باي باي أيها المهاجر المغربي

07 يوليو 2014
مشهد من "باي باي جيلو"
+ الخط -

بوتيرة درامية متسارعة، تقارب المونودراما المسرحية "باي باي جيلو" (قدمت مجموعة من العروض في مرّاكش مؤخراً) سؤال الهجرة من خلال الصراع الفكري والنفسي الذي يعيشه بطلها المغربي "جيلو"، وهو مهاجر "غير شرعي" يروي تجربته الإنسانية وعلاقاته المتأزمة بالهوية والذاكرة.  

جمال كنو الذي لعب دور البطولة في المسرحية قال لـ"العربي الجديد" إن المسرحية كانت بالنسبة له "تحدياً حقيقياً كتجربة أولى في فن المونودراما، تختزل نفسيات وتقلبات خمس شخصيات في قالب مسرحي يتميّز بإيقاع درامي متصاعد".

تتشكل المسرحية من خمس لوحات سردية، يرويها "جيلو" المقهور لحظة ترحيله بالطائرة، مستعيداً مشاهد عميقة من حياته: طفولته، ذكرياته المؤلمة في أوروبا وانكسارته في الحب والحياة معاً، محاولاً الانعتاق من خوفه وهواجسه.

من جهته، قال الشاعر طه عدنان لنا: "أعتقد أن مهمتي تنتهي مع فراغي من كتابة النص، لأن المسافة بينه وبين العرض هي مسافة اشتباكٍ خلاق يستدعي حرية في الخيال والإبداع. فالمخرج الفلسطيني بشّار مرقص الذي أخرج المسرحية في بيت لحم، اعتمد النص في لغته الفصحى الأصلية، واختار تعدد الأصوات بالنسبة لجيلو، فوزّع مونولوجه على ثلاثة ممثلين".

بينما اختار مخرج النص بالهولندية ممثلاً أوروبياً ببشرة بيضاء وعينين زرقاوين لأداء دور جيلو، ربما بهدف السخرية أو الراهنية، لأن الأزمة الاقتصادية جعلت العديد من الأوروبيين يختبرون حالة الهجرة في بلدان مجاورة. فعلى سبيل المثال، يقيم 5000 إسباني اليوم في طنجة بطريقة غير شرعية.

أما المخرج المغربي إبراهيم الهنائي فاشتغل على النص مترجماً إلى الدارجة المغربية، فكان عرضه مختلفاً في أدواته الفنية عن العرضين السابقين الفلسطيني والهولندي.

العرض الذي يلقي الضوء على موضوع الهجرة وما يرتبط بها من أحلام وردية وكرنفالية في مخيلة الشباب المغربي، جاء أقرب إلى الكوميديا السوداء، ربما لأنها التعبير الوحيد عما يفتحه حلم الهجرة من جروح في ذاكرة الكثير من الأسر المغربية التي عاد أبناؤها في صناديق أو ضاعوا في غياهب المجهول، في إطار مواسم الهجرة غير الشرعية التي حصدت أرواحاً كثيرة.

ويذكر أن العمل حصل على دعم "مشروع النص المسرحي العربي المعاصر" الذي يساهم في إنتاج مسرحيات عربية في حوض المتوسط وأوروبا.

المساهمون