جنوب السودان: انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات

12 فبراير 2014
جنوب السودان: انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات
+ الخط -
تبادل ممثلو حكومة جنوب السودان، وممثلو نائب الرئيس السابق، رياك مشار، خلال الجلسة الافتتاحية للجولة الثانية من المفاوضات بين الطرفين، الاتهامات بالمسؤولية عن انتهاك وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 23 كانون الثاني/ يناير، في وقتٍ حذرت فيه الأمم المتحدة من انتشار المجاعة في الدولة الناشئة.

واكد رئيس الوفد الحكومي، نيال دينغ نيال، أن "حكومة جنوب السودان تكرر التزامها التفاوض بدون شروط مسبقة"، منتقداً بشكل غير مباشر تهديد معسكر مشار، الاثنين، بتعطيل المفاوضات إذا لم يُفرَج عن أربعة مسؤولين سياسيين محسوبين على مشار تعتقلهم جوبا منذ اندلاع المواجهات لأول مرة في منتصف كانون الأول/ ديسمبر.
وأضاف "جئنا بروح منفتحة، سعياً الى حل دائم للأزمة في بلادنا"، و"نأمل بصدق أن يتحلى الطرف الآخر بالعزم نفسه".

من جهته، قال ممثل وفد مشار، تابان دينغ: "علينا ألا نضيع الوقت وألا نوفّر أي جهد"، منتقداً السلطات الحكومية لعدم إفراجها عن المعتقلين الاربعة، في موازاة قرار التصعيد السياسي الذي اتخذته.

وكان ميارديت، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" (الحاكمة)، أعلن عن إلغاء عضوية ثلاثة من كبار مسؤولي الحركة المتهمين بالتخطيط للإطاحة بالحكومة.
ويتقدم هؤلاء مشار الذي كان يحتفظ بمنصب نائب رئيس الحركة الشعبية، فضلاً عن حاكم ولاية "الوحدة" السابق، تعبان دينق قاي، ووزير البيئة السابق ألفريد لادو جور.
ويعدّ الثلاثة، وفقاً لصحيفة "سودان تريبيون"، من كبار أعضاء مجلس قيادة "الحركة الشعبية"، الذي يشمل المكتب السياسي ومجلس التحرير الوطني.
وجاءت هذه الخطوة بعد أيام فقط من إعلان ميارديت أيضاً أن منصب الأمين العام للحركة، الذي يشغله باقان أموم، أصبح شاغراً.

من جهته، أكد رئيس المفاوضين في الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا "إيغاد"، سيوم مسفين، خلال افتتاح المفاوضات، أن "جنوب السودان يعاني (منذ استقلاله) من مؤسسات هشة أو غير موجودة"، ما أدى "إلى تداعيات غير مفاجئة".

وأضاف: "الأزمة تمنح (القادة السودانيين الجنوبيين) فرصة تغيير المسار الذي تسلكه بلادهم. إنه ليس خياراً بل ضرورة"، وخصوصاً بعدما تسببت المواجهات في مقتل ما لا يقل عن ١٠ ألآف شخص فضلاً عن تشريد قرابة 900 ألف شخص.

بدروه، اعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي مريم ديسالين، أن "القسم الاصعب من عملية التفاوض لا يزال أمامنا"، مضيفاً: "من واجب الطرفين أن يحترما وينفّذا اتفاق وقف الأعمال الحربية".

وكانت إثيوبيا، التي تتولى الرئاسة الدورية لـ"ايغاد"، طالبت الاثنين بانسحاب "القوات الأجنبية" من جنوب السودان، متخوفة من أن تتحول الأزمة إلى "نزاع إقليمي".

في غضون ذلك، حذّر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان، توبي لانزر، من تزايد الاحتمالات بشأن تعرض الدولة الناشئة لمجاعة وتدهور الأوضاع الاقتصادية بصورة خطيرة، ما لم يلتزم طرفا الصراع بوقف المواجهات العسكرية.
وقال لانزر، فى مؤتمر صحافي عقده في جوبا، "إن ما يقارب الـ90 ألف شخص قد نزحوا إلى مقاطعة أوريال بولاية البحيرات قادمين من ولاية جونقلي، بعد اندلاع القتال فيها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي"، واصفاً أوضاع النازحين بـ"المزرية".

وأوضح لانزر أنهم يقومون بما سمّاه "التخزين المسبق الحيوي لإمدادات الإغاثة اللازمة" لضمان إمكان تقديمها للنازحين عند حلول موسم الأمطار، في الوقت الذي تكون فيه معظم الطرق مقطوعة.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت الأسبوع الماضي أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص في جنوب السودان يحتاجون بشكل عاجل إلى مساعدات غذائية.

وفي السياق، وعدت الحكومة السودانية، اليوم الأربعاء، بدراسة طلب دولة جنوب السودان فتح المعابر الحدودية بين البلدين مؤقتاً، لإيصال المواد الغذائية والدواء للمناطق المتأثرة بالمعارك التي شهدتها دولة الجنوب أخيراً.