تنطلق المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية لاختيار رئيس جديد للبلاد خلفاً لفرانسوا هولاند وسط حالة من الترقب تهيمن على المرشحين الرئاسيين وعلى الناخبين لمعرفة من سيتمكن من عبور الدورة الأولى إلى الثانية في ظل عدم توقع حصول أي من المرشحين على 50 في المائة من الأصوات.
الانتخابات الفرنسية، التي تجرى في ظل أجواء أوروبية متوترة في أعقاب تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وتصاعد اليمين المتطرف، هيمنت عليها على مدى الأسابيع الماضية ملفات أساسية عدة، بدءاً من الأمن والحرب على الإرهاب، مروراً بالأزمة الاقتصادية، والموقف من سياسة الهجرة داخل الاتحاد الأوروبي، قبل أن يتمكن "داعش" من فرض نفسه كناخب حاسم فيها بعد الاعتداء الذي تبنّاه يوم الخميس في جادة شانزيليزيه في باريس، في حين يتوقع أن يكون للناخبين المترددين دور أساسي في حسم نتائج الدورة الأولى وهوية المرشحين اللذين سينتقلان إلى الجولة الثانية للانتخابات في 7 مايو/أيار المقبل.
وبينما يتنافس رسمياً 11 مرشحاً للوصول إلى قصر الإليزيه، إلا أن المنافسة تقتصر فعلياً على أربعة: هم مرشح الوسط إيمانويل ماكرون، الذي نجح في حجز موقع تنافسي حقيقي له في الانتخابات الرئاسية الفرنسية وأنصاره يثقون بانتقاله قريباً إلى قصر الإليزيه.
كذلك تبرز زعيمة "الجبهة الوطنية"، مارين لوبان التي ركزت على الأزمات التي مرت فيها فرنسا طوال السنوات الماضية لجذب الناخبين الفرنسيين، بعدما ساهمت في تحويل اليمين المتطرف، المنبوذ تاريخياً، إلى جزء أساسي من السياسة الفرنسية.
أما ثالث المرشحين الذين يأملون بعبور الدورة الأولى فهو مرشح اليمين فرانسوا فيون، الرجل الذي تحوّل إلى مادة دسمة للإعلام بسبب فضائحه الأخيرة وخوضه المعارك الضارية مع القضاء في بلاده.
ويخوض صراعه على المركز الثالث في استطلاعات الرأي مع مرشح اليسار الراديكالي للانتخابات الفرنسية، جان ـ لوك ميلانشون، الذي يبقى الأمل كبيراً داخل معسكره بتحقيق فوز تاريخي يوصله للرئاسة.