حرب الوسوم:#مصر_للطيران_طريقك_للجنة

20 مايو 2016
وسوم مضادة انتشرت (تويتر)
+ الخط -
في حادثة الطائرة المصرية، التي سقطت فجر الخميس قبالة السواحل اليونانية، التي لم تعلن أية جهة رسمية مصرية، حتى ساعات فجر اليوم الثاني لسقوطها، حقيقة ما جرى لها، خاصة بعد أن بشر وزير الطيران المصري الجميع، وقال: "ماتقلقوش ممكن البحث عن الطيارة ياخد سنتين"، فلم يهتم رواد مواقع التواصل بمتابعة أخبار الحادث، قدر اهتمامهم بمتابعة حرب الوسوم والمشاركة فيها.

وتعددت الوسوم، بين #الطائرة_المنكوبة، و#مصر_للطيران_طريقك_للجنة، و#هنموت_في_مصر_ازاي، وظهور وسم #ارحل_يا_فاشل بقوة إلى جانبهم، والتي سيطرت على الترند طوال ليلة أمس، سواء بالتعزية كحال كثيرين، ومنتقدين للنظام لفشل التعامل والتضارب بين تصريحات أركانه، والحديث عن نحس النظام المعتاد عند الكوارث.

فعلق جمال: "طائرات تسقط، السد خارج الخدمة، زلازل _ حرائق، ارتفاع أسعار، فشل اقتصادي، فشل داخلي وخارجي، كل هذا من يوم جاءت تلك البومة"، وسخرت المغردة "كائن البسمة"، فكتبت: "#هنموت_في_مصر_ازاي، وإحنا من إمتى بنسأل الأسئلة دى يا كلاوي، وبعدين مالبلد اسم النبي حارسها وصاينها كل يوم والتاني موفرالك موته شَكل، هتنكر؟".

أو مدح للنظام على إنجاز وهمي كما فعل المؤيدون، وأغلبهم لجان إلكترونية كالعادة، ودشنوا أوسمة مثل #سافر_على_مصر_للطيران، أو #ادعم_مصر_للطيران، #مش_هنسافر_غير_بمصر_للطيران.





الأذرع الإعلامية الجديد منها، والقديم، كانت مهمتها واضحة، فبدلاً من الكلام عن تضارب التصريحات، ولجوء المصريين للمسؤولين الأجانب لمعرفة الأخبار، رأى إعلام النظام أنه تعامل مع الحادث بحرفية ومهنية وتخصص، مكيلين له قصائد مدح غير منطقية.

وقال الدسوقي رشدي على قناة "النهار": "تعامل الحكومة كان النور الأبيض في هذا اليوم الأسود"، رغم انتقاده هو نفسه لتضارب التصريحات، بين مسؤولي مصر للطيران ووزارة الطيران المدني والجيش المصري والخارجية، فلا أحد يعلم عن أي نجاح يتحدث، مع هذا التضارب في الحقائق، كما علق ناشطون.


في حين كان جابر القرموطي على قناة "أون تي في"، المباعة حديثًا لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، حاضرًا بارتدائه زي الطيارين مستهدفًا التضامن مع طاقم الطائرة والضحايا، والوصول للترند كما يفعل دائمًا، لكنّ ذلك أتى بنتيجة عكسية، ودخل الترند على سهام النقد اللاذع، حيث اعتبر كثر ما فعله رقصا على دماء ضحايا الكارثة.

أما النائب ورئيس تحرير "البوابة" عبدالرحيم علي، وصاحب التسريبات الشهيرة للنشطاء المحسوبين على ثورة يناير، فقام بدور واضح في حرب الوسوم، حيث نشر على بوابته مادة، أكد فيها أنه كان مفترضا أن يسافر على متن الطائرة المنكوبة، لكن القدر أنقذه، ليعلن مع محمد شردي على قناة "النهار" اطلاق وسم #مش_ هنسافر_غير_بمصر_للطيران، ليغيظ "أعداء مصر" على حد قوله، في منشور له على صفحته الشخصية على فيسبوك.


وكان من الناجين أيضا، عضو المكتب السياسي لحزب "مصر القوية" المعارض، محمد المهندس، الذي كتب على حسابه الشخصي على "فيسبوك": "كان من الطبيعي أن أعود إلى القاهرة من باريس على نفس الطائرة المنكوبة لولا رحمة من الله الذي جعل من زميلي محمد عبد العظيم، ستاراً لقدره بأن ألح علينا بأن نزور الشركة الموجودة في ليون بعد انتهاء زياراتنا في باريس.. ولولا أن لي عمراً لما زال باقياً، للاقيت مصير هؤلاء الضحايا الذين سقطت بهم الطائرة في البحر المتوسط".

وانتقد المهندس النظام والظلم الحالي بقوله: "أمر التوقف الذي أقصده لا علاقة له بعلاقتنا بالله فقط (وإن كان ذلك أمراً مهما بالطبع)، ولكن له علاقة جوهرية بحالة الظلم والفوضى والفساد والجهل التي صارت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا على المستوى العام! لله في كونه أسباب وسنن لا تخلف، والمصير الطبيعي لحالنا أن نظل في السقوط في قاع لا نهاية له إن لم نستفق ونتغير ونغير".

المساهمون