خصّصت الصحافة الإسرائيلية، الورقية منها والإلكترونية، عشرات المقالات (16 مقالاً في هآرتس وحدها) لمحاولة فك رموز الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، واستشراف توجهاته، ليس فقط في الشأن الإسرائيلي- الفلسطيني (التي تبدو واضحة مع ميل وانحياز كاملين للموقف الإسرائيلي)؛ وإنما أيضاً في محاولة فهم تداعيات هذا الانتصار.
وكان واضحاً، منذ أمس، أن إسرائيل هي البلد الوحيد تقريباً، في العالم، الذي لم تعتبر المؤسسة السياسية فيه انتصار ترامب خبراً سيئاً. وحاولت الصحافة الإسرائيلية، اليوم الخميس، رسم حدود الدعم الأميركي المرتقب من إدارة ترامب، واستشراف مدى إمكانية الركون، تلقائيّاً، إلى دعم الرئيس الجديد، واعتبار انتصاره خطاً أخضر لإطلاق هجوم استيطاني إسرائيلي من دون حدود في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وبينما هلّل اليمين الإسرائيلي، على نحو خاص، ممثلاً بوزير التربية والتعليم، نفتالي بينت، وحزبه "البيت اليهودي"، لانتصار ترامب، على اعتبار أن انتصاره يعني "طي ملف حل الدولتين"، قوبل الأمر بتحفظ في الوسط واليسار الإسرائيليين، وهو ما انسحب على الصحافة الإسرائيلية أيضاً.
ففي حين نشرت "هآرتس"، التي تعتبر اليوم الصحيفة اليسارية الوحيدة ذات التوجهات الليبرالية في إسرائيل، 16 مقالاً في محاولة منها فهم تداعيات انتخاب ترامب على أصعد عدة؛ فإن صحف اليمين، وتحديداً "إسرائيل اليوم"، التي يملكها الثري الأميركي شلدون إدلسون، أحد ممولي حملة ترامب، وقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتبرت أن عهد ترامب يعني "نهاية سنوات الاستيطان العجاف التي ميزت فترة حكم باراك أوباما".
كما أنها أفرطت في "الشماتة" بفشل الإعلام الأميركي والإسرائيلي في توقع نتائج الانتخابات، وحربه على ترامب، واعتبار النتائج "انتصاراً كاملاً"، خصوصاً مع نجاح الجمهوريين بالحصول على أغلبية في الكونغرس.
بموازاة إقرار الصحف الإسرائيلية بالفرص التي يتيحها ترامب لحكومة إسرائيل، باعتبار أن نتنياهو، مثلاً، حظي أخيراً بتحقيق حلمه بأن يعمل كرئيس حكومة مع إدارة أميركية جمهورية لا تناصب إسرائيل العداء، كما ذهب يوسي فيرتير إلى القول في "هآرتس"؛ لم يخف بعض الكتاب تحفظات من كون ترامب شخصاً، على الرغم من صداقته لإسرائيل، لا يمكن توقع ردود فعله أو مواقفه النهائية، كما ينقل إيتمار أيخنير في صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى.
اقــرأ أيضاً
وفي هذا السياق، يرى أيخنير، نقلاً عن هؤلاء المسؤولين، أن إسرائيل عملياً أمام أحجية اسمها ترامب، قائلاً: "صحيح أنه صديق لإسرائيل، وسيكون حليفاً وفياً لها في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية، لا سيما في ظل الصداقة التي تجمعه بنتنياهو؛ إلا أننا أمام شخص مزاجي للغاية. فعلى الرغم من محبته، إلا أنه لا يمكن إسقاط احتمال أن يستخدم ترامب إسرائيل عملة للمقايضة في الساحة الدولية، مثلاً في مواجهة روسيا، لضمان المصالح الأميركية أولاً".
مع ذلك، يقرّ أغلبية كتاب المقالات في إسرائيل أن ترامب لن يسارع مثلاً إلى افتعال أزمات مع نتنياهو على خلفية البناء في المستوطنات، أو عدم التقدم نحو مفاوضات مع الجانب الفلسطيني. والواقع، أن الصحف الإسرائيلية أشارت إلى تصريحات ترامب المتناقضة في هذا الشأن بين تصريحات مؤيدة للاستيطان ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة من جهة؛ وبين تصريحات تحدث فيها عن عدم التدخل في المفاوضات بين الطرفين.
احتمالات إطلاق ترامب أيادي إسرائيل في الاستيطان في الضفة الغربية، وربما نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ستشكل، بحسب باراك رافيد، مشكلة جدية لنتنياهو مع "اليمين الديني" من أنصار "البيت اليهودي"، الذين سيواجهون نتنياهو من الآن فصاعداً بمقولة أنه لم يعد هناك، مع نهاية عهد أوباما، عائق أمام تنشيط البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، دون تحديد هذا البناء للكتل الاستيطانية.
مع ذلك، يلفت رافيد في نهاية مقاله، إلى تصريح للسفير الأميركي الحالي لدى إسرائيل، دان شابيرو، يرى فيه أن "الوعود الانتخابية لترامب قد تبقى مجرد وعود، ولا تعني بالضرورة أن يعمل ترامب على تطبيقها، أو تغيير السياسة والمواقف الأميركية التقليدية تجاه الاستيطان".
وهو الموقف الذي عبّر عنه أيضاً، رجل اليمين الإسرائيلي، وسفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في مقال له في "إسرائيل اليوم"، عندما اعتبر أن "تصريحات ترامب شيء وتطبيقها على أرض الواقع شيء آخر". وأشار إلى أن الامتحان هو في العودة، مثلاً، إلى تفاهمات بوش-شارون بشأن الكتل الاستيطانية، التي أهملها أوباما، وأنه "يتعين الانتظار لمعرفة مصير تعهدات ترامب، متسائلاً، "هل ستترجم على أرض الواقع أم تنضم إلى سابقاتها من التعهدات والوعود الأميركية التي لم تطبق؟".
