تمور الأحساء

08 مارس 2015
المهرجان فرصة لعرض تطورات صناعة التمور في السعودية (getty)
+ الخط -
تعد واحة الأحساء من أشهر الواحات المنتجة للتمور في العالم، نظرا لخصوبة أرضها ووفرة مياهها الجوفية العذبة، وتشهد الأحساء الواقعة في المنطقة الشرقية من السعودية هذه الأيام، مهرجان (ويا التمر أحلى 2015) الذي دشن قبل أسبوع في نسخته الثانية، والذي تنظمه أمانة الأحساء بالتعاون مع الغرفة التجارية في مركز المعارض لمدة أسبوعين الذي يُعنى بالصناعات الغذائية التحويلية المرتكزة في صناعتها على التمور، كما يتضمن فعاليات شعبية عدة.
ويشهد المهرجان إقبالاً كبيراً إذ تجاوز عدد زواره 45 ألف زائر، فيما بلغت قيمة مبيعاته من الصناعات التحويلية أكثر من 15 مليون ريال، وسط توقعات بالزيادة المطردة.

فرصة للتنافس
ويعتبر تجار التمر في الأحساء وأصحاب معامل المنتجات التحويلية المهرجان فرصة جيدة للتنافس على تطوير هذه الصناعة الناشئة، إضافة إلى كونه فرصة أيضا لدحض ما بات يتردد في السنوات الأخيرة من تراجع في جودة محاصيل التمر في الأحساء. ويشير محمد الهبدان أحد أصحاب هذه المعامل إلى أهمية وجود مثل هذه المهرجانات في زيادة حجم المبيعات التي يصفها بالممتازة، ومناقشة سبل تطوير الصناعة وتحسين سمعة الأحساء في مجال إنتاج التمور وصناعتها بعد أن أساء لها بعضهم متهما إياها بالتراجع، ويعتبر الهبدان في حديثه إلى "العربي الجديد"، بأن إقامة المهرجان أدت إلى طفرة تطويرية في هذا المجال، انعكست على تحسين هذه الصناعة بنسبة 70 في المائة.
ويعمل الهبدان في الصناعة التحويلية منذ أربع سنوات، وينتج معمله العديد من المنتجات كالمعمول بالشكولاته البنية والبيضاء، ومحشوات التمر باللوز، إضافة إلى العجائن التمرية والدبس ومنتج التمر الخالص.
ويلفت إلى أن هذه المنتجات لا تستهلك في صناعتها الكثير من محصول التمر، كما لا يدخل في تحضيرها تمر "الخلاص" الذي يعد من أجود أنواع التمور، نظرا لقيمته العالية، وفي المقابل انخفاض سعر منتجات الصناعات التحويلية. كما أشار إلى انعكاس دخول هذه الصناعة على زيادة الأيدي العاملة في هذا المجال، بنسبة 20 في المائة، ومنها العمالة النسائية.


طبق عملاق
وتضم الأحساء نحو 45 معملا صغيرا للصناعات التحويلية يتم التخطيط لنقلها إلى مدينة الملك عبد الله للتمور، بعد الانتهاء منها. وقد تضمنت فقرات المهرجان عرضا لـ "الطبق العملاق"، الذي سيحوي مليوناً وخمسة آلاف وخمسمئة وسبعين تمرة، بعد أن قام على إعداده فريق مكون من 43 شخصا، واستغرق العمل عليه 15 يوما. وضم 21 صنفا من تمور الأحساء، هي: الخلاص، الرزيز، الشيشي، الغر، الشبيبي، الهلالي، الطيار، أم رحيم، التناجيب، الشهل، الجناز، الخصاب، بالإضافة إلى المنتج الجديد، وهو المجدول وأنواع أخرى.

