وانطلقت عند السابعة من صباح اليوم، الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان، ليتجه نحو 835 ألف ناخب للإدلاء بأصواتهم في 6 أقضية، هي: بعبدا، جبيل، كسروان، عاليه، الشوف والمتن. وذلك بعد أسبوع من إنجاز الاستحقاق الانتخابي البلدي في محافظتي بيروت والبقاع الأسبوع الماضي.
وقال المشنوق، بعد جولة في غرفة العمليات المركزية داخل مبنى الوزارة: "مسألة الرشاوى نتابعها بشكل جدي، فقد أوقفنا أمس متهمين، ومستمرون اليوم في متابعة حالات، منها ما نشر على قناة الجديد وغيرها"، مشدداً على أن "التبليغ عن الرشاوى محدود جدا".
ولفت إلى "توقيف 4 أشخاص في بلدتي يحشوش ورعشين في قضاء كسروان بتهمة الرشوة".
وبين أن "أداء رؤساء الأقلام اليوم أفضل من الأسبوع الماضي، وهناك متابعة لتصحيح بعض الثغرات، ونحاول معالجتها كلها بشكل جدي. أما بالنسبة إلى عمليات الفرز، فزدنا أعداد لجان القيد، وعالجنا الثغرات التي ظهرت في المرحلة الأولى".
وحول العثور على قنبلة يدوية في شحيم قرب مركز اقتراع، أكد أن "هذا يشبه ما جرى في زحلة الأسبوع الماضي، والهدف منع الناس من الإقبال على الانتخابات، لكن أعتقد أن ذلك لن يؤثر وسيشارك المواطنون في الانتخابات".
وكانت "الوكالة الوطنية للإعلام" قد أعلنت عن العثور على قنبلة يدوية غير معدة للتفجير، وضعت على باب المدخل الرئيسي لمركز الاقتراع، في منطقة جبل سويد في شحيم. ورفعت القوى الأمنية القنبلة، واستكلمت العملية الانتخابية، فيما يتناقل أهالي المنطقة معلومات عن ترشيح السرايا عددا من الجرحى الذين سقطوا في اشتباكات محلية في منطقة السعديات المُجاورة إلى عضوية بلدية شحيم، وهو ما يشكل استفزازاً لهم، بحسب ما أكد بعضهم لـ"العربي الجديد".
نسبة الاقتراع 43 بالمائة
وأعلن المكتب الإعلامي لوزراة الداخلية والبلديات أن نسبة الاقتراع ارتفعت إلى "47.4 في المائة حتى الساعة الخامسة، وتوزعت على الشكل التالي: قضاء جبيل: 55 في المائة، قضاء المتن: 43.8 في المائة، قضاء الشوف: 46 في المائة، قضاء كسروان: 55.14 في المائة، قضاء عاليه: 45 في المائة وقضاء بعبدا: 39.5 في المائة".
إشكالات أمنية
وتزامن ارتفاع نسب التصويت مع تسجيل المزيد من الإشكالات الأمنية التي وقعت في عملية الاقتراع لأوقات متفاوتة.
وسمع المشاركون في الانتخابات أصوات إطلاق رصاص في مركز مشان في جبيل، كما وقع إشكال خارج مركز الاقتراع في زوق مصبح، وتدخلت القوى الأمنية وعملت على حل الخلاف. وتوقفت العملية الانتخابية لبعض الوقت بعد استبدال رئيس القلم في بلدة ترتج بسبب إشكال الناخبين.
وفي منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت سقط عدد من الجرحى جراء طعنهم بأدوات حادة، وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن هذا الإشكال "لا يتعلق بالانتخابات".
كذلك، أطلق عناصر الجيش اللبناني النار في الهواء لتفريق إشكال وقع أمام قلم الاقتراع في بلدة أفقا في جبيل، ونقلت تفاصيله إحدى المحطات التلفزيونية مباشرة على الهواء. وقاطع عدد من المشاركين في الإشكال مراسلة القناة، طالبين منها عدم توجيه الكاميرا باتجاه الإشكال، قبل أن يقوم أحد الأشخاص بالتعرض للمصور وتكسير الكاميرا. وأكدت المراسلة أن الإشكال الذي نُقل مباشرة سبقه إشكالان آخران، تخللهما رفع أدوات حادة.
