ترامب يخيّر الجيش الفنزويلي بين "العفو" و"خسارة كل شيء": ادعموا غوايدو

19 فبراير 2019
غوايدو عرض العفو على قادة الجيش الفنزويلي (مارك ويسلون/Getty)
+ الخط -

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، الجيش الفنزويلي إلى قبول عرض العفو الذي قدّمه زعيم المعارضة خوان غوايدو، وإلا تتمّ "خسارة كل شيء". 

وقال الرئيس الأميركي، أمام مناصريه في ميامي: "اليوم لدي رسالة لكل مسؤول يساعد في إبقاء (الرئيس نيكولاس) مادورو في منصبه. أنظار العالم بأسره مسلّطة عليكم اليوم، وكل يوم، وفي الأيام المقبلة".

وأضاف: "لا يمكنكم الاختباء من الخيار الذي يواجهكم، يمكنكم أن تختاروا قبول عرض العفو السخي الذي قدّمه الرئيس (بالوكالة) غوايدو والعيش بسلام مع عائلاتكم ومواطنيكم". وتابع ترامب: "أو يمكنكم اختيار المسار الثاني: مواصلة دعم مادورو. إذا اخترتم هذا المسار فلن تجدوا ملاذاً آمناً، لن تجدوا مخرجاً سهلاً، لن يكون هناك سبيل للخروج. ستخسرون كل شيء".

وكان غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي الذي تسيطر عليه المعارضة، نصّب نفسه الشهر الماضي رئيساً بالوكالة، وقد اعترفت به نحو خمسين دولة رئيساً انتقالياً.


"حرب المساعدات"

تشهد فنزويلا، التي تزداد عزلتها الدولية، أزمة اقتصادية أفقرت ملايين الأشخاص وسط نقص في السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء. لكن مادورو ينفي وجود حالة "طارئة إنسانية"، ويحمّل مسؤولية النقص الغذائي للعقوبات الأميركية التي تقول كراكاس إنها تفقد الاقتصاد الفنزويلي 30 مليار دولار في العام.

وحدّد غوايدو السبت المقبل، أي بعد مرور شهر على إعلان نفسه رئيساً بالوكالة، موعداً لمواجهة مادورو بشأن المساعدات. 

ووعد بأن المساعدات ستدخل البلاد في هذا التاريخ "مهما حصل"، حتى لو كلّف ذلك اختبار قوة مع الجيش الفنزويلي الموالي لمادورو.

وعلى صعيد متصل، أعلن مادورو، الإثنين، أنّ روسيا أرسلت إلى بلاده 300 طنّ من المساعدات الإنسانية ستصل الأربعاء، مجدّداً رفضه السماح بدخول مساعدات وأدوية أرسلتها الولايات المتّحدة وتعتزم المعارضة إدخالها بالقوّة. وقال مادورو في بيان بثّه التلفزيون: "يوم الأربعاء سيصل 300 طنّ من المساعدات الإنسانية من روسيا"، مشيراً إلى أنّ هذه المساعدات هي "أدوية باهظة الثمن".

وجدّد وصفه المساعدات الأميركية، المكدّسة في كولومبيا على الحدود مع فنزويلا بانتظار السماح لها بالدخول، بأنها "استعراض سياسي" و"فخّ مخادع". 

وأكّد مادورو أنّ البضائع التي تستوردها بلاده "دفعنا ثمنها بكرامة"، وهي تأتي من روسيا والصين وتركيا ودول أخرى، إضافة إلى مساعدات من الأمم المتحدة. وقال: "لدينا مساعدة فنية من كل وكالات الأمم المتحدة".

وأوضح أنّه سيتمّ الإعلان في غضون أيام عن وصول أدوية أو مواد أوّلية لإنتاج الأدوية، مشيراً إلى أنّ هذه المساعدات مصدرها دول عدة، وستصل إلى بلاده "من خلال الأمم المتحدة".

كما انتقد مادورو "استهداف" ترامب للنظام الاشتراكي القائم في بلاده، واصفا تصريحاته بأنها "أشبه بالنازية". 

وقال مادورو في اجتماع بالعاصمة كاراكاس، مساء الإثنين، إن استهداف ترامب للنظام الاشتراكي يعكس العقلية العرقية للبيت الأبيض.

