خبراء يحثون "أوبك" للتوافق: الاقتصادات لا تحتمل انخفاض النفط

26 سبتمبر 2016
تفاوت في توقعات نتائج اجتماع أوبك (أوليغ نيكيشن/Getty)
+ الخط -

يلتئم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، في الجزائر، في الاجتماع "غير الرسمي" المرتقب، لبحث استقرار أسعار النفط المتراجعة دون 50 دولاراً للبرميل، وسط تحذيرات مراقبين من مغبة فشل الاجتماع، واحتمال أن "تهوي الأسعار إلى ما دون 43 دولاراً حتى نهاية العام".

ولم يحدد بشكل رسمي الموعد الدقيق للاجتماع، إلا أن وزارة الطاقة الجزائرية أشارت إلى أنه سيعقد بين 27 - 28 من سبتمبر/أيلول الحالي، فيما أشارت وكالة الأنباء الاقتصادية والبيانات المالية "بلومبيرغ" الخميس الماضي، إلى أن الاجتماع سيعقد الأربعاء 28 سبتمبر/أيلول الحالي.

ويأتي الاجتماع المرتقب، بعد لقاءين سابقين عقدا في إبريل/نيسان ويونيو/حزيران من العام الجاري، لتثبيت الإنتاج وخفض معروض الخام في الأسواق العالمية، لكنهما فشلا في الوصول إلى اتفاق بسبب اختلاف المجتمعين.

 
اجتماع لا يحتمل الفشل

وينظر مراقبون إلى أن الاجتماع المقبل، لا يحتمل فشلاً جديداً، لأن ذلك سيهوي بأسعار النفط إلى أقل من 43 دولاراً حتى نهاية العام الحالي على الأقل، في الوقت الذي يعاني فيه المنتجون بما فيهم الكبار، من انخفاض الأسعار.

وتذبذبت أسعار النفط الخام صعوداً وهبوطاً منذ مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، متأثرةً بأية تصريحات من الدول المنتجة للنفط الأعضاء وغير الأعضاء في (أوبك) حول الاجتماع المرتقب، والمواضيع المتوقع بحثها.

وبهذا الخصوص، قال الخبير الاقتصادي فضل البوعينين (سعودي)، إن الاجتماع المقبل سيحدد سعر متوسط برميل النفط خلال الشهور المقبلة، "وأي فشل في التوافق على خطوات إعادة الاستقرار، ستهوي بالأسعار دون 43 دولاراً".

وأضاف البوعينين في تصريح لوكالة الأناضول: "الدول المنتجة للنفط تعاني من هبوط أسعاره للعام الثالث على التوالي، والأسواق تفيض بالمعروض، والأسعار الحالية البالغة نحو 48 دولاراً، لا تعكس السعر الحقيقي لارتباطها بالاجتماع المقبل".

وتابع "الدول المنتجة وصلت لمرحلة كسر العظم (..) لا أعتقد استمرار هذا الوضع نظراً لما تقوم به الدول من إجراءات تقشفية وإصلاحات هيكلية لاقتصاداتها لمواءمة النفقات بالإيرادات، لذا المطلوب هو خفض الإنتاج وليس الاكتفاء بتثبيته".

ونفذت غالبية الدول الأعضاء في (أوبك) والمنتجين الآخرين خارج المجموعة صغاراً وكباراً، إصلاحات هيكلية في اقتصاداتها منذ مطلع العام الحالي، وبرامج تقشفية شملت إلغاء مؤسسات ومشاريع، ودمج أخرى، ورفع الدعم عن عديد السلع والخدمات.

ووفقاً لحسابات أجرتها الأناضول، ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي "مزيج برنت" تسليم نوفمبر/تشرين الثاني في تداولات الأسبوع الماضي بنسبة 0.3%، إلى 45.89 دولاراً للبرميل، فيما زادت عقود الخام الأميركي "نايمكس" تسليم نوفمبر/ تشرين الثاني بنسبة 2%، إلى 44.48 دولاراً للبرميل.