وتشهد أفقا، ذات الأغلبية الشيعية، منافسة بين لائحة مُكتملة يدعمها "حزب الله"، وأخرى غير مُكتملة تدعمها "حركة أمل"، علماً أن كلا اللائحتين تضم أفراداً من عشيرة آل زعيتر. إلى جانب الإشكال في أفقا، عطّلت إشكالات فردية بسيطة عملية الاقتراع في بعض الأقلام لوقت قصير، قبل أن تتدخل القوى الأمنية والعسكرية وتعيد ضبط الوضع الأمني.
معارك بين الأحزاب والعائلات
وفي جونية، يصوت نحو 16500 ناخب للائحتين مدعومتين حزبياً، وهما: "لائحة التجدد، مسيرة عطاء" التي يترأسها فؤاد بواري، ويدعمها رئيس المؤسسة المارونية للانتشار، نعمت افرام، والنائبان السابقان فريد هيكل الخازن ومنصور البون وحزب "القوات اللبنانية"، مقابل "لائحة كرامة جونية" التي يترأسها جوان حبش، ويدعمها التيار "الوطني الحر" و"الكتائب اللبنانية" و"الوطنيين الأحرار". كما يخوض تسعة مرشحين مُنفردين الانتخابات. وقد زار زعيم التيار، النائب ميشال عون، جونية مساء السبت، في إشارة إلى حجم التدخل السياسي المُباشر في الاستحقاق البلدي.
وفي منطقة الحدث، تخوض لائحتان مدعومتان حزبياً المعركة الانتخابية، لنيل أصوات نحو 13 ألف ناخب. وكما في جونية، يتواجه القوات والتيار من خلال اللائحتين. أما في جبيل فتخوض لائحة رئيس البلدية الحالي، زياد حواط، معركة ضد مُرشحة وحيدة مدعومة من حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" التي يترأسها الوزير السابق شربل نحاس، وذلك بعد انسحاب "التيار الوطني الحر" من المعركة لصالح حواط.
وفي قضاءي الشوف وعاليه المُختلطين طائفياً ومذهبياً بين المُسلمين السنة والشيعة والدروز والمسيحيين، يتوقع "الحزب التقدمي الاشتراكي" خوض معركة، لأن التحالف المسيحي المُستجد يخوض الاستحقاق موحداً في هذين القضاءين. وقد نجح التقدمي في رعاية التزكية في أكبر بلديات المنطقة، عاليه، فتم الإعلان عن فوز اللائحة بالتزكية منذ بعد ظهر أمس السبت.
وفي بلدة شحيم المُجاورة، يتحدث الأهالي عن تحالف "تيار المُستقبل" مع عناصر من "سرايا المُقاومة"، وهي المليشيا المُسلحة التي أسسها "حزب الله" من مؤيديه غير الشيعة، وخاضت معارك عسكرية في مُختلف المناطق اللبنانية خلال أحداث السابع من مايو/ أيار 2008.
وفي قضاء بعبدا، والذي يضم بعض مناطق الضاحية الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية، شكل مُستقلون لائحة "الغبيري للجميع"، لخوض معركة انتخابية في وجه الثنائية الشيعية (حزب الله وحركة أمل)، في استنساخ لتجربة لائحة "بيروت مدينتي" التي واجهت تحالف الأحزاب السياسية في العاصمة، وخسرت بفارق بسيط.
يذكر أن أقلام الاقتراع في مُختلف أقضية الجبل شهدت إقبالاً كثيفاً في ساعات الصباح الأولى، ويتوقع مُراقبون أن تكون نسبة الاقتراع مُرتفعة، بعكس محافظة بيروت التي لم تتجاوز النسبة فيها عتبة 20 في المائة من الناخبين، وسط تحذيرات "المؤسسة اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابية" من تكرار المخالفات التي رصدها مُراقبوها في بيروت والبقاع، وشملت شراء أصوات وإطلاق نار وممارسة الدعاية الانتخابية بصورة مُخالفة للقانون.