تغييرات غير مسبوقة في صفوف "داعش": الأمر الكامل للبغدادي

09 فبراير 2015
بدأت الوقاية مع إعدام الكساسبة (Getty)
+ الخط -
علمت "العربي الجديد"، من مصادر استخباراتية عراقية، أن "زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أبو بكر البغدادي، قاد أوسع عملية تغيير داخلية في هيكلية التنظيم، منذ أيام عدة، حصر بموجبها جميع القرارات والصلاحيات الإدارية والمالية والشرعية بنفسه. وشملت التغييرات الجديدة الهيئات الشرعية والعسكرية وتسمية مساعدين جدد له، في عملية وُصفت بـ "الأكبر من نوعها منذ نحو عامين".

واعتبر محللون وخبراء في شؤون الجماعات المسلحة أن "التغييرات الجديدة، دليل على وجود مشاكل داخل التنظيم، متزامنة مع زيادة الضربات الجوية للتحالف الدولي على مواقعه في العراق وسورية، ما يؤشر على ولادة معطيات جديدة في ساحة الصراع خلال الفترة المقبلة".

وكشف تقرير عراقي رسمي، صدر مساء السبت، عن أبرز التغييرات، ومنها "تسمية ثلاثة مساعدين للبغدادي، وفصل ما يُعرف بديوان القضاء الشرعي في العراق عن شطره السوري، وإيقاف استقبال المهاجرين الجدد من دول عربية معيّنة، خوفاً من الاختراق الاستخباري في صفوفه، وأبرزها عربياً السعودية والأردن والمغرب، وغربياً فرنسا وألمانيا"، وفقاً لما أفاد به مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى، رفض الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد".

ويضيف المسؤول الذي يعمل في وزارة الدفاع، أن "البغدادي عيّن رئيس الهيئات الشرعية سابقاً المصري، أبو إبراهيم، في منصب مساعد أول له، كما عيّن العراقيين أبو علاء العفري وأبو علي الأنباري، في منصب مساعد أول ومساعد ثانٍ له، خلفاً لعدنان البيلاوي وأبو مسلم الخراساني، اللذين قُتلا بغارات للتحالف الدولي وفي معارك مع القوات المشتركة العام الماضي".

ويضيف التقرير أن "البغدادي أمر بفصل الهيئة الشرعية التي تتولى شؤون القضاء والافتاء وإصدار قرارات الإعدام للأسرى والرهائن أو العقوبات الداخلية الانضباطية لعناصر التنظيم، بعد ثلاث سنوات من تأسيسها، وباتت الآن منفصلة إلى شطرين، عراقي وسوري، وترتبط الهيئة بالبغدادي مباشرة". ويذكر التقرير أن "البغدادي أصدر قرارات يحدّ فيها من صلاحيات مجلس شورى الدولة، المؤلف من 12 قيادياً، وأرجع تمرير القرارات التي يتخذها المجلس إلى موافقته الشخصية".

وأشار التقرير إلى أن "البغدادي أوقف عمليات استقبال المقاتلين الجدد الآتين من الأردن والسعودية والمغرب وفرنسا وألمانيا، خوفاً من محاولات اختراق صفوفه، وحصر عملية قبول المتطوعين بدوائر الثقة ووكلاء التجنيد لديه". ويعتقد، وفقاً للتقرير، أن للأمر علاقة بتداعيات إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وكإجراء وقائي أيضاً.

وتشير التغييرات الجديدة في هيكلية "داعش"، وفقاً للخبير بشؤون الجماعات المسلحة واللواء الركن المتقاعد كمال الحيالي، إلى "وجود مشاكل كبيرة في صفوف التنظيم ومحاولة البغدادي الإمساك بكل شيء بنفسه دون سواه".

ويضيف الحيالي لـ "العربي الجديد" أن "زيادة التحالف الدولي عدد الهجمات الجوية اليومية على مواقع التنظيم، وتراجع التنظيم في عدد من المناطق العراقية، يقف وراء جزء كبير من تلك التغييرات التي يتوقع أنها شكّلت عقاباً للقيادات العسكرية في المدن التي شهدت هزائم لداعش".

المساهمون