تعميم الطب الذكي في تونس بأقل كلفة

07 يناير 2015
وسيم سوغلاني (العربي الجديد)
+ الخط -
أحب وسيم سوغلاني مهنة الطب صغيراً، تأثراً بوالده. لكن، شاء مساره الدراسي أن يقذفه نحو عالم الهندسة المعلوماتية. بعد التخرج، قرر العودة إلى مهنة الوالد عبر بوابة تطبيق تكنولوجي طبي. ويقول إن مشروعه سيشكل ثورة في مجال الاستشارات الطبية داخل بلده تونس. ويمكن تلخيص مشروع سوغلاني بأنه عبارة عن تطبيق يتم تنزيله على الهاتف، ومن خلال هذا التطبيق يستطيع المرضى التواصل مع أطباء متخصصين والحصول على نصائح وارشادات صحية، وصولاً إلى الحصول على علاجات للأمراض التي يعانون منها. 

احتضان وتطور
بدأ وسيم، ابن الـ24 ربيعاً، مشروعه في منتصف العام 2013، حيث اجتمع بمجموعة من المهندسين في الولايات المتحدة الأميركية، وأطلقوا تطبيقاً خاصاً يقدم الاستشارات الطبية الموجهة للمصابين بأمراض الحساسية، من خلال الهاتف. ساعدته دراسته في مجال "البزنس الرقمي، والتسويق عبر شبكات الانترنت"، على أن يكون مستثمراً شاباً، كما يصف نفسه.
وخلال حديثه لـ"العربي الجديد"، يشدد وسيم على أن التواصل الطبي عبر الهواتف الذكية هو المستقبل التكنولوجي للقطاع الطبي والاستشفائي في العالم. ودليله في ذلك، تبني الجمعية العريقة، التي أسسها المخترع توماس أديسون، لمشروعه.
وعن دور الجمعية، يقول وسيم: "ساعدتنا الجمعية الأميركية للعلوم المتقدمة كثيراً، في بداية المشروع. ونحن اليوم 15 شاباً مقاولاً، نعمل على مشروعنا، تحت رعاية الجمعية، بعدما تم اختيارنا من بين ألف مشروع دولي. ويشرح أن هناك مشروعاً سوف يحصل على 110 آلاف دولار أميركي لفائدة المؤسسة التي ستتولى المشروع، وما بين 5 و10 آلاف دولار كتشجيع مالي فردي".

ضمان استمرارية المشروع
ويرى وسيم أن الأموال التي يجمعونها من الفوز بمسابقات خاصة برواد الأعمال الشباب غير كافية. لكن هذه الأموال تساعد قليلاً على ضمان استمرار المشروع، وتحفّز على اقتحام مجالات جديدة، واستقطاب مهندسين وأطباء جدد للعمل داخل الفريق. وعن هذا الأخير، يوضح وسيم، أنه يرأس فريقاً في أميركا يضم أربعة أشخاص من حاملي الجنسية الأميركية، وفريق آخر في تونس، بالإضافة إلى أربعة أطباء مكلفين بإعطاء الاستشارات الطبية وتدقيق المعطيات المخزنة في التطبيق، لكي لا تشكل نصائح التطبيق الصحية خطراً على مستخدمي الخدمة.
وعن التطبيق ودوره في مساعدة مستخدميه، يشرح وسيم طريقة استعماله بالقول: "بخصوص الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، يكفي فقط أن يقوموا بالدخول إلى التطبيق، ووضع المنتجات التي يستهلكونها. بعدها يقوم التطبيق بمساعدتهم عبر تتبّع سلوكهم الاستهلاكي اليومي. ثم بعد ذلك، يضع التطبيق بين أيديهم خلاصة ما وصل إليه، انطلاقاً من قاعدة بيانات تضم معلومات دقيقة عن 150 ألف منتج استهلاكي متوافر حول العالم. ما سيوفر عليهم الجهد والوقت، وكذا الذهاب باستمرار عند الطبيب بقصد إجراء فحوصات طبيبة مكلفة".

الوصول إلى القرى
وقد بدأ وسيم مشروعه برأس مال لا يتجاوز 20 ألف دولار. يؤكد أن المبلغ لا يعكس حجم التطلعات، ولا يستطيع الوصول إلى الأهداف التي يطمح إليها مع فريقه. إذ يتطلع وسيم، حسب ما يكشفه لـ"العربي الجديد"، إلى تعميم التطبيق على كافة القرى والمدن النائية في تونس، بحيث يستطيع سكان هذه المناطق إجراء استشارات طبية عبر الهواتف الذكية، والتواصل مباشرة مع الطبيب. ويعد في المقابل، بأن يخفض كلفة الاستشارة الطبية من 40 ديناراً تونسياً إلى 10 دينارات فقط.
كما يعد الناس المصابين بالأمراض الجلدية بتوفير استشارات طبيبة جد منخفضة الكلفة، وذلك عبر تقديم نصائح من طرف أطباء متخصصين، بناءً على صورة المنطقة المريضة. وانطلاقاً أيضاً من تشخيص دقيق يتم عبر ملئ استمارة معدّة مسبقاً من طرف الأطباء، على أن يتوصل المريض إلى نتائج الفحوصات وقائمة الأدوية المطلوب تناولها في ظرف 48 ساعة فقط.

أمل بتعميم التطبيق
يطمح وسيم إلى أن تقتنع الأوساط الطبية في تونس بأهمية مشروعه، ففي حديثه لـ"العربي الجديد"، وصف ما واجهه من طرف الهيئات الطبيبة بـ"الشراسة"، حيث إن الكل رفض المشروع. لكن في المقابل، يعبّر عن آماله الكبيرة في أن تقتنع وزارة الصحة بضرورة تعميم التطبيق في بلاده، وخاصة داخل مجالها القروي البعيد عن المركز، أي العاصمة والمدن الرئيسية. ولتحقيق هذا الهدف، يفكر وسيم في طرق أبواب الجمعيات الطبية المدنية، والتي يضعها كشرط أساسي أمام نجاح مشروعه.


المساهمون