مع النجاح التاريخي الذي حققه فيلم Alice in Wonderland عام 2010، والذي جلب أكثر من مليار دولار حول العالم، قررت شركة "ديزني" أن قصص الأطفال الشهيرة، والتي قدمت على الأغلب في أفلام رسومية قبل ذلك، من الممكن أن تكون مادة خصبة للنجاح عند تحويلها لـ"لايف أكشن" بممثلين عاديين ومؤثرات مبهرة. فقررت تكرار التجربة مع Cinderella عام 2015، والذي حقق نجاحاً مقبولاً ثم The Jungle Book عام 2016، والذي حقق نجاحاً عظيماً وجلب هو الآخر مليار دولار إلى جانب استقبال نقدي حافل.
ليأتي العمل الشهير الرابع الذي تعيده "ديزني" مع Beauty and the Beast، والمقتبس عن النسخة الكرتونية التي تحمل نفس الاسم عام 1991. وعلى الرغم من محاولة الشركة المخلصة لمنح الفيلم كل أسباب النجاح، إلا أنّه مع ذلك كان العمل الأقل فنيّاً في مشاريع الإعادة، وامتلأ بمشاكل ضخمة لم يتم التعامل معها بأي ابتكار.
الفيلم كما هو معروف يحكي عن الفتاة الجميلة "بيل" التي تحتجز في قصر أمير مصاب بلعنةٍ حوّلته إلى وحش، ومن خلال علاقتها بالخدم (الذين حولتهم اللعنة أيضاً إلى أدوات منزلية)، تعرفُ سرّ لعنة الأمير. وأن الحل الوحيد لها هو أن يقع في الحب بشكل حقيقي.
حتى تلك اللحظة حقق الفيلم 170 مليون دولار داخل أميركا وحدها في أيام عرضه الأربعة الأولى، مما يشير إلى أن مغامرة "ديزني" الجديدة في ضخ 160 مليوناً كميزانية لإنتاج "الجميلة والوحش" كانت ناجحة وفي محلها. على الأغلب أن كلاسيكية العمل الأصلي الذي يعتبر من أشهر أفلام الرسوم المتحركة، واستخدام نفس أغانيه في النسخة الحالية، كانت دافعاً للإقبال على الفيلم، خصوصاً أنه جزء من طفولة وذكريات ثلاثة أجيال منذ صدوره في مطلع التسعينيات. ولكن هذا النجاح الكبير في شباك التذاكر لا ينفي مشاكل الفيلم الفنية، ولا يرد على تساؤل نقدي عن السبب في إعادة إنتاج "لايف أكشن" لعمل بهذا القدر من الشهرة دون أي تغيير أو تطوير أو رؤية جديدة.
فيلم "الجميلة والوحش" ليس فيلماً سيئاً بأي حال، فقد يكون فيلما عائليا مسليا، ولكنه مع ذلك يحمل صفة أسوأ، أنه لم يجتهد ليكون فيلماً جيداً وله هوية مختلفة، وإذا نظرنا لأفلام "ديزني" الأسبق في هذا السياق فهي في كل مرة كانت تحاول البحث عن "تلك الهوية"، في Alice كان الابتكار في شكل العالم والكائنات واستخدام الـ"ثري دي" كلعبة جاذبة، وفي Cinderella تم الاعتماد على عدم وجود عمل سينمائي يوازي شهرة القصة الأصلية، وفي Jungle Book تم تطوير القصة في سيناريو مختلف فعلاً مع عمل مدهش في المقابل على المستوى البصري. أما هنا، في "الجميلة والوحش" فلا توجد أي حركة ولو خطوة واحدة بعيداً عن الأصل. حتى في التبسيطات الدرامية الزائدة التي تناسبت مع الفيلم الأصلي لأننا نتحدث في النهاية عن عمل شريحته الأساسية هي الأطفال، لم يتم إضافة أي عمق أو تغير لها في العمل الجديد، ليتم التعويل بالكامل على جاذبية أن نرى القصة التي نعرفها بممثلين، وهذا الأمر إن كان مثيراً حقاً في فيلم مثل "كتاب الأدغال" لأن الـ"لايف أكشن" سيكون في تصميم وخلق حيوانات تبدو حقيقية ويجعلها تتكلم (وهو إنجاز خارق في الفيلم) فما هو الشيء الإضافي، حتى على المستوى التقني، والذي يجعل تحويل "الجميلة والوحش" لعمل غير رسومي نقطة قوة أو جانب يستحق التقدير؟