تزايد حظوظ إيمانويل ماكرون في الوصول إلى الرئاسة الفرنسية

30 ابريل 2017
ماكرون يريد أن يدافع عن عالَم مفتوح(إيريك فيفربيرج/فرانس برس)
+ الخط -
قائمة من اتخذ موقفا من التصويت في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، يوم الأحد القادم 7 مايو، تطول كل يوم، ومعها تكثر الدعوات للتصويت لصالح إيمانويل ماكرون، خصوصا بعد استطلاع الرأي الذي منح مارين لوبان 41 في المائة، والذي يتزامن، أيضا، مع صدور تقرير للمفوضية الأوروبية يكشف عن الحذر الكبير للفرنسيين من الأحزاب السياسية، إذ أن 5 في المائة، فقط، من الفرنسيين، من يثقون في أحزابهم السياسية.

وليس غريبا، أيضا، أن الإعلام الفرنسي، كله، تقريبا، يقوم بالحملة الانتخابية لصالح ماكرون، فينقل كل هنيهة، أسماء سياسية ونقابية وجمعيات تحذّر من وصول مارين لوبان للسلطة.

ومن أهم الواصلين الجدد، جان -لويس بورلو، السياسي والوزير الوسطي السابق، والذي تقاعد عن السياسة وكرّس وقته وما بقي من طاقته لمشروع منح الكهرباء للقارة الأفريقية، فقد خرج بورلو من صمته، في حوار طويل أجرته معه صحيفة لوجورنال دي ديمانش، عبّر فيه عن رغبته "تقديم المساعدة لماكرون"، داعيا إلى "تحالف التقدميين"، وهو ما يصُبّ في القوس الذي يأمُل فيه ماكرون، والممتد من الاجتماعيين الديمقراطيين إلى الليبراليين.

ورأى بورلو، الذي رفض الإفصاح عمّن منحه صوته في الدورة الأولى، في ماكرون: "مرشحا يريد أن يجمع ويدافع عن عالَم مفتوح ومتضامن، يكسر الحواجز ويمتلك العزيمة والجرأة"، وفي حالة فوزه، فإنه "سيكون واحدا من أصغر رؤساء الدول سنّا، فهو من جيل ترودو ورينزي، وهو أمر سارّ، وليس لنا أن نخاف من شبابه".

وعبّر عن أمله في أن يحقق ماكرون فوزا كاسحا، داعيا كل الفرنسيين، مهما كان خيارهم في الدورة الأولى، أن يساعدوا ماكرون على البناء، "نحن بصدد طي صفحة، وإيمانويل ماكرون يتناسَب مع هذا الطلب".

وأكد بورلو أنه يريد مساعدة ماكرون "ليس لديّ أنا، وليست لديّ شروط ولا نوايا، إذا احتيج إليَّ فسأستجيب بقلبي وعزيمتي وتجربتي، أنا مستعد أن أشمر عن ساعدي، لسنتين أو ثلاث سنوات، لتقديم المساعدة".

ولا يقتصر الأمر على بورلو، فحسب، فقد أطلق منتخبون من حزب "الجمهوريون "موقعا إلكترونيا "ردّ جمهوري" لمواجهة "الجبهة الوطنية"، بمبادرة من كريستيان إيستروزي.

 كما خرج من صمته، لأول مرة، دانييل كوردونيي، السكرتير السابق لجان مولان، وواحد من 11 شخصا من رفاق التحرير، لا يزالون على قيد الحياة، ورأى في استخدام مارين لوبان وحزبها للمرجعية الدوغولية كذبة كبرى، وقال إن هؤلاء "يتحدثون من دون أن يعرفوا ما كانت عليه الدوغولية سنة 1940"، مؤكدا أنه سيصوّت لصالح ماكرون، من دون أي تردد.

كما انضم إلى حملة الداعين لإنجاح ماكرون، روبير بادنتر، وزير العدل الاشتراكي السابق، محذرا من أن "الجبهة الوطنية تشكل قطيعة مع القِيَم الجمهورية"، وأن "واجبنا هو محاربة اليمين المتطرف"، كما أن "الامتناع عن التصويت يساعد على انتخاب السيدة لوبان"، وانتقد موقف ميلانشون وقال: "إذا كان خيارا تكتيكيا، فهو خطأ سياسي، أمّا إذا كان تعبيرا عن قناعة، فالأمرُ أكثر خطورة".

وبشكل غير مباشر، دعت 61 جمعية ومنظمات غير حكومية إلى التصويت لصالح ماكرون، في بيان نشرته لوجورنال دي ديمانش، حمل عنوان "علينا ألاّ نظل متفرّجين"، ومن بين الموقعين، أتاك وإيماييس وأطباء العالم ويوتوبيا ورابطة حقوق الإنسان وغرينبيس فرنسا وفرنسا أرض اللجوء والإغاثة الإسلامية وغيرها.

وجاء في البيان: "ليس بإمكاننا أن نظل متفرجين، لنعبّئ أنفسنا في مواجهة الذين ينادون برفض الآخر والانطواء على الذات، يتعلق الأمر بالدفاع عن قِيَمنا الشاملة، وهو رهان كبير في هذا الانتخاب".

كما نشر المحامي ريشارد مالْكا، مؤلف كتاب: "الوجه الخفي لمارين لوبان" مقالا، كذّب فيه "علمانية" مارين لوبان، وكتب: "إن علمانيتها المناسباتية، ليست سوى طريقة لقطف الناخبين، وممارسة الإقصاء، هناك حيث تشكل العلمانية الوسيلة الرائعة للإدماج التي تمتلكها الجمهورية، وبهذا المعنى فهي أسوأ حفّار للقيمَة التي تزعم الدفاع عنها".

واستعدادا ليوم غد، مايو، عيد الشغل، والذي سيعرف تظاهرات متعددة، غابت عنها الوحدة النقابية والعمالية، كما هو الحال منذ سنوات، دعا الأمين العام لنقابة "سي جي تي"، فيليب مارتينيز، اليوم الأحد، إلى التصويت ضد مارين لوبان، رافضا وضع المرشحَين في سلة واحدة، وإن لم يَصل به الأمر إلى النطق باسم ماكرون.

ويعتبر موقف "سي جي تي"، مختلفا عن موقف نقابة "سي إف دي تي"، التي دعت، صراحة، للتصويت لصالح ماكرون، وعن نقابة أخرى، "قوة عمالية"، التي ترى "أن الدعوة لعدم التصويت على مرشح ما، هو موقف سياسي مخالف لقانون نقابتها".

ورأى مارتينيز أن الفكرة الرئيسية لتظاهرات الغد هي "الوقوف سدّا منيعا في وجه الجبهة الوطنية"، كما أن شعار النقابة: "لن نمنح أي صوت للجبهة الوطنية"، هو موقف واضح، فـ"إذا لم يصلهم أي صوت، فلن يتمَّ انتخابُهُم".

كما رأى أن نقابته لا تتفق مع دعوة ماكرون، يوم الأحد الماضي، والتي قال فيها: "لا أريد منكم أن تصوتوا ضد مارين لوبان، بل أريد منكم أن تصوتوا لصالحي"، لأن موقفها المعبَّر عنه يستجيب لمبدأين اثنين: "لتحليل نقدي للسياسات التي طُبّقت منذ 15 سنة، ويستجيب أيضا للبدائل الاجتماعية".

     ​