#حاكموا_منى_عراقي... حياة الناس مش لعبة

أعلن محامي المتهمين في قضية المثلية الجنسية في حمام رمسيس، طارق العوضي، قبل قليل، أنه "سيتم رفع دعاوى قضائية خلال الأيام المقبلة ضد الإعلامية منى عراقي، مُقدمة برنامج "المستخبي" على قناة "القاهرة والناس"، بسبب قيامها بالتشهير بالمتهمين في القضية، خصوصاً بعد حصولهم على البراءة".

وأضاف العوضي في تصريحات إعلامية: "لا يمكن أن يترك شرف الناس ليتم العبث به بتلك الطريقة،" مؤكدا أنهم يُكنون كل الاحترام لحرية الصحافة والإعلام، إلا أن التشهير بالمواطنين الشرفاء أمر مرفوض وغير مقبول على الإطلاق. وكشف العوضي قيامه بعقد اجتماع مع المتهمين عقب إخلاء سبيلهم اليوم من قسم شرطة الأزبكية، وسط القاهرة، لبحث مقاضاة الإعلامية التي قامت بالتشهير بهم.

وقضت اليوم محكمة جنح الأزبكية، برئاسة المستشار إيهاب كمال، ببراءة 26 متهماً بممارسة المثلية الجنسية داخل حمام باب البحر في منطقة رمسيس.

وكانت عراقي قد "وشت" للأجهزة الأمنية بحمام باب البحر، بحجة أن "الفجور والعربدة تدور بين أسواره". داهم الأمن الحمام واعتقل عشرات الشباب، الذين شهّرت بهم، وعرضت صورهم. 

ورغم  الهجوم العنيف عليها لعرضها صوراً تكشف عن وجوه بعض الأشخاص المتهمين  تحدّت عراقي الانتقادات وأذاعت فيديو يوضح ما دار داخل الحمام الشعبي، وذلك في حلقة الأربعاء 10 ديسمبر/كانون الأول من برنامجها "المستخبي" على قناة "القاهرة والناس".

وقالت: "أحد أصدقاء فريق إعداد البرنامج، يدعى فريد، هو من قام بتصوير الحمام من الداخل ولست أنا، وقام فريد في الفيديو بالتحدث مع صاحب الحمام، وأكد له أن ممارسة الجنس الجماعي بين الرجال بالحمام تستمر على مدار اليوم".

وأضافت: "الحمام ده أقل من زريبة الحيوانات وكان لازم يتقفل، مصر فيها أماكن لممارسة الجنس الجماعي في وضح النهار في القاهرة، والمصيبة كل اللي في الحمام مصالح بيتم بفلوس، الشواذ عارفين اللي بيعملوه غلط، لكن بيعملوه، وهم وصلوا للجريمة دي نتيجة للمجتمع".

وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شنوا هجوماً حاداً على منى عراقي، بعد إذاعتها لهذا الفيديو، مؤكدين أنه يعد تهديداً للأمن القومي. كما اعتبروا تصوير المتهمين انتهاكاً لخصوصيتهم، وطالبوا بمعاقبة منى بالحبس.

يذكر أن منى عراقي قد أجّلت عرض الحلقة إلى أن قامت مباحث الآداب بإلقاء القبض على كل من في الحمام، حيث تم إلقاء القبض على مدير الحمام والعاملين به وعدد من الشباب. 

حاكموا منى

ودشن ناشطون حملة بعنوان "حاكموا منى عراقي"، وذلك بعد إعلان الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث الرسمي باسم مصلحة الطب الشرعي ومدير عام دار التشريح بزينهم، جنوب القاهرة، الانتهاء من توقيع الكشف الطبي على 21 متهماً. وقال: "من خلال توقيع الكشف الطبي عليهم تبين أن 3 حالات منهم تعرضوا لاعتداء جنسي دون تراضٍ (أثناء وجودهم في الاعتقال؟)، وأن 18 حالة منهم لا يوجد عليهم مظاهر ممارسة الفجور".
وعلى مواقع التواصل انطلقت التغريدات الغاضبة من عراقي، فكتب المدوّن حسام حملاوي: "مين هيرجع كرامة الناس دي ال أنت جرستيها في كل حتة يا مخبرة يا امنجية؟". فيما كتب مغرد آخر: "منى عراقي اكبر مثال على ازاى الناس بقت ممكن تعمل اى حاجة حتى لو بالوساخة دى عشان يبقوا مشاهير". وكتب جون غابريال: "حياة ناس و سمعتهم اتدمرت عشان عراقي تعلي نسبة المشاهدة". وكتبت إيمان الخطيب: "لازم تتمنع من ممارسة الاعلام بكل اشكاله..استغلال الغلابة لعمل سبق وتحقيق شهرة مزيفة..تقدر تعمل اللى عملته دة فى سبا ولا جيم 5نجوم؟".
فيما أصدر مهرجان "شنيت السينمائي الدولي للأفلام القصيرة"، أخيراً قرارًا بفصل الإعلامية منى عراقي من منصب مديرة المهرجان في القاهرة على أن يسري القرار فوريًّا.

من جانبه قال مصطفى أبو الحسن الحقوقي والمدير التنفيذي لمركز هشام مبارك: "إن الإعلامية منى عراقي لا بد أن تحاكم لما قامت به من تشهير بمواطنين أثبت الطب الشرعي براءتهم مما نُسب إليهم"، متسائلاً "من يعوض هؤلاء عما قامت به هذه المذيعة الباحثة عن الشهرة والنجومية الإعلامية حتى لو على حساب مواطنين أبرياء؟".

وأضاف ـ في تصريحات إعلامية ـ "لا بد من تقديمها للعدالة؛ حتى يكف الإعلاميون أمثالها عن المتاجرة بالمواطنين وقذفهم بالباطل".