07 مايو 2018
بنكيران.. الرقصة الأخيرة
محمد أسامة الأنسي (المغرب)
لعل الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية في المغرب، عبد الإله بنكيران بدأ يرقص رقصته الأخيرة، أما رئيس الحكومة والأمين العام الجديد لحزب المصباح (العدالة والتنمية)، سعد الدين العثماني، فقد أصبح يعاني مما يعالج الناس منه، أما الواقع السياسي فيقول إن حزب المصباح يعوّل على بنكيران، على الرغم من عدم قدرته الحصول على ولاية ثالثة زعيما للحزب.
وربما، في الأيام المقبلة، سنشهد تطورات على الساحة السياسية، من خلال الظهور الإعلامي لزعيم حزب المصباح السابق، ضد من يصفهم انتهازيين واستغلاليين، وربما قد تكون هناك صفقة بين أعداء الأمس من داخل حزب العدالة والتنمية وزعيمهم المخلوع سياسيا، لكسب ثقة الشعب مرة أخرى، لا سيما، وأن بنكيران يتميز بكاريزما جماهيرية لا يتمتع بها أحد داخل الحزب، ثم إن الصمت المطبق للأمانة العامة أمام التصريحات اللاذعة التي يكيلها بنكيران للأحزاب الأخرى، خصوصا المشكلة الأغلبية الحكومية، بقيادة حزبه، وخصوصا التصريحات التي طالت الحزب الاشتراكي وشخص الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار... كل هذه مؤشرات تشير بقوة إلى أحد أمرين: إما إلى هدنة داخلية بين الأمين العام السابق ومعارضيه داخل المجلس الوطني والأمانة العامة للحزب، والذين كانوا سببا في خروجه من سباق تولي منصب الأمانة العامة للحزب للمرة الثالثة، عبر التصويت على رفض ملتمس إصدار قرار يقضي بتمديد عدد مرات الترشح للمنصب إلى ثلاث مرات، ما حرم بنكيران من سباق رئاسة الحزب، ليدخلها سعد الدين العثماني، للمرة الثانية بعد 20 سنة من توليه منصب رئاسة الحزب. وتراهن هذه الهدنة المفترضة بين أعداء اليوم وأصدقاء الأمس على شخصية بنكيران، لكسب حشد جماهري للاستحقاقات المقبلة، عن طريق مؤيدي الزعيم السابق؛ والذين لا يستهان بعددهم، ما يفترض معه إفساح المجال بشكل مرن لبن كيران، لإعادة ثقة المنتمين للحزب في إطارهم المنقسم، وطرد شائعات التطاحن الداخلي بين قادة الحزب على السلطة.
وفي الجانب الآخر، نجد صمت رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أمام الخطابات التي لازال يلعب فيها بنكيران دور الزعيم، إذ صرح أخيرا: "إذا كنت تريد وترغب في حل الحزب، فقلها وتعال إلي كي أقوم بحله"، فهذه "الأنا" الواضحة لا تعبر عن نرجسية الرجل المتعاظم، ولا عن أنانيته السياسية، بقدر ما تعبر عن ضخامته المعنوية، وقوته الإقناعية داخل الحزب، والتي لا يفتأ يذكر بها أعضاء حزبه بين الفينة والأخرى، فالرجل، في كل مرةٍ يعبر فيها عن نفسه بصيغ معينة وطرق يجعل نفسه فيها ناطقا باسم الحزب ونائبا عنه، بل وممثلا وحيدا له، بعبارات وإشاراتٍ يمكن الاصطلاح عليها بعبارة "الرجل الحزب"، وهذا يدفع غريمه العثماني، ليتعامل بحذر وروية، في محاولاته عدم لفت الانتباه إلى مثل هذه الإشارت، لغاية إبعاده نهائيا عن أي دور سياسي مستقبلا. وهذا الحذر أو الخوف من ردة فعل غير محسوبة أو محسوبة من بنكيران ضد العثماني وضد معارضيه، تحولان دون إبداء موقف صريح لرئيس الحكومة من تصريحات بن كيران.
