تقديرات إسرائيلية: إيران ستلتزم بالاتفاق النووي في انتظار إدارة أميركية جديدة

17 اغسطس 2018
يأمل الإيرانيون أن يخسر ترامب الانتخابات القادمة (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -
أشار موقع "هآرتس" الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إلى أنّ تطبيق اتفاق التهدئة، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، سيسمح لجيش الاحتلال بإعادة تركيز جهوده المختلفة في الجبهة الشمالية، وخاصة في مجال الاستخبارات وجمع المعلومات في السياق الإيراني، حيث يتضح أنّ هناك توافقاً في التقديرات بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، بشأن الواقع الاستراتيجي الجديد، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، في مايو/أيار الماضي.

وبحسب "هآرتس"، فإنّ التقديرات الأميركية والإسرائيلية، على ضوء الواقع الجديد، تشير إلى أنّ استراتيجية النظام الإيراني، تقوم على التحلّي بالصبر وانتظار مغادرة ترامب البيت الأبيض، وقدوم إدارة أميركية جديدة.

ويأمل الإيرانيون، أن يخسر ترامب الانتخابات الأميركية القادمة للرئاسة عام 2020، وهم يعتزمون في غضون ذلك، الإبقاء على الاتفاق النووي كما هو، حتى لو فقد جوانبه الاقتصادية بفعل العقوبات الأميركية الجديدة، والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الشركات الأوروبية بعدم التعامل مع إيران.


ولفت الموقع إلى أنّ الولايات المتحدة، تمارس في هذا السياق، ضغوطاً على كل من الهند والصين واليابان، لإلغاء عقود وصفقات تم إبرامها مع شركات إيرانية، رغم ما لهذه الاتفاقيات من أهمية للنظام الإيراني، حتى لو لم تترجم إلى سيولة مالية، لأنّ من شأنها أن تشكّل ضمانات ضد محاولات ترامب تشكيل ائتلاف دولي لفرض مزيد من العقوبات.

كما أنّ وجود الاتفاق يمنع الولايات المتحدة وإسرائيل، من شنّ عملية عسكرية ضد إيران بدعم وشرعية ودوليتين، فضلاً عن أنّ وجود الاتفاق والتزام إيران به، يحول دون قدرة ترامب على حشد تأييد أميركي داخلي لشنّ حرب أو عملية عسكرية ضد إيران.

وبحسب الموقع، فإنّ دوائر صنع القرار في إسرائيل، لا تقيم وزناً لإعلان ترامب، الشهر الماضي، استعداده للقاء زعيم إيران، وتنسب هذا الإعلان إلى زلة لسان لا تمثّل "تغييراً استراتيجياً" في سياسة الإدارة الأميركية.

في المقابل، فإنّ الفرق بين سياسة إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وبين سياسة إدارة ترامب من المنظور الإسرائيلي، وفق الموقع، أنّ إدارة ترامب تطرح تهديداً عسكرياً ذا مصداقية، كما حدث في حالة كوريا الشمالية، خلافاً للوضع في عهد إدارة أوباما.

كما أنّ إيران تتعامل مع ترامب باعتباره "مجنوناً"، ومناصراً مطلقاً لإسرائيل، بما يسمح للأخيرة أن تفعل ما يحلو لها.


ويأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما ينقل الموقع عن الدوائر المحيطة بالأخير، أن يعيد التهديد الأميركي الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، لكنّ إيران تخشى ذلك، وتعتبر وثيقة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المكوّنة من 12 بنداً، شروطاً لمطالبة النظام بتغيير كل أوجه عمله ونشاطه.

وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإنّ وثيقة بومبيو أعادت نوعاً من التوازن، بالمنظور الإسرائيلي، لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأنّه إذا كان نتنياهو مهووساً بالملف النووي الإيراني، فإنّ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوط، مهووس بالخطوات اللازمة لتقييد إيران في سورية، ومنع توسّع نفوذها.