وكان واضحاً، منذ أمس، أن إسرائيل هي البلد الوحيد تقريباً، في العالم، الذي لم تعتبر المؤسسة السياسية فيه انتصار ترامب خبراً سيئاً. وحاولت الصحافة الإسرائيلية، اليوم الخميس، رسم حدود الدعم الأميركي المرتقب من إدارة ترامب، واستشراف مدى إمكانية الركون، تلقائيّاً، إلى دعم الرئيس الجديد، واعتبار انتصاره خطاً أخضر لإطلاق هجوم استيطاني إسرائيلي من دون حدود في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وبينما هلّل اليمين الإسرائيلي، على نحو خاص، ممثلاً بوزير التربية والتعليم، نفتالي بينت، وحزبه "البيت اليهودي"، لانتصار ترامب، على اعتبار أن انتصاره يعني "طي ملف حل الدولتين"، قوبل الأمر بتحفظ في الوسط واليسار الإسرائيليين، وهو ما انسحب على الصحافة الإسرائيلية أيضاً.
ففي حين نشرت "هآرتس"، التي تعتبر اليوم الصحيفة اليسارية الوحيدة ذات التوجهات الليبرالية في إسرائيل، 16 مقالاً في محاولة منها فهم تداعيات انتخاب ترامب على أصعد عدة؛ فإن صحف اليمين، وتحديداً "إسرائيل اليوم"، التي يملكها الثري الأميركي شلدون إدلسون، أحد ممولي حملة ترامب، وقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتبرت أن عهد ترامب يعني "نهاية سنوات الاستيطان العجاف التي ميزت فترة حكم باراك أوباما".
كما أنها أفرطت في "الشماتة" بفشل الإعلام الأميركي والإسرائيلي في توقع نتائج الانتخابات، وحربه على ترامب، واعتبار النتائج "انتصاراً كاملاً"، خصوصاً مع نجاح الجمهوريين بالحصول على أغلبية في الكونغرس.
بموازاة إقرار الصحف الإسرائيلية بالفرص التي يتيحها ترامب لحكومة إسرائيل، باعتبار أن نتنياهو، مثلاً، حظي أخيراً بتحقيق حلمه بأن يعمل كرئيس حكومة مع إدارة أميركية جمهورية لا تناصب إسرائيل العداء، كما ذهب يوسي فيرتير إلى القول في "هآرتس"؛ لم يخف بعض الكتاب تحفظات من كون ترامب شخصاً، على الرغم من صداقته لإسرائيل، لا يمكن توقع ردود فعله أو مواقفه النهائية، كما ينقل إيتمار أيخنير في صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى.
وفي هذا السياق، يرى أيخنير، نقلاً عن هؤلاء المسؤولين، أن إسرائيل عملياً أمام أحجية اسمها ترامب، قائلاً: "صحيح أنه صديق لإسرائيل، وسيكون حليفاً وفياً لها في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية، لا سيما في ظل الصداقة التي تجمعه بنتنياهو؛ إلا أننا أمام شخص مزاجي للغاية. فعلى الرغم من محبته، إلا أنه لا يمكن إسقاط احتمال أن يستخدم ترامب إسرائيل عملة للمقايضة في الساحة الدولية، مثلاً في مواجهة روسيا، لضمان المصالح الأميركية أولاً".
مع ذلك، يقرّ أغلبية كتاب المقالات في إسرائيل أن ترامب لن يسارع مثلاً إلى افتعال أزمات مع نتنياهو على خلفية البناء في المستوطنات، أو عدم التقدم نحو مفاوضات مع الجانب الفلسطيني. والواقع، أن الصحف الإسرائيلية أشارت إلى تصريحات ترامب المتناقضة في هذا الشأن بين تصريحات مؤيدة للاستيطان ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة من جهة؛ وبين تصريحات تحدث فيها عن عدم التدخل في المفاوضات بين الطرفين.
احتمالات إطلاق ترامب أيادي إسرائيل في الاستيطان في الضفة الغربية، وربما نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ستشكل، بحسب باراك رافيد، مشكلة جدية لنتنياهو مع "اليمين الديني" من أنصار "البيت اليهودي"، الذين سيواجهون نتنياهو من الآن فصاعداً بمقولة أنه لم يعد هناك، مع نهاية عهد أوباما، عائق أمام تنشيط البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، دون تحديد هذا البناء للكتل الاستيطانية.
مع ذلك، يلفت رافيد في نهاية مقاله، إلى تصريح للسفير الأميركي الحالي لدى إسرائيل، دان شابيرو، يرى فيه أن "الوعود الانتخابية لترامب قد تبقى مجرد وعود، ولا تعني بالضرورة أن يعمل ترامب على تطبيقها، أو تغيير السياسة والمواقف الأميركية التقليدية تجاه الاستيطان".
وهو الموقف الذي عبّر عنه أيضاً، رجل اليمين الإسرائيلي، وسفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في مقال له في "إسرائيل اليوم"، عندما اعتبر أن "تصريحات ترامب شيء وتطبيقها على أرض الواقع شيء آخر". وأشار إلى أن الامتحان هو في العودة، مثلاً، إلى تفاهمات بوش-شارون بشأن الكتل الاستيطانية، التي أهملها أوباما، وأنه "يتعين الانتظار لمعرفة مصير تعهدات ترامب، متسائلاً، "هل ستترجم على أرض الواقع أم تنضم إلى سابقاتها من التعهدات والوعود الأميركية التي لم تطبق؟".