وفي الحالتين، الهدنة والخوف يعبران عن ذلك الشرخ الكبير الذي يعانيه حزب المصباح داخليا، وعن العقبة الكبيرة أمام دمقرطة الحزب الإسلامي، ليشمل الجميع، بدل أن يظل رهينا بشخصية الرجل الواحد الذي يقض مضجع القياديين، مرة بوازع الحسد من شعبيته، ومرة أمام ادعاءات الواجب والمسؤولية.
وربما، في الأيام المقبلة، سنشهد تطورات على الساحة السياسية، من خلال الظهور الإعلامي لزعيم حزب المصباح السابق، ضد من يصفهم انتهازيين واستغلاليين، وربما قد تكون هناك صفقة بين أعداء الأمس من داخل حزب العدالة والتنمية وزعيمهم المخلوع سياسيا، لكسب ثقة الشعب مرة أخرى، لا سيما، وأن بنكيران يتميز بكاريزما جماهيرية لا يتمتع بها أحد داخل الحزب، ثم إن الصمت المطبق للأمانة العامة أمام التصريحات اللاذعة التي يكيلها بنكيران للأحزاب الأخرى، خصوصا المشكلة الأغلبية الحكومية، بقيادة حزبه، وخصوصا التصريحات التي طالت الحزب الاشتراكي وشخص الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار... كل هذه مؤشرات تشير بقوة إلى أحد أمرين: إما إلى هدنة داخلية بين الأمين العام السابق ومعارضيه داخل المجلس الوطني والأمانة العامة للحزب، والذين كانوا سببا في خروجه من سباق تولي منصب الأمانة العامة للحزب للمرة الثالثة، عبر التصويت على رفض ملتمس إصدار قرار يقضي بتمديد عدد مرات الترشح للمنصب إلى ثلاث مرات، ما حرم بنكيران من سباق رئاسة الحزب، ليدخلها سعد الدين العثماني، للمرة الثانية بعد 20 سنة من توليه منصب رئاسة الحزب. وتراهن هذه الهدنة المفترضة بين أعداء اليوم وأصدقاء الأمس على شخصية بنكيران، لكسب حشد جماهري للاستحقاقات المقبلة، عن طريق مؤيدي الزعيم السابق؛ والذين لا يستهان بعددهم، ما يفترض معه إفساح المجال بشكل مرن لبن كيران، لإعادة ثقة المنتمين للحزب في إطارهم المنقسم، وطرد شائعات التطاحن الداخلي بين قادة الحزب على السلطة.
وفي الجانب الآخر، نجد صمت رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أمام الخطابات التي لازال يلعب فيها بنكيران دور الزعيم، إذ صرح أخيرا: "إذا كنت تريد وترغب في حل الحزب، فقلها وتعال إلي كي أقوم بحله"، فهذه "الأنا" الواضحة لا تعبر عن نرجسية الرجل المتعاظم، ولا عن أنانيته السياسية، بقدر ما تعبر عن ضخامته المعنوية، وقوته الإقناعية داخل الحزب، والتي لا يفتأ يذكر بها أعضاء حزبه بين الفينة والأخرى، فالرجل، في كل مرةٍ يعبر فيها عن نفسه بصيغ معينة وطرق يجعل نفسه فيها ناطقا باسم الحزب ونائبا عنه، بل وممثلا وحيدا له، بعبارات وإشاراتٍ يمكن الاصطلاح عليها بعبارة "الرجل الحزب"، وهذا يدفع غريمه العثماني، ليتعامل بحذر وروية، في محاولاته عدم لفت الانتباه إلى مثل هذه الإشارت، لغاية إبعاده نهائيا عن أي دور سياسي مستقبلا. وهذا الحذر أو الخوف من ردة فعل غير محسوبة أو محسوبة من بنكيران ضد العثماني وضد معارضيه، تحولان دون إبداء موقف صريح لرئيس الحكومة من تصريحات بن كيران.
وفي الحالتين، الهدنة والخوف يعبران عن ذلك الشرخ الكبير الذي يعانيه حزب المصباح داخليا، وعن العقبة الكبيرة أمام دمقرطة الحزب الإسلامي، ليشمل الجميع، بدل أن يظل رهينا بشخصية الرجل الواحد الذي يقض مضجع القياديين، مرة بوازع الحسد من شعبيته، ومرة أمام ادعاءات الواجب والمسؤولية.
مقالات أخرى
04 فبراير 2018
23 مايو 2017
16 ابريل 2017