تونس تخشى "السماوات المفتوحة" رغم توقعات انتعاش السياحة

07 يناير 2017
السياحة تأمل في زيادة الوافدين (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -
تترقب تونس تطبيق قرار الأجواء المفتوحة الذي يبدأ العمل به في مارس/آذار المقبل، وسط آمال بمساهمته في إنعاش حركة السياحة في البلاد، بينما تسود في المقابل مخاوف من تأثر الطيران التونسي سلباً في حال عدم قدرته على منافسة الناقلات الجوية العالمية التي ستحط على الأراضي التونسية.
وتبدأ تونس بفتح المجالات أمام الطيران الأوروبي في بداية التطبيق على أن يشمل كل شركات الطيران العالمية في مرحلة لاحقة.
وتتيح اتفاقية السماوات المفتوحة التنقل لشركات الطيران بجميع أنواعها بين تونس ودول الاتحاد الأوروبي وباقي الدول الموقعة عليها.

ويقول مسؤول في إدارة الطيران المدني بوزارة النقل التونسية في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الوزارة تدرس عدة إجراءات لتوفير أكبر قدر من الحماية لشركات الملاحة الجوية المحلية، وعلى رأسها الخطوط التونسية.
ويضيف المسؤول أن من بين المقترحات المطروحة كمرحلة أولى، استثناء مطار تونس قرطاج الدولي من القرار، من أجل إكساب الناقلة الجوية الحكومية التي تنشط بشكل مكثف على هذا المطار المزيد من الصلابة.
ويتابع أن الخطوط التونسية دخلت منذ فترة في مرحلة التأهيل بتجديد أسطول طائراتها بعد عقد صفقة لاقتناء أكثر من 5 طائرات للوجهات البعيدة من ايرباص الأوروبية، مشيرا إلى أن استغلال الخطوط البعيدة نحو كندا وأفريقيا سيمكن الشركة من تعويض خسارتها في حال دخلت في منافسة مع الناقلات الجوية الأوروبية.

لكن المسؤول في إدارة الطيران بوزارة النقل، يرى أن فتح الأجواء في بقية المطارات سيؤدي إلى حركة اقتصادية كبيرة في المناطق التي تتواجد فيها هذه المطارات والتي لا تعمل إلا بشكل موسمي على غرار طبرقة (شمال) وتوزر ونفطة (جنوب)، لافتا إلى أن الاستثمار في المطارات أمر مكلف ويجب أن تفكّر الدولة في حلول لتنشيط هذه الاستثمارات المعطلة ودفع التنمية في مثل هذه الجهات وخلق فرص العمل.
ويؤكد أن الدولة خففت بشكل كبير عددا من الضرائب المفروضة على النزول في المطارات الداخلية، لتشجيع الشركات الأجنبية على استغلالها.

وبالرغم من شبكة الموانئ الجوية (8 مطارات مدنية)، التي تمتد من شمال البلاد إلى جنوبها، لا تزال الحركة الجويّة منحصرة في 3 مطارات تقريبا وهي مطار تونس قرطاج الدولي، والنفيضة في الساحل، وجربة في الجنوب الشرقي، فيما تكتفي مطارات أخرى ببعض الرحلات الموسمية أو سفر الحجيج.
ومنذ عام 2007 دخلت تونس في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول فتح السماوات، غير أن هذا القرار تأجل لسنوات عدة حماية للقدرة التنافسية لشركة الخطوط الجوية التونسية، التي لم تكتسب بعد الصلابة الكافية التي تمكنها من الدخول في منافسة مع شركات طيران جوية تعتمد سياسة السعر الأدنى.

ولا يخفي مسؤولو شركة الخطوط التونسية والنقابات العمالية مخاوفهم من الإسراع نحو تطبيق قرار السماوات المفتوحة، دون الأخذ بعين الاعتبار الإشكاليات التي تمر بها الشركة وعدم جاهزيتها لمنافسة الشركات التي تعتمد السعر الأدنى، خاصة أن حركة النقل نحو أوروبا تمثل أكثر من 80% من حجم نشاط الشركة.
لكن سيف الشعلالي، المتحدث الإعلامي باسم وزارة السياحة يقول لـ"العربي الجديد"، إن التجارب المقارنة أكدت الانعكاس الإيجابي للسماوات المفتوحة على القطاع السياحي ونسبة الإشغال في النزل (الفنادق)، مشيرا إلى أن عدد السياح الذين توافدوا على المغرب تضاعف 3 مرات بعد فتح السماوات أمام حركة الطيران العالمي، وهو ما حصل أيضا في تركيا.

ويضيف الشعلالي أنه خلال السنة الأولى لتطبيق السماوات المفتوحة، حققت المغرب أكبر نسبة نمو في تاريخها بنحو 13% وفي تلك السنة تم تسجيل إضافة 150 خطا جويا أسبوعيا جديدا بين المغرب وأوروبا منها 93% مؤمنة من قبل الشركات منخفضة الكلفة، مشيرا إلى أن تونس لن تحقق أهدافها ببلوغ 7 ملايين سائح في العام، دون فتح السماوات.
ويأمل العاملون في قطاع السياحة ووكالات السفر وأصحاب الفنادق في تونس، أن تعزز السماوات المفتوحة من تدفق السياح خلال العام الحالي من أجل استعادة الأسواق، التي سجلت تراجعاً كبيراً على امتداد السنوات الماضية على غرار السوقين الألمانية والبريطانية وغيرهما من الأسواق التقليدية لتونس.

ويرى رضوان بن صالح، رئيس جامعة النزل (جمعية الفنادق)، في تصريح لــ"العربي الجديد"، أن توظيف السماوات لخدمة القطاع السياحي يحتاج إلى تأهيل للوحدات الفندقية، مشيرا إلى أن رفع حركة التوافد الجوي يتطلب تحسين الجودة في الفنادق.



المساهمون