توفيق عكاشة: سأتقدم بمشروع قانون... ناشف!

10 نوفمبر 2014
عكاشة خلال تكريمه من مؤسسة "الأهرام" (فيسبوك)
+ الخط -

بعد سنوات من ترقب العاملين في المجال الإعلامي المصري إنشاء نقابة تهتم بشؤونهم وترعى حقوقهم، فاجأتهم لجنة التشريعات الاجتماعية، المنبثقة عن لجنة الإصلاح التشريعي، التابعة لمجلس الوزراء المصري، باستدعاء الإعلامي توفيق عكاشة، إلى جانب عدد من الإعلاميين، لتستمع إلى رؤيتهم حول مشروع قانون لإنشاء نقابة للإعلاميين. الخطوة أثارت عدداً من التساؤلات لدى العاملين في المجال الإعلامي، عن شكل النقابة التي سيضع عكاشة رؤيته فيها.
عكاشة، الذي تحوم حوله التساؤلات منذ تدشينه قناة "الفراعين"، والغموض الذي يلف عدم استمرار المذيعات في العمل تحت إدارته، والمعروف بقربه من الأجهزة الأمنية المصرية، أصبح مادة للسخرية والجدل في السنوات الماضية، إلى درجة جعلت العاملين في المجال الإعلامي يرمقون حتى من يسأل عن رقم هاتفه بنظرات ناقدة وساخرة. فبعد "موقعة البط" الشهيرة، التي شنها على البرادعي، وتوجيه السباب لطاقم قناته على الهواء، وعزله بعض المذيعات بمحادثة هاتفية أمام المشاهدين، وإهداره دم الرئيس المعزول محمد مرسي، وإعلانه وقف بث القناة على الهواء... كل هذه الوقائع، التي رسخت في أذهان المشاهد المصري، جعلت عكاشة آخر توقعات المتصدين للعمل الإعلامي، في وضع الأسس والقواعد المهنية، التي تؤسس لنقابتهم التي انتظروها طويلا.
استدعاء عكاشة ليدلي، فجّر موجة من السخرية لدى مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، في غياب واضح لكل العاملين في المجال الإعلامي، والذين صدّعوا الرؤوس بالحرص على المهنية وحقوق الإعلاميين المهدرة. ومن اللافت هو تزامن الخبر مع إرسال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن) أرسل إلى عكاشة برقية شكر رسمية، لدعوته العرب إلى زيارة القدس، ثمّن فيها مجهوده وقناته. والمثير للدهشة هو أن هذا الشكر جاء بعد فترة وجيزة من احتفاء الإعلام الإسرائيلي بعكاشة، بعد تحريضه على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إبان العدوان الأخير على قطاع غزة.
الناشطون أعربوا عن دهشتهم لغياب أي رد فعل من العاملين في الوسط الإعلامي على الاستعانة بعكاشة لوضع الخطوط العريضة لتعريف "الإعلامي"، واللبنة الأولى في إنشاء نقابتهم، التي انتظروها طويلاً. وهو ما دعا أحدهم إلى السخرية قائلاً: "يعني كل الإعلاميين موافقين إن عكاشة هو اللي يرسم لهم مستقبل الإعلام، يبقي محدش يستغرب بعد كدة لما نلاقيه بضغط بط على الهوا". وحاول آخر تفسير الواقعة: "طالما واحد زي عكاشة بيعمل كل البلاوي دي على الهوا وسايبينه يبقى مرضي عنه ومسنود من الأجهزة الأمنية اللي مشغلة باقي الإعلاميين".
بعض الناشطين انشغل ببرقية شكر أبو مازن لعكاشة، رغم إعلانه من خلال برنامجه أن إسرائيل ليست العدو لمصر، ورغم تقمصه صورة الواعظ الديني وخطئه في قراءة بعض آيات القرآن. فعلق أحدهم: "عكاشة الظاهر صدق نفسه لما استدعوه عشان ياخدوا رأيه في نقابة الإعلاميين، وعمال يخرف ويقولك إسرائيل مش عدو، ومش عارف حتى يقرأ قرآن". وسخر آخر: "واضح إننا هنشوف أيام كحلي، إذا كان الإعلام من غير ما يستعينوا بعكاشة أدهش العالم".
وفي وقت اعتبر البعض ان الأمر مجرد "مزحة ثقيلة" تبيّن ان الأمر ليس كذلك. إذ عقدت لجنة التشريعات الاجتماعية ـ المنبثقة عن لجنة الإصلاح التشريعي التابعة لمجلس الوزراء المصريـ جلسة استماع خاصة اليوم إلى عكاشة، بشأن مشروع قانون إنشاء نقابة للإعلاميين!وقال عكاشة ـ على هامش اجتماع اللجنة المغلق، إنه جاء تلبية لدعوة اللجنة لمناقشة مشروع القانون المقدم من الإعلامي حمدي الكنيسي، وتقديم مشروع قانون آخر لإنشاء نقابة الإعلاميين كان قد أعده في وقت سابق، وسلمه إلى مجلس الوزراء قبل حضوره للجنة. وعن ملامح مشروع قانونه الذي يتضمن 91 مادة، قال عكاشة إن الإشكالية دوماً تكمن في تعريف من هو الإعلامي، واصفاً مشروع الكنيسي بأنه "طري"، ولم يراعِ الإعلام الخاص، وارتكز قوامه على لائحة الإعلاميين في اتحاد الإذاعة والتلفزيون. وتابع عكاشة: "مشروع قانوني "ناشف"، ويمنع غير المتخصصين في الإعلام من دخول نقابة الإعلاميين".

 

المساهمون