حكواتي :فوبيا وفرويد وفيفا زاباتا!

17 أكتوبر 2014
من ملصق فيلم "فيفا زابطا" (العربي الجديد)
+ الخط -

قال خضر: أنا عندي فوبيا المرتفعات، مع العلم بأنّ أعلى نقطة وصلها هي سطح الدار ومعه كرسنّة للحمام. لكنّ مصطلح الفوبيا كان جديدًا في الحارة. والحمد لله أنّه تشعبط في الفوبيا وترك سيرة فرويد. كان خضر لا ينفكّ يعلك اسم فرويد صباحاً ومساءً.

وكان يلفظه "فَرْويد" مثلما يلفظ اسم "بَرْويز" الباكستاني. طبعًا من كلّ عالم فرويد استفاد خضر بأن يربط أيّ شكل يعاينه بأعضاء الرجل والمرأة التناسلية وغير التناسلية. والحمد لله أيضًا أنّه بات حذراً في ترديد أسماء الثوّار العالميين، وتحديدًا الثائر المكسيكي "فيفا زاباتا"، وذلك حين شرحنا له أنّ اسم الرجل زاباتا وفيفا تعني: يعيش.

قال: أنا من البداية لم يعجبني اسم فيفا لثائر عظيم، خصوصًا أنّ الفيفا بعد أن نشربها "نطربقها" ونبيعها ألمنيوم. (فيفا هي صنف من المشروبات الغازية). والصحيح الصحيح أنّ خضر كانت لديه فوبيا الزجاج.

كان كثير الاصطدام بأبواب المحلات والشركات والفنادق، لأنّه يظنّ الباب مفتوحًا على الهواء الطلق، وفجأة طج طرااخ ويقع على الأرض ويتجمهر الزبائن ويتفرّجون على خضر وأنفه المزرقّ مثل باذنجانة. في ما بعد صار يمشي باتجاه الأبواب الزجاجية دافعًا إحدى ذراعيه إلى الأمام حتّى يكون الاصطدام مع الأصابع وليس الأنف. وكان يجتهد أن تكون يده كما لو أنّها ممدودة إلى الأمام بشكل عفوي، أو يستثمر أشخاصًا يسيرون أمامه فتزداد ثقته بأنّ الطريق آمن.

الواقعة المفتاحية، التي أسست فوبيا الزجاج، أنّ خضر صعد في تاكسي غسله السائق للتوّ، وفجأة سمع الركّاب شتيمة من السائق، من النوع الذي يزلزل الأرض تحت أقدام الغزاة.

 لقد بصق خضر بصقة كبيرة من شباك السيارة. لكن للأسف خيّل له من شدة نظافة الشبّاك أنهّ غير مقفل، وقد كان مقفلًا.
المساهمون