تركيا تعزز قواتها في إدلب وتشتبك مع "قسد" بالرقة

02 مايو 2020
رتل عسكري تركي يصل إلى نقاط المراقبة بإدلب(فرانس برس)
+ الخط -
دفعت تركيا بتعزيزات جديدة إلى شمال غرب سورية مع اقتراب اتفاق وقف النار هناك، بين النظام السوري والمعارضة، من دخول شهره الثالث، فيما اشتبكت القوات التركية والفصائل التي تدعمها، فجر اليوم السبت، مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بريف تل أبيض، ضمن محافظة الرقة.

 وقالت مصادر محلية في محافظة إدلب لـ"العربي الجديد" إن الهدوء الحذر، في ظل تواصل الهدنة المستمرة منذ 58 يوماً، قطعه استهداف صاروخي من قبل قوات النظام على قرى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.

إلى ذلك، وصل رتل عسكري تركي، مساء أمس الجمعة، إلى نقاط المراقبة التركية في محافظة إدلب. وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن الرتل يضم عشرات الآليات العسكرية والمدرعات، وقد وصل إلى الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين، شمالي محافظة إدلب.

وفي شرق البلاد، اندلعت اشتباكات على محاور بريف تل أبيض الغربي، في محافظة الرقة، بين القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني" من جهة، وقوات "قسد" من جهة أخرى، بالتزامن مع قصف متبادل ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

من جهة أخرى، ذكرت شبكات محلية أن مدنياً قُتل بعد إصابته بطلق ناري، أمس الجمعة، وذلك أثناء مروره بالقرب من حقل "كونيكو" النفطي بريف دير الزور الشمالي.

وذكرت شبكة "الرقة تذبح بصمت" أن القتيل يُدعى ياسر أصلان، مشيرة إلى أنه تعرض لإطلاق نار أثناء مروره قرب حقل "كونيكو" النفطي، الواقع تحت سيطرة التحالف الدولي، في حين ذكر ناشطون أن عناصر الجيش الأميركي، الذين يقومون بحماية الحقل النفطي، هم من أطلق النار عليه بسبب انحراف سيارته عن الطريق العام، ما أدى إلى وفاته على الفور.

وكان الجيش الأميركي قد أرسل، أواخر العام الماضي، تعزيزات كبيرة إلى نقاطه العسكرية في حقول النفط السورية الخاضعة لسيطرة مليشيا "قسد"، في محافظتي الحسكة ودير الزور.

قتلى بين عناصر "الجيش الوطني السوري"

