقف، فقد رفض بعدها دفع الضريبة، وكانت الواجهة المميّزة حاضرة دومًا في تلك الأوراق الرسمية. 
القصّة كلّها في الواجهة المتماوجة التي تعد تمثيلًا للبهجة والاستعارة، ذلك لأن ألوانها وعناصرها تتكامل في ما بينها، فقد استعمل المعماري غاودي الزجاج الملون والخزف في تزيينها، لكن بطريقة توحي وكأنها بنيت أصلًا بالاستناد إلى الزخارف والتزيينات. 
الزجاج الملوّن والخزف معه، يعكسان ضوء الشمس القويّة في برشلونة، ويقيمان حوارًا بين الضوء واللون. فالسطح الصقيل اللامع لقطع الزجاج الصغيرة المتآلفة في ما بينها مثل الموزاييك، تزداد قوّة في عكس الضوء والنور بسبب الواجهة المنحنية والكثيرة التعرجات، ما يشدّ عين الناظر باستمرار نحو هذا البناء المتلألئ بألوان قزحية يغلب عليها اللون اللازوردي في سماء برشلونة.
المساهمون