كجالب التمر إلى هجر
اشتهرت واحة الأحساء بالتمر تاريخيا، حتى قيل "كجالب التمر إلى هجر"، كناية عن استهجان أن يجلب المرء مادة إلى منطقة غنية بها. وهجر هو الاسم التاريخي للأحساء التي يبلغ عدد النخيل فيها نحو ثلاثة ملايين نخلة، بإنتاج يفوق مائة ألف طن سنويا من التمر.
غير أن صناعة المنتجات التحويلية فيها كانت تشهد تأخرا، قياسا بمنطقة زراعية أخرى، مثل القصيم، ولم تكن تلقى الاهتمام اللازم أو الإقبال الكافي من قبل المستثمرين والتجار، كما يؤكد ذلك بعض أهالي المنطقة لـ "العربي الجديد"، متطلعين إلى أن تنافس صناعة منتجات التمر لديهم منتجات صناعة التمر في منطقة القصيم التي لاقت في السنوات الأخيرة اهتماما وشهرة، وبات يتم تصديرها وحملها أو إرسالها كهدايا للأصدقاء من خارج السعودية، إذ قام البريد الممتاز بخصم 80 في المائة من قيمة تصدير التمور كدعم لمنتجات التمور.
وأشار أمين الأحساء والمشرف العام على المهرجان، المهندس عادل بن محمد الملحم، إلى التخطيط بأن تبقى الأحساء موطنا للتمور، عبر آليات عمل مرحلية تساعد على تحويل التمور من منتجٍ زراعي شعبي إلى منتجٍ اقتصادي واستثماري وسياحي كبير ومميز، يسجل باسم الأحساء.


أهداف المهرجان
ويهدف المهرجان إلى إبراز منتوج التمور في الأحساء على المستويين الإقليمي والعالمي، وتوسيع النطاق التسويقي لها وجذب القوة الشرائية تجاهها، وتنظيم آليات البيع وتشجيع المنتجات الوطنية لتكون ذات جودة عالية تنافس في السوق العالمية، وكذلك تعريف المجتمع المحلي والدولي بأهمية النخيل وثماره وفوائده الصحية، إضافةً إلى تحويل التمور إلى منتج اقتصادي مهم، وربط المتسوقين والمستثمرين بمجال التمور، من داخل المملكة وخارجها بسوق الأحساء للتمور.
كما تهدف الفعاليات المصاحبة للمهرجان إلى نشر الثقافة والوعي بقيمة التمر الغذائية من خلال برامج موجهة إلى كافة الشرائح العمرية. ويهدف كذلك إلى غرس مفاهيم ثقافية حول التمر مستهدفا كافة الشرائح العمرية وإن كان يركز على الطفل من خلال بعض الأنشطة التربوية والترفيهية، ومنها: مسرح ومرسم الطفل، وبيت الشعر وإقامة ركن للضيافة وعدد من الفعاليات الشعبية المختلفة.
وإن كان الهدف الرئيس منه هو عرض منتجات التمور المعبأة بطريقة تسويقية جذابة تراعي الجودة. كما يضم المهرجان ركنا للطهي والتذوق ومسابقات الأطباق التي يشرف عليها مختبر جودة التمور بالأمانة.

المشاركون
يشارك في المهرجان هذا العام نحو 45 معملا للتمر، تتنافس في تقديم عروض التمور المعبأة والصناعات التحويلية، إضافة إلى مشاركة الأسر المنتجة والحرفيين المختصين في الصناعات التراثية المرتبط إنتاجها بمنتوجات النخلة والأكلات الشعبية التي تدخل التمور في تحضيرها. واعتبر المدير التنفيذي للمهرجان المهندس عبد الله العرفج أن المهرجان يمثلُ امتداداً للمهرجان السابق ( للتمور وطن ). وقد خصص المهرجان جوائز كبرى هي عبارة عن ثلاث سيارات.

مدينة الملك عبد الله للتمور
أعلن العام الماضي عن الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع مدينة الملك عبد الله الجديدة للتمور، والتي تتضمن إنشاء أول شاشة إلكترونية مفتوحة في منطقة الخليج، تعمل كنظام "بورصة" لسوق النخيل والتمور، ستدعم توفير بيئة خصبة لتسويق التمور الأحسائية، وتسهم في زيادة الإيرادات المالية للمزارعين، وتوفير فرص العمل للشباب.
وتقع المدينة على طريق العقير وتبلغ تكلفتها الإجمالية 328 مليونا و246 ألف ريال. كما أنها تقام على مساحة تقدر بـ 800 ألف متر مربع.

إقرأ أيضاً: مهرجان "حلال هل قطر" في كتارا
دلالات
المساهمون