حدائق عُمان: استثمارات ضخمة وفرص متزايدة

15 يونيو 2015
حدائق دار الأوبرا في العاصمة العمانية مسقط(محمد محجوب/فرانس برس)
+ الخط -
ينقسم الاستثمار في تنسيق الحدائق في سلطنة عمان إلى قسمين رئيسيين. الأول: تضطلع به وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه عبر إشرافها المباشر على العديد من الحدائق العامة وتشجير الشوارع، والثاني أهلي تقوم به شركات صغيرة ومتوسطة تضطلع بمهمة تعشيب المنازل والملاعب الخاصة، وتقديم خدمات الصيانة والزراعة للحدائق المنزلية القائمة بالفعل.

ميزانية ضخمة واهتمام كبير
وبحسب الأرقام الرسمية، فقد خصصت ميزانية العام 2015 لوزارة البلديات نحو 46 مليوناً و442 ألف ريال (حوالي 120.6 مليون دولار)، يذهب قدر معقول منها للإنفاق على الحدائق الموزعة في مختلف أرجاء السلطنة.

وتقوم بلديتا مسقط وظفار تحديداً بمجهود كبير في عملية تنسيق الحدائق، حيث تضم مسقط حدائق شاسعة منها: القوم الطبيعية والنسيم والعامرات وغيرها، كما تضم ظفار حدائق كبيرة منها: صلالة والسعادة والدهاريز.


يوضح رئيس بلدية مسقط، المهندس محسن بن محمد الشيخ، لـ"العربي الجديد" أن "الحدائق والتشجير وزراعة الزهور تحظى بشكل عام باهتمام كبير في السلطنة، نظراً لما تمثله من جمالية في الشكل والحفاظ على المسطحات الخضراء، وخلق متنفس للأسر العمانية والمقيمين، بالإضافة إلى دورها في حماية البيئة من التلوث".

وتحقيقاً لكل هذه الأهداف فقد انتهت البلدية قبل ختام العام الفائت من 60 حديقة وملعباً للأطفال موزعة جغرافياً على كل مناطق العاصمة، بالإضافة إلى زراعة نحو 200 ألف شجرة كبيرة و22 ألف نخلة و900 ألف شجرة مزهرة، يستمتع بجمال منظرها ورونقها الزائرون لمسقط، ابتداءً من مدخلها من ناحية بركاء وحتى فندق قصر البستان، حسب الشيخ.

ويضيف: "زادت مساحة المسطحات الخضراء بمسقط إلى 120 ألف متر طولي على امتداد الطرق، ومليوني متر مربع من المسطحات الخضراء ومغطيات التربة، و100 ألف متر مربع من الزهور الموسمية لتزيين الشوارع والميادين العامة".

ويشير إلى أن العمانيّين يرسمون من خلال الأشجار والزهور في الحدائق والمتنزهات لوحات فنية رائعة تأسر الناظرين إليها، ويعمل على رعايتها وتهذيبها وتنسيقها فريق من الخبراء والمختصون من داخل وخارج السلطنة، بالإضافة إلى آلاف العمال الذين يباشرون مع أول ضوء بالنهار أعمالهم في هذه الحدائق والمتنزهات من أجل المحافظة عليها في أبهى صورة.
ويختم بالقول: "مع دخول فصل الشتاء بدأت البلدية في زراعة 4.7 ملايين زهرة موسمية في الشوارع والحدائق العامة والمتنزهات وملاعب الأطفال من أجل تزيين العاصمة مسقط، التي باتت محط اهتمام وجذب سياحي لدى الكثير من الأسيويين والأوروبيين والأميركيين، بل ومن دول الخليج العربي أيضاً، "وهو ما يجعلنا فخورين بما نقدمه في قطاع الحدائق والتشجير، فنحن نسهم في تقديم بلدنا لمواطنينا وضيوفنا على أفضل ما يكون".


الاستثمار من أجل راحة الإنسان
من جهته، يقول المدير التنفيذي للشؤون الخارجية في شركة تنمية نفط عمان، المهندس عبد الأمير بن عبد الحسن العجمي، أنه و"ضمن المسؤولية الاجتماعية لنفط عمان نسهم جنباً إلى جنب مع الحكومة في دعم الاستثمار في تنسيق وإنشاء الحدائق بالسلطنة، وخلال العام الفائت خصصنا نحو 5 ملايين ونصف مليون ريال (حوالي 14.3 مليون دولار) للاستثمار الاجتماعي من بينها إنشاء أربع حدائق عامة في 4 من ولايات السلطنة وهي: بهلاء وأدم ومنح وسمائل، بغرض توسيع رقعة المسطحات خضراء والتشجير، وخلق متنفس للأهالي يسهم في الترويح عنهم، خلال الإجازات وقضاء العطلات".

يضيف العجمي: "الاستثمار في الحدائق هو استثمار من أجل راحة الإنسان وإدخال السرور إلى حياته وحياة عائلته، فضلاً عن أنه يمثل ملاذاً آمناً للأطفال لكي يمارسوا هوياتهم، خاصة في بيئة مثل السلطنة التي تتّصف بارتفاع درجات الحرارة بها في الصيف، وباعتدالها ابتداء من أكتوبر/تشرين الأول وحتى أبريل/نيسان".

أمّا رئيس بلدية ظفار، الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري، فيقول إن "البلدية تولي أهمية كبيرة لمشاريع تنسيق الحدائق والبستنة والتشجير وتتوسع وفق خطة مدروسة لبسط الرقعة الخضراء في كل ولايات المحافظة، التي تكتسي حلة الخريف في كل عام ويزورها مئات الآلاف في الصيف للتمتع بجوها البديع ورذاذ الأمطار، وبالطبع هؤلاء السياح الوافدون من داخل وخارج السلطنة في حاجة إلى حدائق ومسطحات خضراء يقضون خلالها أوقات تريضهم في صلالة وباقي الولايات".

يضيف الشنفري: "نعمل على نشر ثقافة الاعتناء بالمسطحات الخضراء بين أبناء المحافظة، بل ونشركهم في المحافظة على المسطحات الخضراء فهي ملك لهم وتم رصد الميزانيات من أجل إنشائها لراحتهم".

أما في ما يخص الاستثمار الخاص في تنسيق الحدائق بالقطاع الخاص فهو لا يزال من أنواع الاستثمار الجديد في المجتمع العماني، يقول الشنفري، غير أن الإقبال عليه يبدو كبيراً، وإن كان مكلفاً بعض الشيء، حيث يكلّف متر العشب الأخضر نحو 6 ريالات عمانية (18 دولاراً)، وتقوم به شركات من النوع الصغير والمتوسط، تعتمد في غالبيتها على مهارة العمالة الوافدة، من الهند وبنغلاديش وباكستان وبعض الدول العربية. ويسهم في انتعاش هذه التجارة انتشار ظاهرة الاستثمار في إنشاء ملاعب كرة القدم الخاصة.

وعلى هامش تنسيق الحدائق في السلطنة تنمو تجارة بيع شتلات الزينة، والشجيرات المثمرة وغير المثمرة، بالإضافة إلى شتلات النخيل التي يعتبرها العمانيون جزءاً من ثقافتهم وهويتهم العربية، كما تنمو تجارة الزهور الطبيعية والعمل في تنسيقها.
دلالات
المساهمون