"بقدر ما أقبل إعاقتي بقدر ما أرفضها وهذا ما يعطيني إرادة أقوى". هكذا علقت التونسية تَمنة الطبيب (56 عاماً)، التي تعمل أخصائية في العلاج الطبيعي، على سؤال حول دوافعها للترشح على قائمة الائتلاف الحزبي "الاتحاد من أجل تونس" (يسار) للانتخابات التشريعية المقبلة رغم كونها كفيفة.
تمنة تُمثّل حالة فريدة من نوعها والأولى في تونس. بريق السياسة والعمل من أجل الوطن شكّلا هوساً جذب المرأة التي تحرص على أن ترتب منزلها يومياً، من دون الاستعانة بأحد. تقول:"كنت دائماً أنشط في الجمعيات، وأترشح لرئاسة المكتب التسييري (المكتب التنفيذي في الجمعيات، قبل أن يتم استبعادي نظراً لإعاقتي. وقبولي الترشح للانتخابات التشريعية هو تحد كبير، وشعاري هو: اعمل بشعورك وإحساسك".
ترددت تمنة كثيراً قبل أن تقرر الخوض في صراع الانتخابات الذي يتطلب عيوناً لا تنام للفوز وكسب نيل تأييد الناخبين. تقول: "عندما أتيحت لي الفرصة داخل الحزب، فكرت كثيراً قبل الترشح، ثم قبلت أن أكون من بين المرشحين (الترتيب الرابع على قائمة الحزب)، وقمت بإعداد برنامج خاص لذوي الحاجات الخاصة، وقد تم قبوله".
وترى المرشحة عن دائرة تونس 1، وصاحبة مشروع سياسي يمنح حظوظاً أوفر لذوي الحاجات الخاصة في الحياة المهنية، أنه "يجب على جميع الأحزاب تخصيص برنامج لذوي الحاجات الخاصة، لأن بلادنا تزخر بالكفاءات والخبرات من هذه الفئة". وتضيف:"في حال فزت في الانتخابات، وتمكنت من حجز مكان في البرلمان، سأعمل على اشراك أكبر عدد من ذوي الحاجات الخاصة، بخاصة النساء في الحياة السياسية. وسأبذل ما بوسعي لتطبيق الاتفاقيات الدولية التي أمضتها تونس، والتي تخص هذه الفئة".
وتشارك في الانتخابات التشريعية المقررة في 26 من أكتوبر/تشرين الأول الحالي 1327 قائمة موزعة على 33 دائرة انتخابية داخل البلاد وخارجها، فيما يخوض 27 مرشحاً الجولة الأولى من السباق الرئاسي في 23 من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.