تقرير: إدارة النفايات مفتاح ثقة المواطنين بالحكومات

18 مارس 2016
إدارة النفايات مفتاح الثقة بين المواطن والحكومة (Getty)
+ الخط -


أكد تقرير للبنك الدولي صدر حديثا، أن إدارة البلديات للنفايات المنزلية أو الصلبة هي إحدى أبسط العلامات وأكثرها شيوعا لنجاح العلاقة بين الدولة والمواطن.

وأظهر التقرير أن توقف الإدارات البلدية في لبنان في الفترة الأخيرة عن جمع النفايات وتركها حتى تحولت إلى أكوام ضخمة، أثار استياءً عاما وتظاهرات واسعة، وعدّ مثالا على فشل العقد الاجتماعي بين الدولة ومواطنيها.

وعرض التقرير تجارب ثلاثة بلدان، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هي المغرب وفلسطين والسعودية، كل منها قطع رحلة فريدة من حيث سبل تعلّم كيفية إدارة النفايات الصلبة، وكيف أصبح ذلك جزءا مهمّاً في العلاقة بين المواطن والسلطات المحلية والحكومات الوطنية.

المغرب.. شراكة وإصلاحات

وكشف التقرير أن الحكومة المغربية عملت على إصلاح قطاع النفايات الصلبة خلال العقد الماضي مع تأكيدها على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحسين البيئة والارتقاء بحياة السكان الذين يكسبون رزقهم من العمل في جمع النفايات المنزلية.

وأبرز أنه في إطار البرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية، دخلت الحكومة المغربية في شراكة مع البنك الدولي، الذي قدم أربعة قروض لأغراض سياسات التنمية لإدارة النفايات الصلبة على مدى أكثر من عشر سنوات.

وحسب التقرير، فإن البرنامج يرمي إلى زيادة نسبة المواد التي يتم جمعها وإعادة تدويرها من 5% من النفايات المنزلية في المغرب عام 2016، إلى 20% بحلول عام 2022، مع تحسين ظروف العمل لجامعي النفايات في الوقت نفسه.

ومما جاء فيه، شهادة الشركة الخاصة التي تتولى إدارة موقع أم عزة، بوصفه مكبا عصريا لفرز ودفن النفايات في منطقة المغرب العربي، حيث يستقبل نحو 850 ألف طن من المخلّفات سنويا. وقدمت شركة التشغيل الرعاية لإنشاء جمعية تعاونية، وقامت ببناء محطة للفرز حتى يتمكن جامعو النفايات الفقراء من الاستمرار في كسب المال، ولكن في ظروف أكثر أمانا وتنظيما.

فلسطين.. تحديات مالية ولوجستية

ولم يخفِ التقرير أن فلسطين تواجه تحديات مؤسسية ومالية لوجستية. ومن أجل حماية الصحة العامة والموارد الطبيعية، دخلت السلطات المحلية عام 2000 في شراكة مع البنك الدولي، للتعاقد مع مقاولين من القطاع الخاص، لإغلاق المكبات التي تراكمت بها النفايات التي كان يتم حرقها، واستبدلتها ببنية أساسية يديرها القطاع الخاص، تتسم بالاستمرارية ويمكن تطويرها.

وأقر التقرير أنه تم إحراز تقدم كبير على صعيد ثلاثة مشاريع. المشروع الأول، هو مكب للنفايات في محافظة جنين بني لخدمة 600 ألف مواطن، شمالي الضفة الغربية، والثاني، مكب المنيا، جنوبي الضفة الغربية، ليخدم في الوقت الحالي 840 ألف مواطن في 33 بلدية.

وجاء فيه "يوفر المشروع عددا من المنافع، من بينها استرداد قيمة الأرض المستخدمة، وعمليات إعادة تدوير النفايات والانتعاش، ومشاركة المواطنين عبر آلية الإنترنت والرسائل الهاتفية القصيرة، ومراقبة الخدمة باستخدام أنظمة المعلومات الجغرافية".

وبيّن التقرير أنه استشرافا للمستقبل، بدأ مشروع ثالث للبنك الدولي في إقامة نظام حديث لجمع النفايات لخدمة 750 ألف مواطن في قطاع غزة. وسيحصل نحو نصف سكان غزة على خدمات مستدامة للتخلص من النفايات من خلال هذا المشروع، مع توقعات بتحسن الظروف المعيشية نتيجة لذلك.

السعودية.. قلق متزايد

وكشف التقرير أن الحكومة السعودية تشعر بقلق متزايد إزاء المشاكل التي يواجهها قطاع إدارة النفايات.

كما أشار إلى أنه في العام 2014، أجرى البنك الدولي، بناءً على طلب من الحكومة، دراسة شاملة عن إدارة النفايات في المملكة. ووجدت الدراسة أن المشكلة تكمن في أن إدارة النفايات في المملكة لا تفي بالمعايير المتوقعة من اقتصاد متطور. كميات النفايات في تزايد، وهناك حاجة ملحة للتحرك من أجل تقليص المخاطر البيئية والصحية، والحد من التكاليف المرتفعة.

وتحدث التقرير عن مسودة لاستراتيجية النفايات ترسم مسارا استراتيجيا لإدارة النفايات الصلبة وتقترح سلسلة من الإجراءات لتحسين الأداء الفني والمالي والبيئي لعمليات إدارة النفايات ومواكبة الممارسات العالمية الجيدة.

وأورد أن البنك سيدعم حكومة المملكة في بناء مشروع نموذجي لإدارة النفايات، ومشاركة القطاع الخاص في منشآت معالجة النفايات أو التخلص منها بطريقة سليمة من الناحية البيئية وتتسم بالكفاءة من ناحية الكلفة.

لبنان.. حركة شبابية

وأوضح التقرير أن مشكلة إدارة النفايات في لبنان حفّزت مشاركة المجتمع المدني. واقترنت بهذا حركة شبابية تنشر الوعي العام وتناضل من أجل القبول السياسي، لتغيير نظام إدارة النفايات الصلبة الذي لم يتغيّر منذ سنوات عديدة.

ولخّص أحد الناشطين الوضع هناك بقوله "نعتقد أن جميع عناصر الحل لأزمة النفايات موجودة. ما تبقى الآن هو أن يكف جميع الفرقاء عن المساومة والاحتكار والإفراط في المركزية، لكي يجعلوا اللبنانيين يفخرون ببلدهم".


اقرأ أيضاً:الحكومة اللبنانية تبحث تطبيق خطة طمر النفايات

المساهمون