من جهة أخرى، دارت اشتباكات بين بعض فصائل "الجيش الوطني السوري"، المدعوم من تركيا، في الشمال السوري، بسبب خلافات بين هذه الفصائل، فيما قتل عناصر من هذه الفصائل نتيجة انفجار لغم أرضي.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد شهدت مدينة جرابلس، في ريف حلب الشمالي الشرقي، اشتباكات عنيفة منذ فجر اليوم بين عناصر "جيش الشرقية" و"أحرار الشرقية" من جهة، والشرطة العسكرية وفصائل أخرى من جهة أخرى. 
وأشار المرصد السوري إلى أن فصائل "أجناد الشرقية" و"أنصار الشرقية" والفرقة 106، التي ينحدر عناصرها من محافظة دير الزور، عمدت إلى استقدام تعزيزات من عفرين وإدلب لمؤازرة جيش وأحرار الشرقية في الاقتتال المسلح بجرابلس ضد الشرطة العسكرية، التي تساندها فصائل من الجيش الوطني، أبرزها الجبهة الشامية وجيش الإسلام والفرقة التاسعة، حيث خلفت الاشتباكات قتلى وجرحى في صفوف الأطراف المتقاتلة.
وأضاف المرصد أن "الفيلق الثالث"، المنضوي ضمن "الجيش الوطني"، شكل قوات فصل توجهت إلى جرابلس مع ساعات الصباح الأولى لفض النزاع، في ظل غياب تام للدور التركي، وفق المرصد.
ويأتي ذلك، بعد مقتل قيادي في "الفرقة التاسعة" من ضمن الجيش الوطني، الأول من أمس، في مدينة جرابلس، إثر إطلاق النار عليه من قبل عنصر في "جيش الشرقية"، بالقرب من معبر عون الدادات الفاصل بين جرابلس ومنبج، على خلفية ثأر قديم فيما بينهما، تزامناً مع اشتباكات متقطعة وإطلاق رصاص عشوائي تساقط على المخيمات القريبة.
وأوضح الناشط الإعلامي يزن الحريري أن ما جرى في جرابلس اليوم هو امتداد لمشكلة معبر العون، التي قُتل فيها القيادي في الفرقة التاسعة أبو عبيدة على يد "جيش الشرقية"، مشيراً إلى أن سبب المشكلة يعود لإصدار الأتراك تعليمات لفرع الشرطة العسكرية في جرابلس بضبط معبر العون، الذي دخلت منه السيارة التي انفجرت في عفرين منذ يومين، إضافة لعمليات تهريب أخرى مستمرة. 
وأضاف الحريري، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، أنه إثر هذه التعليمات، "توجه القيادي في الفرقة التاسعة أبو عبيدة برفقة قيادي من لواء الشمال إلى معبر العون، حيث حصلت مشادة بينهما وبين ممثلين عن فصيلي جيش الشرقية وأحرار الشرقية، الذين رفضوا تدخل الفصائل والشرطة العسكرية بمراقبة وإدارة عمل المعبر، وتمت تصفية الأخ أبو عبيدة بدم بارد وصورت كاميرات المراقبة الحادثة".
وأضاف "قامت مجموعات من جيش الشرقية اليوم بتعليق لوحات على دوار الشهداء في جرابلس، تشتم رئيس فرع الشرطة العسكرية فيها، الذي أصر على متابعة تنفيذ القرار ومراقبة عمل المعبر بالاشتراك مع باقي الفصائل، ثم قام جيش الشرقية بطلب مؤازرات ومحاصرة فرع الشرطة العسكرية ومحاولة اقتحامه، ما أدى لوقوع قتيل وجرحى في صفوف الشرطة العسكرية".
من جهته، نفى الناطق باسم "جيش الإسلام" حمزة بيرقدار مشاركة "جيش الإسلام" في هذه التطورات، أو إرساله حشودا عسكرية إلى جرابلس.
وقال بيرقدار، في حديث مع "العربي الجديد"، إن إقحام اسم "جيش الإسلام" في كل مشكلة تحصل ‪ في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون له أهدافه، وإن هناك من يعمل ليل نهار على ذلك لخلق شيء من زعزعة الثقة بين فصائل الجيش الوطني، إضافة لبث الفتن بين أبناء المناطق المهجرة، مثل المناطق الشرقية والغوطة وريف حلب.
وأوضح بيرقدار أن الاشتباكات توقفت فجر اليوم، نافياً وقوع اشتباكات أخرى في مدينة الباب.
وحول الوضع الأمني بشكل عام في تلك المناطق، قال بيرقدار إن "الوضع الأمني سيكون أكثر فاعلية ونجاحاً بتظافر الجهود بين المؤسسات الأمنية (شرطة عسكرية - وشرطة مدنية) مع فصائل الجيش الوطني، وتحمّل كل واحد منا مسؤولياته تجاه ملايين المدنيين الذين يقطنون في هذه المناطق وتجاه واجبنا الثوري والأخلاقي".
من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 3 عناصر من "أحرار الشرقية" قُتلوا، وأُصيب اثنان، نتيجة انفجار لغم بآليتهم فجر اليوم، على الطريق الواصلة بين سلوك وحمام تركمان شرق تل أبيض في محافظة الرقة، ليعقب ذلك استنفار من قبل القوات التركية وفصائل الجيش الوطني، وسط حملة دهم واعتقال طاولت عدة أشخاص من المنطقة، بحسب المرصد.
المساهمون