08 يوليو 2019
بين زلزاليْن
ماء العينين بوية (المغرب)
خرج بعضهم ليقارن بين زلزال سياسي أحدثه ملك المغرب محمد السادس وزلزال أحدثه ولي العد السعودي، محمد بن سلمان، علما أن بينهما بون شاسع، فالأول كان بعد مسيرة تحقيقات، وكان لسبب آني واضح، ومن ورائه أحداث سياسة كبيرة تعطي حجة الإعفاء واللوم التي صدرت من العاهل المغربي تجاه الوزراء المقالين، ولم تكن بمزاجية ولا انتقامية، ولم تكن عقب يوم واحد من تأسيس لجنة التقصّي، كما فعل محمد بن سلمان.
عند المقارنة، يمكن القول إنّ ما فعله العاهل المغربي إجراء دستوري، توقعه المغاربة منذ شهر يوليو/ تموز الماضي، وشاركت في إقراره لجان وزارية، ولاقى تجاوبا جماهيريا، ولا يمكن اعتباره زلزالا سياسيا، مقارنة بما يحيكه محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد، أو بالأصح منذ توليه الحكم فعليا، فالرجل فتح في سنتين أكثر من جبهة خارجية، وهو اليوم يحصد نتائج التدخل الحازم ضد اليمن، والذي ارتد صواريخ ترمى شظايا على الرياض، كما أنه خسر إعلاما كبيرا كان يدعمه نسبيا في حروبه، وساهم في إضعاف آخر المنظمات والاتحادات العربية الأكثر نشاطا. وها هو يرمي بسهم قاتل صوب لبنان، حين خرج رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، باستقالته من الرياض وليس بيروت، وحربه ضد الفساد، والتي نعتت بالزلزال السياسي، لا تعدو كونها تصفية حسابات ضد صفوة أحفاد المؤسس، ممن يخاف انقلابهم عليه، وبعض تهم الفساد التي سيقت كان لسنوات مضت، فكيف بها أن تفتح اليوم وفي ليلة واحدة عقب تأسيس اللجنة التي يرأسها؟
عقود من استحواذ العائلة المالكة وتشعبها، فرض اليوم كثرة المنافسين على الحكم، وتعدّد مراكز القوى التي قسمها الإخوة، وأورثها بعضهم لأبنائه، واليوم يتجه محمد إلى مركزة النفوذ في شخصه، وهي مغامرة عظيمة، خصوصا وإن كانت مصحوبة بحرب خفية ضد المؤسسة الدينية، علاوة على حرب خارجية ضد إيران، وبمقومات وسند متغيّر، فالناظر إلى حال المملكة، وهي تصارع من أجل البحث عن تحالف ولو بمرتزقة للرد على الحوثيين، فكيف بها أن تنازل الدولة الإقليمية الكبرى وفروعها، بل وكيف للأمير السعودي أن يفتح ثلاث جبهات، من دون أن يحرك جيشا ولا حرسا؟
عند المقارنة، يمكن القول إنّ ما فعله العاهل المغربي إجراء دستوري، توقعه المغاربة منذ شهر يوليو/ تموز الماضي، وشاركت في إقراره لجان وزارية، ولاقى تجاوبا جماهيريا، ولا يمكن اعتباره زلزالا سياسيا، مقارنة بما يحيكه محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد، أو بالأصح منذ توليه الحكم فعليا، فالرجل فتح في سنتين أكثر من جبهة خارجية، وهو اليوم يحصد نتائج التدخل الحازم ضد اليمن، والذي ارتد صواريخ ترمى شظايا على الرياض، كما أنه خسر إعلاما كبيرا كان يدعمه نسبيا في حروبه، وساهم في إضعاف آخر المنظمات والاتحادات العربية الأكثر نشاطا. وها هو يرمي بسهم قاتل صوب لبنان، حين خرج رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، باستقالته من الرياض وليس بيروت، وحربه ضد الفساد، والتي نعتت بالزلزال السياسي، لا تعدو كونها تصفية حسابات ضد صفوة أحفاد المؤسس، ممن يخاف انقلابهم عليه، وبعض تهم الفساد التي سيقت كان لسنوات مضت، فكيف بها أن تفتح اليوم وفي ليلة واحدة عقب تأسيس اللجنة التي يرأسها؟
عقود من استحواذ العائلة المالكة وتشعبها، فرض اليوم كثرة المنافسين على الحكم، وتعدّد مراكز القوى التي قسمها الإخوة، وأورثها بعضهم لأبنائه، واليوم يتجه محمد إلى مركزة النفوذ في شخصه، وهي مغامرة عظيمة، خصوصا وإن كانت مصحوبة بحرب خفية ضد المؤسسة الدينية، علاوة على حرب خارجية ضد إيران، وبمقومات وسند متغيّر، فالناظر إلى حال المملكة، وهي تصارع من أجل البحث عن تحالف ولو بمرتزقة للرد على الحوثيين، فكيف بها أن تنازل الدولة الإقليمية الكبرى وفروعها، بل وكيف للأمير السعودي أن يفتح ثلاث جبهات، من دون أن يحرك جيشا ولا حرسا؟