بطريركية الإسكندرية: نلوم الدولة على التقصير في حماية الكنائس

12 ديسمبر 2016
الأقباط يشعرون بتقصير أجهزة الدولة الأمنية تجاه قضاياهم(العربي الجديد)
+ الخط -
دانت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، شمال مصر، تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة، والذي راح ضحيته العشرات بين قتلى ومصابين، وأنحت باللوم على أجهزة الدولة الأمنية والتنفيذية، بسبب ما وصفته بـ"التقصير الشديد في كشف مخططي ومنفذي حادث تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية طوال خمس سنوات وحتى الآن".

وذكرت البطريركية، في بيان لها، اليوم الإثنين، أن "عدم وجود قصاص رادع لفكر هؤلاء الإرهابيين قبل تنفيذ أي حوادث إجرامية، هو السبب في سقوط ضحايا كل ذنبهم أنهم ذهبوا ليصلّوا في دار عبادة لإلههم من أجل سلام العالم، ومن أجل المسيئين لهم، كما علمهم الإنجيل، ما يثبت أن الإرهاب الجبان لا دين له، استكثر عليهم حق الصلاة".

فيما اعتبر محامي كنيسة القديسين، جوزيف ملاك، اعتداء الكاتدرائية "اختراقًا للأمن القومي المصري بالدرجة الأولى، ويهدف مرتكبوه إلى تهييج الرأي العام العالمي على مصر، واستغلال القصور الأمني الواضح في التعامل مع قضايا ضحاياها أقباط منذ أحداث القديسين، وتصدير فكرة أن النظام الحالي غير قادر على حماية الأقليات".


وأشار ملاك إلى شعور الأقباط في مصر بتقاعس الجهاز الأمني في التعامل مع أي قضية ضحاياها أقباط، وخصوصاً قضايا الاعتداء على الكنائس، ومدى ترسخ هذا المفهوم، إلى جانب إحداث بلبلة وصدام داخل المجتمع المصري.

وعن التشابه بين هذه الأحداث وتفجير القديسين، قال ملاك إنه قد يكون هناك تشابه واضح، وإن لم يحدد بعد ما إن كانت القنبلة المستعملة مثبتة أم أن هناك عملًا انتحاريًّا كما حدث في كنيسة القديسين، ولكن الاختلاف يكمن بوضوح في جرأة الجاني ودخوله إلى ساحة الكنيسة في الكاتدرائية، بخلاف تفجير كنيسة القديسين الذي تم على بعد 10 أمتار من مدخل الباب الرئيسي.





وأبدى تخوفه من تكرار سيناريو التعامل الأمني مع تفجير كنيسة القديسين، ما يُبقي القضية عالقة بلا متّهمين، ومجرد محضر شرطة كما حدث من قبل، مؤكدًا أن الأقباط لن يتركوا حقوقهم، ولن يتهاونوا مع من يراهن على نسيان الدماء.

من جهته، قال عضو المجلس القبطي الملي التابع لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية، محسن جورج، إن حادث تفجير الكنيسة البطرسية بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في منطقة العباسية عجّل بقدوم أسبوع الآلام قبل مجيئه، مشيرًا إلى أن مصر تواجه مسلسلًا من بحور الدم في أيام متتالية لم تحدث فى تاريخ البلاد.

ولفت جورج إلى أن "توقيت التفجير كان صعبًا على المصريين، خصوصاً أنه يكرر سيناريو تفجير كنيسة القديسين مطلع عام 2011، إذ كان المصريون يصلون في كنائسهم، فضلًا عن تزامنه مع موعد تفجير القديسين منذ 5 سنوات.

وقال راعي كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر، القمص مقار فوزي، إن كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية، و67 كنيسة، أقامت قداسات إلهية صباحية اليوم بشكل عادي، ولم يتم إلغاء التجمعات أو الصلوات في أي من الكنائس بعد حادث الانفجار الذي طاول الكنيسة البطرسية أمس، والذي خلّف 23 قتيلًا و49 مصابًا حتى الآن.

وأوضح فوزي أن رعاة الكنائس ترأسوا القداسات الإلهية بحضور المئات من الشعب القبطي دون أي تعديل، مشيرًا إلى أن الأقباط يصلّون ويصرخون إلى الله في صلواتهم من أجل أن يرحم الله مصر وينجيها وشعبها.

وعن الحادث، تأسف لتكرار "سيناريو تفجير كنيسة القديسين بتفجير الكنيسة البطرسية؛ نفس الشكل ونفس عدد الضحايا والمصابين، وإن كان يزيد قليلًا، كما أن مظهر تطاير الأشلاء في الهواء هو نفس المشهد الذي حدث في القديسين، والمتورطون في هذا الحادث ليسوا مصريين ونحن نعلم ذلك جيداً".



دلالات
المساهمون