سقط 50 قتيلا وجريحا على الأقل، الثلاثاء، في معارك دامية بين الجيش اليمني وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة إماراتيا، في محافظة أبين جنوبي البلاد، وذلك غداة إعلان السعودية عن توصل الطرفين إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والمضي قدما بتنفيذ اتفاق الرياض المتعثر الذي ينص على تقاسم السلطة.
وقال مصدر عسكري موال للحكومة الشرعية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن القوات الحكومية المشتركة تصدّت لهجوم عنيف شنته المليشيا المدعومة إماراتيا في منطقة الشيخ سالم، قبل أن يتم كسره وتنفيذ هجوم مضاد.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن قوات الجيش الوطني وألوية الحماية الرئاسية تمكنت خلال المعارك من السيطرة على مواقع مختلفة في محيط مدينة زنجبار، واغتنام 3 دوريات عسكرية.
وزعم المصدر أن المعارك أسفرت عن مقتل وإصابة 35 عنصرا من المجلس الانتقالي الجنوبي، بينهم قادة ميدانيون بارزون، فيما أشار إلى نحو 15 قتيلا وجريحا بصفوف القوات الحكومية.
ولم يعلن الانفصاليون رسميا حجم الخسائر البشرية التي تعرضوا لها في معارك أبين، لكن منظمة أطباء بلا حدود الدولية، والتي تدير عددا من المرافق الصحية بمحافظة عدن الخاضعة لسيطرة الانتقالي، أعلنت على حسابها بموقع تويتر استقبال أكثر من 20 جريحا أصيبوا في معارك أبين، وقالت إن معظمهم أصيبوا بالقصف.
واعترف ناشطون موالون للمجلس الانتقالي بمقتل 5 عناصر، ينحدرون من يافع، في معارك أبين، بينهم القيادي صالح زين صالح، أركان حرب اللواء الأول إسناد، والقيادي صدام الشبحي، فيما تحدثت مصادر أخرى عن رقم مماثل من قتلى الانتقالي ينحدرون من محافظة الضالع.
— MSF Yemen (@msf_yemen) June 23, 2020
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وخلافا للرواية الحكومية، اتهم المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا الجيش الموالي للشرعية بخرق قرار وقف إطلاق النار، وشن هجمات على مواقعهم، واصفا ذلك بأنه "انتهاك صارخ وكامل الأركان لإعلان التحالف السعودي".
وقال متحدث الانتقالي نزار هيثم، في بيان صحافي، إن الانتهاكات الصادرة عما وصفه بـ"المليشيا الإخوانية تحت مظلة الشرعية" تقوّض فرص السلام، لكنها لن تثنيهم عن الالتزام بموقفهم الداعم للجهود السعودية، وأيضا الدفاع المشروع إزاء التهديدات.
ولم تسفر معارك الثلاثاء عن تقدم حاسم، ووفقا للمصدر، لا يزال الجيش الوطني في منطقة الشيخ سالم وجبل النجيد، لكنه بات يهدد ناريا عددا من المواقع الهامة التابعة للانفصاليين في مدينة زنجبار، عاصمة أبين.
— نزار هيثم (@NazarHaitham) June 23, 2020" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وكان التحالف السعودي قد أعلن، أمس الاثنين، بشكل مفاجئ، أن الحكومة الشرعية والانفصاليين المدعومين إماراتيا استجابوا لطلبه بوقف إطلاق النار ووقف التصعيد العسكري.
وكشف التحالف السعودي أنه سينشر مراقبين على الأرض في محافظة أبين، لمراقبة وقف إطلاق النار الشامل وفصل القوات التابعة للحكومة الشرعية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا، من دون الإشارة إلى موعد زمني لنشر تلك القوات.
وعلى الضفة الأخرى، تشهد المحافظات الشمالية اليمنية، وخصوصا مأرب والبيضاء، تصعيدا عسكريا واسعا بين القوات الحكومية والتحالف السعودي من جهة، وجماعة الحوثي المتهمة بموالاة إيران من جهة أخرى.
واتهم رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، الثلاثاء، الحوثيين بالمضي بالتصعيد وعدم الاستجابة للهدنة المفترضة التي أعلنها التحالف السعودي في 9 إبريل/ نيسان الماضي، لافتا إلى أن الهجمات الحوثية الأخيرة على السعودية "مؤشر واضح على الهروب من استحقاقات السلام وتحدي الجهود الأممية لتخفيف معاناة اليمنيين"، وفقا لوكالة "سبأ" الرسمية.
وكثّف الحوثيون من هجماتهم على محافظة مأرب النفطية من عدة محاور في صرواح وقانية بالبيضاء والجفرة.
واليوم الثلاثاء، اعترفت وزارة الدفاع اليمنية بمقتل رئيس عمليات المنطقة العسكرية الثالثة، العميد الركن ناجي علي حنشل، واثنين من العسكريين أثناء التصدي للهجمات الحوثية على مأرب.
وتحدث الجيش الوطني عن مقتل عشرات الحوثيين خلال ما وصفه بـ"الهجمات الفاشلة" على قانية ومأرب، وأرجع ذلك إلى كمائن محكمة من القوات الحكومية والمقاومة الشعبية، فضلا عن ضربات جوية من التحالف السعودي.