تظاهرات في تعز تطالب الحكومة بوقف انهيار الريال اليمني

16 يناير 2018
اقترب سعر الدولار من 500 ريال بالسوق السوداء(فرانس برس)
+ الخط -

خرجت اليوم، الثلاثاء، مسيرة بمدينة تعز اليمنية (جنوبي غرب البلاد) ، لمطالبة الحكومة باتخاذ اجراءات لوقف تهاوي الريال المستمر، والذي انخفض، بشكل غير مسبوق، خلال تعاملات اليوم، إذ اقتربت العملة الأميركية من 500 ريال يمني في السوق السوداء.

وهتف المحتجون ضد الحكومة الشرعية التي تقف عاجزة أمام انهيار الريال وارتفاع الأسعار ، ورفعوا لافتات تحذر من الموت جوعا نتيجة تدهور العملة المحلية وتوقف صرف الرواتب ، وكتب على إحدى اللافتات :" لن نموت جوعا، تدهور الوضع الاقتصادي وعدم صرف المرتبات في آن واحد، هو حكم إعدام ضد ملايين اليمنيين".

وطالب المحتجون الحكومة اليمنية بالتدخل العاجل لإنقاذ العملة المحلية من الانهيار، واتخاذ إجراءات اقتصادية بالتوازي، مع تشغيل البنك المركزي الذي لا يزال معطلاً منذ قرار نقله منتصف سبتمبر/أيلول 2016، من العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين إلى العاصمة المؤقتة عدن، حيث مقر الحكومة (جنوبي البلاد) .

وبلغ سعر صرف الريال، اليوم الثلاثاء، 500 ريال للدولار الواحد، فيما يبلغ الرسمي المحدد من البنك المركزي 380 ريالاً للدولار، منذ منتصف أغسطس/ آب الماضي، بعد قرار البنك تعويم العملة المحلية وتحرير سعر الصرف.

وفي احتجاج مماثل، أغلقت شركات الصرافة بالعاصمة المؤقتة عدن أبوابها ، اليوم الثلاثاء ، وأعلنت إيقاف التعامل بالبيع والشراء للدولار .

وأعلنت شركة عدن للصرافة والتحويلات، وهي واحدة من أكبر شركات الصرافة ، إغلاقها فروعها وإيقاف بيع وشراء العملات الصعبة من اليوم الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني الجاري.


وقالت الشركة، في بيان اطلع عليه "العربي الجديد": "نظرا للارتفاع المستمر في أسعار الصرف وتدهور الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، ولما لهذا الارتفاع من تأثير مباشر على أسعار المواد الغذائية، فإننا نعلن إيقاف شراء وبيع العملات اليوم الثلاثاء في كافة فروعنا".

وأكدت الشركة أن قرارها بمثابة احتجاج ضد ارتفاع أسعار الصرف، ودعت بقية الصرافين والتجار، بالتوقف وتأييد هذه الخطوة عسى أن تكون سببا في توقف الارتفاع وتهدئة السوق.


وتشهد السوق اليمنية مضاربة شديدة على النقد الأجنبي، في ظل انخفاض المعروض النقدي بسبب الركود الاقتصادي وتوقف الاستثمارات، فضلاً عن عجز البنك المركزي عن التدخل في سوق الصرف واعتماده على آليات لم تُجد في تحقيق الاستقرار النقدي.

مناشدة للسعودية

من جهته، ناشد رئيس الحكومة أحمد بن دغر، السعودية إنقاذ العملة، وكتب في مقال نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) "لوجه الله ولأخوَّة صادقة؛ إن كانت هناك من مصالح مشتركة بين الحلفاء ينبغي الحفاظ عليها، ترقى إلى مستوى الأهداف النبيلة لعاصفة الحزم، فإن أولها وفي أساسها إنقاذ الريال اليمني من الانهيار التام، الآن وليس غداً، إنقاذ الريال يعني إنقاذ اليمنيين من جوع محتم".

وخاطب رئيس الحكومة اليمنية الرئيس عبد ربه منصور هادي، مشيرا إلى عدم وفاء السعودية بوعودها بمنح اليمن وديعة نقدية بملياري دولار لدعم العملة المحلية، وقال "إن كان لدى الأشقاء من ملاحظات حول أداء البنك المركزي أو الحكومة فإنني أقولها بوضوح لفخامة الرئيس: الشعب اليمني أبقى، وإنقاذ اقتصاد ينهار أولى".


وتقود السعودية تحالفاً عربياً لدعم الشرعية في اليمن منذ مارس/آذار 2015، ورصدت مليارات الدولارات لعملياتها العسكرية في اليمن، لكن مقابل كلفة الحرب لم ترصد أية مبالغ مالية لإنقاذ الاقتصاد الذي أسهمت الحرب التي تقودها في تدميره.

وأدت الحرب وسيطرة الحوثيين على صنعاء ومؤسسات الدولة منذ سبتمبر/أيلول 2014، إلى تعليق دعم المانحين وزيادة عجز ميزان المدفوعات، فضلاً عن تآكل الاحتياطيات الخارجية من النقد الأجنبي، من 4.7 مليارات دولار في ديسمبر/كانون الأول 2014 إلى 600 مليون دولار في الشهر ذاته من العام الماضي.


المساهمون