ويرفض "البوعينين" أن تكون السعودية صاحبة الكلمة الفصل في إنجاح أو فشل الاجتماع المقبل، "المملكة قدمت كل التنازلات لإعادة الاستقرار لأسواق النفط، لكنْ هناك دول خارج المنظمة (لم يسمها) كانت سبباً في عدم الوصول إلى توافق حتى اليوم".

 
توقعات متفائلة

وبلغ إنتاج الدول الأعضاء في (أوبك) من النفط خلال أغسطس/آب الماضي، نحو 33.237 مليون برميل يومياً، منها نحو 10.6 ملايين برميل يومياً من السعودية وحدها، بينما بلغ حجم الإنتاج العالمي في ذات الشهر 95.4 مليون برميل يومياً.

وقال المدير العام الأسبق لشركة المحروقات الحكومية "سوناطراك"، عبد المجيد عطار، إن "أي قرار مبدئي لتثبيت الإنتاج خلال اجتماع الجزائر، سيدفع باتجاه استقرار أسعار النفط عند مستوى 50 دولارا، ويمكن أن يتطور خلال 2017 بين 50 - 60 دولاراً للبرميل".

وفي حال عدم توصل الاجتماع لأية تفاهمات، أوضح عطار الذي شغل أيضاً منصب وزير الري في الجزائر، للأناضول "إذا حدث العكس، فإن أسعار النفط ستبقى في حدود 50 دولاراً لمدة عام واحد على الأقل".

وتابع "السعر المثالي للاقتصاد العالمي هو 60 دولاراً للبرميل على المدى المتوسط، في انتظار وضوح الرؤية أكثر بخصوص تطور الاقتصاد العالمي ونماذج استهلاك الطاقة (البديلة) التي بدأت في الانتشار عبر العالم".

وتوقع عطار، أن يتوصل لقاء الجزائر إلى اتفاق من حيث المبدأ حول تثبيت الإنتاج، لأنه "هدف مشترك لمنظمة (أوبك) وللدول غير الأعضاء حول العالم، والأهم التوافق على تثبيت الإنتاج لمدة عام على الأقل".

ويتفق البوعينين وعطار، في أن الاجتماع الحالي يحتوي على نقاط توافق أكثر من الاجتماعات السابقة، خاصة مع ترحيب سعودي إيراني روسي، على أية توافقات من شأنها إعادة الاستقرار لأسواق النفط العالمية.

 
... وتوقعات متشائمة 

بدوره، قال مارتن كريغهيد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيكر هيوز اليوم الاثنين، إنه يتوقع بقاء أسعار النفط منخفضة لمدة طويلة.

وأضاف كريغهيد متحدثاً لوكالة "رويترز"، على هامش مؤتمر في دبي أنه بينما تشير التوقعات إلى أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بواقع مليون برميل يومياً كل عام "فمن المتوقع أن تبقى أسعار النفط منخفضة لمدة طويلة."

من جهته، قال بال كيبسغارد الرئيس التنفيذي لشلومبرغر خلال المؤتمر، إنه سيتعين البدء في زيادة الاستثمار في التنقيب والإنتاج قريباً للمساعدة في إعادة التوازن لسوق النفط العالمية.

وقال كيبسغارد إن البيئة المتوسطة إلى طويلة الأجل في قطاع النفط ستظل عرضة لفترات من التقلب وإن القطاع قد يشهد وجود شركات خدمات أقل عدداً وأكبر حجماً في المستقبل.

 

العراق: ضرورة التوافق

من جهة أخرى، قال وزير النفط العراقي، جبار اللعيبي، اليوم الإثنين، إن بلاده تؤيد سياسة دعم سوق النفط، بما يضمن مصالح اقتصاديات الدول المنتجة كافة.

وأوضح اللعيبي في تصريح صحفي بثه التلفزيون الرسمي أن "المرحلة الاقتصادية الحالية تتطلب من جميع الدول المنتجة للنفط داخل منظمة أوبك التنسيق والتوافق فيما بينها".

وشدد الوزير العراقي على ضرورة "التوافق في أوبك وخارجها على صيغ إنتاجية، لرفع سعر برميل النفط خلال المرحلة المقبلة بما يضمن مصالح اقتصاديات الدول المنتجة، والحيلولة دون هبوط آخر للأسعار".

 

المساهمون