30 نوفمبر 2015
النساء والأطفال ضحايا داعش
ليس سهلاً أن تتجاوز التمعّن في تحقيقات صحافية نشرت، أخيراً، عن نساء قاصرات تم تخليصهن من داعش، وتصف مشاهداتهن والتجربة المروعة التي مررن بها منذ خطفهن. كما أن قراءة كلمة "سبي" في منتجات داعش الإعلامية، وتداولها في وسائل الإعلام الأجنبية والعربية تبدو وكأنها عجب لا يمكن للمرء تقبّله أو استيعابه.
تتحدث الفتيات عن مرتزقة داعش الذين يقيمون الصلاة قبيل اغتصابهن، وبعده، في مشهد مرعب يعبّر عن مأساة كبرى، وألم لا ينسى، تواجهه فتيات لا يتجاوزن، أحياناً، الثانية عشرة، كما تعبّر أيضاً عن التشوّه في فكر هؤلاء، وعمق إساءتهم للإسلام، في سلوكياتهم المنحرفة تلك.
داعش يغتصب النساء والطفلات، ويسبيهن ويعتبر ذلك حلالاً كونهن كافرات، وهم أيضاً يقتلون الناس، ويغتصبون أملاكهم بالتهمة، وهي الكفر. فكل الطوائف كافرة، وكل من ليس منهم كافر. هذه أفكار لا تواجَه بالقنابل والقصف فقط، بل بفكر مقابل يجب العمل عليه محلياً وعالمياً، حيث يتحمّل علماء الدين في المنطقة مسؤولية أخلاقية وتاريخية، إن لم يقفوا بوجه هذا الفكر المتطرف، وإن لم يقوموا بتعرية تلك السلوكيات ونشر الوعي والاعتدال، وهذا ليس فقط من أجل وقف الفكر المتطرف وسلوكياته الإجرامية، بل من أجل الدفاع عن صورة الإسلام أمام العالم والجيل الناشئ، ما يعني تبني الحداثة والاعتدال وقيم التسامح ورفض الغلوّ.
تتحمّل الحكومات في المنطقة والعالم مسؤولية إنصاف الشرائح المقهورة في مجتمعاتها والتنمية البشرية وتوفيرالاحتياجات للمواطنين في البيئات الخصبة لنمو التطرف الذي قد يستغل إهمال تلك الشرائح وظلمها من أجل ترويج وجوده. ويعتبر الإعلام الأداة الأكثر استخداماً في نقل الأفكار. وبالتالي، لم يكن رواج التطرف والحقد وخطاب الكراهية في بعض البيئات الحاضنة إلا نتاج عوامل عديدة، يعتبر الإعلام الموجّه أحدها وأكثرها خطورة.
ومع قناعتي بأن داعش وغيره من أتباع القاعدة قد يكون مخترقاً من أجهزة الاستخبارات، الا أن هذا لا يعني أن عناصره والشبان الذي ينضمون إليه يرتبطون بوعيهم بتلك الأجندات، لأنهم يتبعون منهجاً فكرياً متطرفاً ولد وتطور عن القاعدة ومنظريها، من أمثال المهاجر والزرقاوي وغيرهما، وهو منهج لا يكفي أن يواجَه بالسلاح، لأن الفكر يواجه بالفكر، ولأن المرحلة تتطلّب وعياً ووقوفاً صلباً بمواجهة امتداد ذلك التطرف، ما يعني أن الكثير من الموروث الفكري العقائدي والاجتماعي والسياسي والعلاقات بين المكونات الطائفية والدينية للمجتمعات العربية يحتاج إلى مراجعة حقيقية، وإعادة تكريس لقيم الخير والتسامح بين الناس بما ينسجم مع قيم الحداثة والدولة الوطنية وحقوق الإنسان، وإلا فإن مجتمعاتنا مهددة بالانهيار والتآكل، وبحروب أهلية طويلة الأمد قد تلتهم شعوب المنطقة، إن لم يتم العمل بأسلوب مختلف في مواجهة هذا التطرف.
وهذا لا يمكن أن يحدث، إن لم يتم إيجاد حل سياسي منصف للمقهورين في المنطقة، ومنهم الشعب السوري الذي يجب أن تتحقق تطلعاته في الانتقال إلى دولته المدنية الديموقراطية، حيث سيتمكن السوريون حينها من مواجهة داعش والقاعدة فكرياً وعسكرياً، وهي ستكون بداية لخلاص المنطقة من خطر داعش، وامتداده وجذبه آلاف الشبان حول العالم.
ويعتبر المجتمع الدولي المسؤول الأول عن الامتداد الخرافي الذي وصل إليه داعش في منطقتنا، لأنه أهمل الحدث السوري، ولم يضع حداً لإجرام نظام الأسد، وإمعانه في قتل الشعب السوري، كما أنه غض البصر، بقصد أو بدونه، عن تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية، وهو ما أوصل الحالة إلى هذه المرحلة المعقدة على الأرض.
تدفع شرائح النساء والأطفال على الأرض الثمن الأكبر لتلك الفاجعة، وتستخدم في أسوأ صورة يمكن أن نتخيّل أنها انقرضت ومسحت من ذاكرة البشرية التي دفنت ذاكرة الرق واستعباد البشر والاتجار بهن، قبل أن يحيي داعش ذلك الإرث، ويعيد تلك الصور إلى الأذهان، ويضعها أمام أعيننا على محطات التلفزة ويوتيوب والمجلات.
