تونس: تسهيلات وقروض للمغتربين جراء ارتفاع كلفة السفر

03 يوليو 2020
سياحة تونس تدفع ثمناً باهظاً لإقفال كورونا (فرانس برس)
+ الخط -

فتح مصرف تونس الخارجي باب الاقتراض للمغتربين المقيمين في الدول الأوروبية لمساعدتهم على تمويل شراء تذاكر الطيران أو النقل البحري لتسهيل العودة إلى بلادهم لقضاء إجازة الصيف.

وطلبت الحكومة من المصرف الخارجي مساعدة المغتربين على تمويل اقتناء تذاكر السفر إلى تونس بمنحهم قروضا ميسرة في حدود 6 آلاف يورو بعد أن عجزت عائلات عن توفير أسعار التذاكر التي قفزت بشكل كبير عقب استئناف الناقلات الجوية للرحلات في اتجاه الفضاء الأوروبي.

وقالت وزارة المالية إن المصرف سيمنح المغتربين قروضا حسنة دون فوائد تسدد على 12 شهرا لاقتناء تذاكر السفر سواء من الخطوط الجوية التونسية أو الشركة التونسية للملاحة الحكوميتين.

وبسبب ارتفاع أسعار تذاكر السفر وعدم إمكانية استفادة المغتربين من التخفيضات على الحجوزات المبكرة بسبب أزمة كورونا وتوقف الملاحة الجوية والبحرية لنحو 3 أشهر تخلى عدد من التونسيين هذا العام عن فكرة الإجازة في تونس لأسباب مالية واقتصادية فرضتها الجائحة.

01135781-353F-4A2B-9174-93BD8224DC2A
01135781-353F-4A2B-9174-93BD8224DC2A

حافظ بن عمر

أستاذ جامعي من تونس

وقد أعلن وزير المالية، نزار يعيش، في تصريح إعلامي مفتتح الأسبوع الجاري  أنه تم الاتفاق مع بنك تونس الخارجي، لتمكين الجالية التونسية من قرض حسن (دون فوائد)، للحصول على تذاكر السفر سواء من الخطوط الجوية التونسية أو الشركة التونسية للملاحة بمبلغ يصل إلى 6 آلاف يورو  تُسدّد على مدى 12 شهرا.

وكشف الوزير أنه تم الاتفاق، أيضا، مع المصرف، على تمكين الجالية التونسية بفرنسا وبأوروبا عموما ، القادرة على فتح حساب بهذا البنك، من ارسال أموال إلى تونس دون دفع كلفة التحويلات.

وتقتصر إمكانية الحصول على قروض لتمويل شراء تذاكر السفر على التونسيين المقيمين في الدول الأوروبية فيما تم استثناء أكثر من 150 ألف مغترب يقيمون في دول الخليج العربي من هذا الامتياز لغياب فروع للبنك الخارجي في هذه الدول.

واعتبر عضو البرلمان عن دول أوروبا أسامة الصغير أن القرار الحكومي جاء متأخرا جدا وتوقع عدم إقبال التونسيين المقيمين في أوروبا على الحصول على قروض من أجل شراء تذاكر السفر.

وأضاف الصغير في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الظرف هذا العام استثنائي وأنه كان الأجدر أن تبحث الحكومة عن حلول في وقت مبكر تسبق الإعلان الرسمي عن فتح الحدود ،مؤكدا أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران والصعوبات الاقتصادية التي يواجهها المغتربون في بلدان إقاماتهم ما بعد أزمة "كوفيد-19" ستحول دون عودة العديد منهم في  هذه الصائقة إلى تونس.

وقال الصغير إن التونسيين تعودوا سابقا على حجر تذاكر الطيران منذ شهر مارس/ آذار من كل سنة مع الحصول على تخفيضات من الناقلة الجوية الحكومية، ما لم يتم هذا العام بسبب الجائحة الصحية، معتبرا بحث الحكومة عن حلول مصرفية قرارا غير مجد، وقد يثقل كاهل المغتربين بأعباء مالية هم في غنى عنها وفق قوله.

وبحسب بيانات رسمية صادرة عن ديوان التونسيين، يقيم نحو 12% من التونسيين في الخارج، أغلبهم في دول أوروبية، حيث تحتل فرنسا المرتبة الأولى بنحو 800 ألف تونسي، تليها إيطاليا بـ200 ألف، وألمانيا بما يقارب 100 ألف، ثم بلدان الخليج بحوالي 121 ألفاً.

وأشارت بيانات ديوان التونسيين بالخارج إلى أن تواجد المغتربين في بلدان الخليج قد شهد ارتفاعا في السنوات الأخيرة، بخاصة في قطر والإمارات والسعودية وسلطنة عمان.

ويطالب برلمانيون بملاءمة ظروف العناية بالجالية التونسية في دول الخليج مع تغير خارطة الهجرة في السنوات الأخيرة، وذلك عبر مضاعفة مجهود التمثيليات الدبلوماسية في هذه البلدان وإجراء تغييرات على نشاط شركة الطيران الحكومية بإضافة رحلات منتظمة إلى هذه الوجهات.

المساهمون