جزّين.. عروس الشلال ووادي الكستناء والصنوبر

23 فبراير 2015
مصيف لبناني نموذجي صامد في وجه الزحف العمراني (Getty)
+ الخط -
"جزّين" هي إحدى البلدات اللبنانية التي تقع شرق مدينة صيدا في الجنوب اللبناني وتبعد عنها 22 كلم، تمتاز بتضاريسها الخضراء وتاريخها العريق وطابعها التراثي القديم وتحيط بها قمم الجبال وغابات الصنوبر وطبعاً شلالها الشهير، الذي يطلّ على حرج صنوبر بكاسين، ويسمى "شلال جزّين"، الذي يلطّف جو البلدة ويزيده برودة أيام الصيف الحارة.

كما تتميز جزين بفنادقها العصرية وبمهرجاناتها الفنية والتراثية والفولكلورية التي تقام كلّ عام.
يبلغ متوسط ارتفاع "جزّين" 950 متراً، تحيط بها كروم العنب والبساتين وغابات الصنوبر المثمرة التي تعتبر الأكبر في الشرق الأوسط وتبلغ مساحتها قرابة الـ 16 كيلومتراً مربعاً، كما يزيّن الإرث المعماري العتيق بلدة جزين بعدد كبير من المنازل ذات السطوح القرميدية الحمراء التي يعود تاريخ بنائها إلى أوائل القرن العشرين.

وتتميّز جزين بموقعها الجغرافي الذي جعل من مناخها "وصفة طبّية" ينصح بها الأطباء لمن يعاني من مشاكل الربو وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض الصدرية.

"جزين" في تاريخها وجغرافيتها منذ مئات السنين تعتبر نموذجاً سياحياً متماسكاً إلى حدٍ بعيد، وكان تاريخ ما قبل 1948 مفصلياً في حضورها، ولقّبت إثره بأنها "المصيف العربي الأوّل"، حيث يتوسّط ساحتها القصر البلدي الأثري، الذي بُني على الطريقة المعمارية العثمانية، بهندسة فائقة الجمال، وقد أنجزه القائم مقام سليم بك عمّون عام 1898.

كما تمتاز "جزين" بسوقها التراثي العتيق حيث تجلّيات الجمال، تخرج من بين قناطره المعلّقة، وأبوابه الخشبية المرقَعة، يعود إلى ما قبل القرن التاسع عشر، متاجر متلاصقة جنباً إلى جنب، تنّوعت بين المقاهي والمطاعم ومعارض الحرف الجزّينيّة الأولى، مثل "السكاكين والخناجر والأقمشة المطرّزة"، المتقنة فنياً وحرفياً، والتي تنمّ عن حياكة متجذّرة ومتميّزة، لا يمكن لأي كان أن يقلدها، بالنظر الى طريقة الحفر النحتي التي تحويها.

في "جزين" أكبر غابة كستناء في الجنوب والثانية في لبنان، افتتحت عام 2007، وتمتدّ على مساحة 12 ألف متر مربع، على ارتفاع 1100 متر عن سطح البحر، وتضمّ 350 شجرة كستناء تمّ استيرادها من تركيا، وأكّدت الدراسات التي أجرتها البلدية أنّها من النوع الذي يتلاءم مع طبيعة الأرض والمناخ.

كلّ تلك المعالم أجازت لجزين أن تكون رائدة سياحياً، من سياحة الفنادق والمطاعم إلى السياحة الزراعية، مع زراعة التفاح التى دخلت إلى لبنان سنة 1915، عبر رجل يدعى خليل عساف، استقدمها من الولايات المتحدة الأميركية، إلى سياحة المحميات الطبيعة التي تنتشر في روابيها، وتلقى رواجاً من كلّ باحث عن الهدوء والتأمل.

اسم جزين، مستمدّ من اللغة الآرامية، وتعني "مستودع" أو "مخزن". ويعتقد كثير من المؤرّخين أنّ جزّين كانت بمثابة موقع تخزين للتجار بسبب موقعها الاستراتيجي على طريق القوافل التي تربط ميناء صيدا إلى الشوف ووادي البقاع وصولاً إلى سورية.

إقرأ أيضاً: جزّين مدينة الخناجر والسيوف المطعّمة بالذهب
دلالات
المساهمون