هي وصمة عار وصفعة كبرى على وجه الإنسانية، وانتهاك سافر لقيم الحرية والعدالة والديموقراطية، خصوصاً حين تكون تلك الصفعة نتاج سياسات خاطئة، مارسها المجتمع الدولي في منطقتنا للأسف.
داعش يغتصب النساء والطفلات، ويسبيهن ويعتبر ذلك حلالاً كونهن كافرات، وهم أيضاً يقتلون الناس، ويغتصبون أملاكهم بالتهمة، وهي الكفر. فكل الطوائف كافرة، وكل من ليس منهم كافر. هذه أفكار لا تواجَه بالقنابل والقصف فقط، بل بفكر مقابل يجب العمل عليه محلياً وعالمياً، حيث يتحمّل علماء الدين في المنطقة مسؤولية أخلاقية وتاريخية، إن لم يقفوا بوجه هذا الفكر المتطرف، وإن لم يقوموا بتعرية تلك السلوكيات ونشر الوعي والاعتدال، وهذا ليس فقط من أجل وقف الفكر المتطرف وسلوكياته الإجرامية، بل من أجل الدفاع عن صورة الإسلام أمام العالم والجيل الناشئ، ما يعني تبني الحداثة والاعتدال وقيم التسامح ورفض الغلوّ.
تتحمّل الحكومات في المنطقة والعالم مسؤولية إنصاف الشرائح المقهورة في مجتمعاتها والتنمية البشرية وتوفيرالاحتياجات للمواطنين في البيئات الخصبة لنمو التطرف الذي قد يستغل إهمال تلك الشرائح وظلمها من أجل ترويج وجوده. ويعتبر الإعلام الأداة الأكثر استخداماً في نقل الأفكار. وبالتالي، لم يكن رواج التطرف والحقد وخطاب الكراهية في بعض البيئات الحاضنة إلا نتاج عوامل عديدة، يعتبر الإعلام الموجّه أحدها وأكثرها خطورة.
ومع قناعتي بأن داعش وغيره من أتباع القاعدة قد يكون مخترقاً من أجهزة الاستخبارات، الا أن هذا لا يعني أن عناصره والشبان الذي ينضمون إليه يرتبطون بوعيهم بتلك الأجندات، لأنهم يتبعون منهجاً فكرياً متطرفاً ولد وتطور عن القاعدة ومنظريها، من أمثال المهاجر والزرقاوي وغيرهما، وهو منهج لا يكفي أن يواجَه بالسلاح، لأن الفكر يواجه بالفكر، ولأن المرحلة تتطلّب وعياً ووقوفاً صلباً بمواجهة امتداد ذلك التطرف، ما يعني أن الكثير من الموروث الفكري العقائدي والاجتماعي والسياسي والعلاقات بين المكونات الطائفية والدينية للمجتمعات العربية يحتاج إلى مراجعة حقيقية، وإعادة تكريس لقيم الخير والتسامح بين الناس بما ينسجم مع قيم الحداثة والدولة الوطنية وحقوق الإنسان، وإلا فإن مجتمعاتنا مهددة بالانهيار والتآكل، وبحروب أهلية طويلة الأمد قد تلتهم شعوب المنطقة، إن لم يتم العمل بأسلوب مختلف في مواجهة هذا التطرف.
وهذا لا يمكن أن يحدث، إن لم يتم إيجاد حل سياسي منصف للمقهورين في المنطقة، ومنهم الشعب السوري الذي يجب أن تتحقق تطلعاته في الانتقال إلى دولته المدنية الديموقراطية، حيث سيتمكن السوريون حينها من مواجهة داعش والقاعدة فكرياً وعسكرياً، وهي ستكون بداية لخلاص المنطقة من خطر داعش، وامتداده وجذبه آلاف الشبان حول العالم.
ويعتبر المجتمع الدولي المسؤول الأول عن الامتداد الخرافي الذي وصل إليه داعش في منطقتنا، لأنه أهمل الحدث السوري، ولم يضع حداً لإجرام نظام الأسد، وإمعانه في قتل الشعب السوري، كما أنه غض البصر، بقصد أو بدونه، عن تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية، وهو ما أوصل الحالة إلى هذه المرحلة المعقدة على الأرض.
تدفع شرائح النساء والأطفال على الأرض الثمن الأكبر لتلك الفاجعة، وتستخدم في أسوأ صورة يمكن أن نتخيّل أنها انقرضت ومسحت من ذاكرة البشرية التي دفنت ذاكرة الرق واستعباد البشر والاتجار بهن، قبل أن يحيي داعش ذلك الإرث، ويعيد تلك الصور إلى الأذهان، ويضعها أمام أعيننا على محطات التلفزة ويوتيوب والمجلات.
هي وصمة عار وصفعة كبرى على وجه الإنسانية، وانتهاك سافر لقيم الحرية والعدالة والديموقراطية، خصوصاً حين تكون تلك الصفعة نتاج سياسات خاطئة، مارسها المجتمع الدولي في منطقتنا للأسف.