النمسا.. السر وراء تألق الفريق الأفضل في التصفيات الأوروبية!

09 سبتمبر 2015
+ الخط -


سحقت النمسا رفاق إبراهيموفيتش برباعية مدوية، وضمن المنتخب المميز مكانه في بطولة أوروبا القادمة، ليعلن عن نفسه كحصان جامح في التصفيات الحالية بدون منافس، بعد تصدر مجموعته برصيد 22 نقطة من 7 انتصارات وتعادل يتيم، بلا خسارة. ويبدو أن زملاء ديفيد ألابا على موعد مع إعادة التاريخ القديم لأحد أمتع المنتخبات في تاريخ اللعبة.

دولة لها تاريخ
في ثلاثينيات القرن الماضي، كانت النمسا ضمن نخبة كرة القدم الأوروبية والعالمية، وكان هوجو مايزل هو الأب الروحي لتلك الثورة الكروية التي استمرت لسنوات طويلة في ملاعب القارة العجوز. فكلما بدأ الحديث عن ذلك المنتخب النمساوي الذي لُقب بـ"فريق الأحلام"،  بدأت المقارنات مع الفريق المجري الأسطوري خلال الخمسينيات، وسحرة البرازيل في السبعينيات.

والفضل يعود إلى المدرب الأسطوري هوجو مايزل، الرجل الذي قال عنه موقع الاتحاد الدولي "فيفا"، إنه العقل المدبّر الذي أحدث ثورة في كرة القدم النمساوية. ويسير المدير الفني الحالي مارسيل كولر على خطى العظماء، بعد نجاحه في صناعة فريق تنافسي قائم على الجماعية، وقادر على مواجهة أقوى فرق أوروبا في البطولة المنتظرة.

التوازن مفتاح
لعب منتخب النمسا 8 مباريات، سجل 16 هدفا، وتلقت شباكه 3 أهداف فقط، رقم يؤكد قوة وصلابة الدفاع النمساوي، مع اتباع المدرب كولر سياسة التوازن الخططي خلال كافة المباريات، الصغيرة قبل الكبيرة. ويبدأ مارسيل في أغلب الأوقات بخطة 4-2-3-1، بتواجد رباعي دفاعي، رفقة ثنائي محوري، خلف الثلاثي المتقدم مع المهاجم الصريح في الأمام.

يعتبر دافيد ألابا هو "الجوكر" في كل مكان، سواء مع بايرن ميونخ أو منتخب النمسا. يستخدم جوارديولا اللاعب كمدافع ثالث في خطة 3-4-3، بينما يراهن مارسيل كولر على الذكاء الحاد لألابا في مركز لاعب الارتكاز المساند، لذلك يشارك نجم البافاري في منطقة المنتصف، ويقدم الزيادة المطلوبة أثناء التحولات من الدفاع إلى الهجوم، خصوصاً مع انطلاقاته في المساحات الشاغرة بالقنوات بين مدافعي الخصوم.

يوليان باومغارتلينفر، هو لاعب الوسط القائم بدور "الخادم" في التشكيلة، يتمركز الرقم 14 أمام خط الدفاع، ويعود بضع خطوات للخلف حتى يكسر هجمات المنافس، ويكون بمثابة حائط الصدّ الأول قبل أمتار من الثلث الدفاعي. وبينما يتكفل كريستيان فوكس بدور المدافع الأيسر في الرسم الخططي، فإن ألابا هو لاعب الوسط "البوكس" الذي يقوم بمهام فنية في الحالتين، الدفاعية والهجومية، لاعب أقرب إلى دور الـ2 في 1.

الهداف
مارك يانكو، هو هداف النمسا هجومياً، اللاعب الذي لعب لفرق عديدة خلال السنوات القليلة الماضية، ووجد ضالته في أستراليا مع سيدني، ليعيش فترة تألق قياسية ينتقل بسببها إلى بازل السويسري هذا العام، ويقود الهجوم النمساوي في التصفيات الكروية الأخيرة، المؤهلة إلى اليورو.

يانكو يشبه بيتر كراوتش في إنجلترا، إنه المهاجم الكلاسيكي القديم، الذي يتحرك بشكل شبه كلي داخل منطقة الجزاء، ويسجل الأهداف بالرأس والقدمين من مسافات قصيرة، نتيجة طول قامته التي تساعده على التفوق في الصراعات الهوائية، مع إجادته التامة ترجمة الفرص إلى أهداف، خصوصاً في حالات استغلال هفوات المدافعين.

ورغم عدم تمتع يانكو بمهارات كبيرة، إلا أنه مناسب جداً لتكتيك المدرب كولر، نتيجة مجهوده الدفاعي، وضغطه على لاعبي المنافس، مع المساهمة في خلق الفراغات اللازمة لتحرك بقية اللاعبين في الثلث الأخير، لذلك تعتمد النمسا على الثلاثي أرناتوفيتش، هارنيك، زلاتكو، في صناعة الفرص وتنظيم اللعب على الصعيد الهجومي.

صحيح أن المشوار لا يزال طويلا، لكن النمسا قطعت خطوة ممتازة نحو المجد الكبير، بعد الوصول المبكر إلى نهائيات اليورو، والتفوق على منتخبات مميزة بقيمة روسيا والسويد، وبالتالي فإن فكرة التمثيل المشرّف ستكون غائبة عن طموحات الجماهير، التي تنتظر مواصلة الصحوة من جانب الفريق الشجاع في قادم المواعيد.

لمتابعة الكاتب

المساهمون