بلال المازني: تونس بحاجة لتصحيح مسارها الاقتصادي

15 يناير 2015
المخرج التونسي بلال المازني (العربي الجديد)
+ الخط -
يرى المخرج التونسي الشاب، بلال المازني، أن الشعب التونسي لا يزال يعاني الأزمات ذاتها التي خلّفها نظام بن علي، مؤكدا أن الشعب التونسي لا يزال ينتظر الحلول والأفكار الإيجابية والعملية التي تنقذه من تلك المشاكل والأزمات.
وإلى نص المقابلة:

* كيف ترى الوضع الاقتصادي في تونس خلال الفترة الماضية؟
للأسف رغم التأكيد الدائم أن الأمور في تونس تتجه نحو الاستقرار، ولكن ما نعيشه ونستشعره مختلف، فهناك أزمة اقتصادية كبيرة تعيشها تونس منذ أربع سنوات وما زالت الأزمة باقية ومستمرة، وما زال الشعب التونسي ينتظر الحلول والأفكار الإيجابية والعملية التي تنقذه من تلك المشاكل والأزمات.

* من وجهة نظرك ما هي الحلول السريعة التي من الممكن أن تؤدي إلی انتعاش الاقتصاد التونسي؟
للأسف اقتصادنا يحتاج لمزيد من الوقت والعمل عليه بشكل أكبر، لأن هناك أخطاء جسيمة لا بد من معالجتها وتصحيحها كانت قد ارتكبت من بعض القائمين على اقتصاد بلدنا في عهد نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وللأسف جميعنا يدفع ثمن ذلك، ومن بين الحلول التي يمكن أن تنعش اقتصادنا هو القطاع السياحي الذي يعاني منذ سنوات، وتكبد خسائر كبيرة نتيجة الإهمال فيه وعدم تنشيطه وتأمينه بالشكل الجيد؛ لما له من أهمية كبيرة في إنعاش الجانب الاقتصادي التونسي.
وخلال السنوات الأربع الماضية، تكبد قطاع السياحة التونسي، الذي كان يشكل 7% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، خسائر جسيمة نتيجة للاضطرابات السياسية والأمنية، التي شهدتها البلاد، وأجبر الوضع عشرات المنتجعات السياحية والفنادق، إغلاق أبوابها وإعلان إفلاسها. وبحسب آخر الإحصائيات، التي أصدرتها وزارة السياحة التونسية، فإن عدد الوافدين إلى تونس بنهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، انخفض بنسبة 2.8%، مقارنة بنفس الفترة من عام 2013، و 12%، مقارنة بعام 2010.

* قمتَ منذ فترة بإنشاء شركة إنتاج خاصة بك، فمتى بدأت الخطوة الأولى لهذه التجربة؟

بدأت أفكر في هذا المشروع أنا وبعض الأصدقاء ممن يعملون في مجال الفن مثلي، وممن يتعطشون لتقديم أعمالهم ومواهبهم للجمهور وعرض إبداعاتهم للعالم كله، والتعبير عن الآراء والأفكار والقضايا التي تشغل بالنا وبال جيل كامل من الشباب العربي.

* وهل وجدتم صعوبة في تنفيذ هذا المشروع؟
بالطبع كانت هناك صعوبات كثيرة، أهمها الخاصة بالجانب المادي. للإقدام على تجربة مثل إنشاء شركة إنتاج لا بد من الوقوف على أرض صلبة تكون أعمدتها رأس المال القوي؛ والذي سيكون سندك في هذه التجربة.

*وكيف تغلبت على هذه العقبات؟
تغلبت عليها بالتعاون مع أصدقائي فقد قمنا بإنشاء الشركة سوياً، ولم أكن وحدي لأن تكاليف هذه التجربة مرهقة جدًا فيما يتعلق بالماديات والأمور الخاصة بالترتيبات الأولية لها، ومن الصعب جدًا أن يتولى أحد الأشخاص بمفرده هذه الأعباء.

*وما الهدف الذي أقيمت من أجله الشركة؟
هدف الشركة هي الرسالة التي تعبر عنها أعمالنا وأفلامنا وأفكارنا وقضايانا التي هي في نفس الوقت قضية الشباب العربي كله، فنحتاج جميعاً لأن نأخذ فرصتنا ونعبر عن أحلامنا وطموحاتنا ونرسم مستقبلنا بأيدينا وبأنفسنا، وهذه هي الخطوط العريضة والأهداف الأساسية التي بنيت عليها الفكرة من البداية، وذلك عندما جلسنا نفكر كيف نقدم أعمالنا ومشاريعنا للجمهور دون أن يوجهنا أحد أو يُفرض علينا قضايا بعينها دون غيرها، فوصلنا جميعاً إلى هذه الفكرة التي أتمنى أن تقدم للناس كل ما يفيدهم وينور عقولهم لا أن يضللهم ويغيبهم.

* وهل تنتظر العائد المادي من وراء تلك التجربة؟
العائد المادي مطلوب من وراء أي تجربة أو أي مشروع، ولكن نحن هنا لم ننظر إلى هذا الجانب لأسباب كثيرة؛ وأول تلك الأسباب هي أننا نريد فقط أن نعبر عن أفكارنا ووجهات نظرنا، من خلال أعمال نقوم بها بأنفسنا، ولا يتحكم في تنفيذها أي شخص آخر، فمن المعروف أننا عندما نتجه إلى شركة منتجة يكون لها سقف معين للحرية أو اتجاهات تملى عليهم.
المساهمون