شاركت مؤسسات القطاع الخاص في قطاع غزة بوقفة، اليوم الثلاثاء، أمام مقر مجلس الوزراء الفلسطيني، غربي القطاع، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الكارثية، بعد أن قررت وقف تنسيق دخول كافة أنواع البضائع عبر معبر كرم أبو سالم ليوم واحد.
ورافقت الوقفة مسيرة لأسطول من شاحنات النقل التي علقت عملها، وانطلقت من مفترق "نتساريم"، وسط قطاع غزة، كذلك انطلقت شاحنات أخرى من مفترقات: "عسقولة"، صلاح الدين، مسجد السوسي، السامر، المجلس التشريعي، المرور، حيدر عبد الشافي، أنصار، وغيرها من مناطق ومفترقات القطاع.
وأطلقت الشاحنات أصوات أبواقها عاليا بهدف لفت الأنظار لسوء الأوضاع الاقتصادية، وألصِقت عليها شعارات تطالب بإنهاء المعاناة المتواصلة لمؤسسات القطاع الخاص، ومنها "لا للحصار الغاشم، نعم للحرية"، "لقد تآمر علينا القاصي والداني"، "غزة تنهار"، "أنقذوا قطاع غزة"، "أسطول النقل البري هو الذي ينقل الحياة لغزة".
وقال رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين، ونائب رئيس الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، علي الحايك، إنّ الوقفة الاحتجاجية والتي تم تنظيمها أمام مقر مجلس الوزراء تحمل رسالة للقيادة السياسية، بهدف إنقاذ قطاع غزة الذي يعاني من كارثة اقتصادية واجتماعية وإنسانية، كذلك لفت نظر المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، والضغط على الجانب الإسرائيلي لرفع الحصار عن قطاع غزة.
وأوضح الحايك على هامش الوقفة الصامتة، لـ"العربي الجديد"، أن الوقفة جاءت كذلك للتأكيد على أهمية إتمام المصالحة الفلسطينية التي تعتبر البوابة الرئيسية لإنقاذ قطاع غزة من جميع الكوارث، مضيفاً: "غزة تموت.. غزة تريد الحياة، ارفعوا الحصار فوراً".
وشدد على أن القطاع الخاص بات في عداد الموتى، إذ يعاني منذ العام 2000 جراء الحروب المتتالية على القطاع، في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي، مبيناً أن القطاع الخاص يعتبر الضحية التي تدفع الثمن لسوء الأوضاع السياسية، على الرغم من أنه المشغل الأكبر لقرابة 65% من العمالة".
من ناحيته، أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام بغرفة تجارة وصناعة محافظة غزة، ماهر الطباع، لـ"العربي الجديد"، أن قطاع غزة دخل في المرحلة الأخيرة من الانهيار الاقتصادي، مؤكداً على أهمية تدخل كل الأطراف من أجل إنقاذ القطاع، الذي يعاني من نسبة بطالة تجاوزت 46%، ونحو ربع مليون عاطل من العمل، إلى جانب معدلات فقر تتجاوز نسبة 65%.
بدوره، قال أمين سر جمعية النقل الخاص في غزة، جهاد إسليم، إن الحصار الإسرائيلي مس العمل بطريقة مباشرة على معبر كرم أبو سالم، وقال: "كانت تدخل إلى قطاع غزة قبل نحو أربعة أشهر نحو 900 شاحنة، أما اليوم فتدخل من 250/ 300 شاحنة بسبب الأوضاع الاقتصادية المتهالكة".
وناشد إسليم في حديث مع "العربي الجديد"، جميع الجهات المختصة، وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله، لإنقاذ قطاع غزة من الانهيار الاقتصادي، مضيفاً: "ثلثا شركات النقل في قطاع غزة متوقفة عن العمل بسبب نقص الوقود، وسوء الأحوال الاقتصادية".
من جانبه، قال نائب رئيس جمعية رجال الأعمال، نبيل أبو معيلق، أن الوقفة تحمل رسالة للجميع من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة، وأن يتم الضغط من خلال الأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية على الجانب الإسرائيلي، إلى جانب رسالة أخرى للقطاع الخاص الإسرائيلي برفع الحصار الجائر عن القطاع الخاص الفلسطيني في قطاع غزة من خلال التبادل التجاري الحر بدون قيود أو شروط.
وأكد أبو معيلق على أن القطاع الخاص سينظم العديد من الأنشطة الاحتجاجية المتدرجة إلى أن يرفع الحصار الذي شل حركة إدخال الإسمنت إلى نحو 15%، وحركة النقل البري إلى 20%، والمواد الغذائية إلى 50%، وشركات المقاولات بنسبة 90%، في ظل تراجع حاد للمبيعات، وركود تجاري، ما فاقم حدة الفقر والأوضاع الاقتصادية المتردية.
بدوره، قال صاحب شركة أمواج للشحن والخدمات اللوجستية، عبد الله لولو، لـ"العربي الجديد"، إن مشاركته في الوقفة جاءت للمطالبة بفتح باب التصدير خارج فلسطين من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والتخفيف من نسب البطالة، داعياً الجهات المسؤولة للضغط من أجل فتح باب تصدير المنتجات المحلية للعالم.