تصريحات مادورو جاءت عقب كلمة لترامب في ولاية ميامي قال فيها: "الاشتراكية دمرت فنزويلا، وأيام الاشتراكية والشيوعية أصبحت معدودة ليس فقط في فنزويلا بل في نيكاراغوا وكوبا كذلك". 

المكسيك تدعو للحوار

إلى ذلك، دعا السفير المكسيكي للأمم المتحدة في نيويورك، خوان رامون راميري، الأطراف في فنزويلا للجلوس إلى طاولة الحوار دون أي شروط مسبقة، مؤكدا أن بلاده على استعداد لتيسير تلك المحادثات تحت مظلة الأمم المتحدة. وجاءت أقوال السفير المكسيكي خلال تصريحات أدلى بها لعدد من الصحافيين بعد دقائق من خروجه من اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قدم فيه أوراق اعتماده الرسمية سفيراً جديداً للمكسيك.


ولفت السفير إلى أن موقف بلاده من الأزمة الفنزويلية ما زال موقفا محايدا في ما يتعلق بالتدخل لصالح أي من الطرفين، مؤكدا أن الشعب الفنزويلي هو من يجب أن يقرر مصير بلاده. وردا على أسئلة لـ"العربي الجديد" حول دور الأمم المتحدة في شأن الحوار، وكذلك في ما يخص المساعدات الإنسانية، قال السفير المكسيكي: "لقد أكد الأمين العام أنه يؤيد الموقف المكسيكي في الحياد والعمل على تيسير الحوار. وإذا اتفق الطرفان على خوض الحوار، فالمكسيك مستعدة لتسهيله، وعندما نتحدث عن المساعدات الإنسانية فلا يمكننا أن نعارض دخول مساعدات إنسانية من ناحية المبدأ، ولكن السؤال طبعا هو كيف سيتم تقديم تلك المساعدات؟ وهذا أمر مهم لأن طريقة تقديم المساعدات هي أمر رئيسي. ومرة أخرى، أود التأكيد أن هناك أكثر من طريقة يمكن اتباعها لتقديم المساعدات الإنسانية. كما أنه من الضروري وصول المساعدات إلى الجهات التي تحتاج إليها. ولعل أفضل الطرق لإيصال المساعدات هي سلوك الطريق الأكثر سلاسة وليس مواجهة عوائق، لأن النتائج حينئذ ستكون مختلفة، ولن تصل المساعدات إلى الأماكن التي يجب أن تصل إليها".

وحول قراءته للموقف في فنزويلا ومدى خطورته، قال إن "ما يحدث في فنزويلا أمر يقلقنا، وهو مهم لأسباب عدة، من بينها أن فنزويلا جزء من كتلتنا وتاريخنا وقارتنا. ونحن كجزء من أميركا اللاتينية نشعر بالقلق ومعنيون بما يحدث هناك. أنا أؤمن بأنه ما زال من الممكن التوصل إلى حل، على الرغم مما يبدو عليه الوضع في الوقت الراهن بأنه صدام واضح لا يمكن حله عن طريق الحوار والمفاوضات". 

وقال في السياق ذاته: "ندرك أن الحوار لم ينجح في الماضي في حل أوضاع مشابهة وعلينا أن نقبل ذلك، ولكن السؤال المطروح هو: ما الذي يمكن فعله إن لم نجد طرقاً أخرى للمضي قدما؟ هناك حوار يجب القيام به دون أي شروط مسبقة".

وأضاف حول تلك النقطة، أن "وضع أي شروط مسبقة قبل البدء بالحوار يعني أن الأطراف لن تتمكن من الجلوس إلى طاولة الحوار. علينا الآن، مجددا، إقناع الأطراف بأنه عليهم الذهاب إلى حوار دون شروط مسبقة ويمكن الجلوس والتحاور حول تلك الشروط". ثم أضاف: "دعونا نجعلهم يتوصلون إلى الحل بأنفسهم، وعلينا ألا نقرر أو نعطيهم حلا من الخارج وهذا جزء من المشكلة. ولهذا السبب، فإن سياستنا الخارجية ترتكز على عدم التدخل في الشؤون الداخلية. دع الدول تقرر مصيرها".

المساهمون