النزاعات واللاجئون وفلسطين..أبرز ملفات المرشحين لخلافة بان كي مون

نيويورك
ابتسام عازم (العربي الجديد)
ابتسام عازم
كاتبة وروائية وصحافية فلسطينية تقيم في نيويورك. مراسلة "العربي الجديد" المعتمدة في مقرّ منظمة الأمم المتحدة.
13 ابريل 2016
B58BC752-44B9-4ACE-A4BA-23C347D33EAE
+ الخط -
انتهى اليوم الأول من الجلسات المخصصة  للاستماع، وطرح الأسئلة، على ثلاثة مرشحين من أصل ثمانية لخلافة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

واستمرت الجلسات الثلاث، لأكثر من ست ساعات، قدم خلالها كل مرشح تصوره لعمله كأمين عام للأمم المتحدة، وأهم النقاط التي ينوي التركيز عليها. وتلتها أسئلة من دول ومجموعات مختلفة، كما أفراد ومنظمات المجتمع المدني، كانت قد وصلت سابقاً لسكرتارية الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن أبرز المرشحين في جلسات اليوم البلغارية إيرينا بكوفا والبرتغالي أنطونيو غوتيرس.

وتشغل إيرينا بكوفا حالياً، منصب المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونيسكو). وركزت في حديثها على ضرورة تقوية دور الأمم المتحدة للحد من الصراعات ومنعها، والقضاء على المشاكل، ومواجهة التحديات التي تعترض الدول والأفراد، بما فيها الحروب والفقر والتطرف.

وأضافت المرشحة لخلافة بان كي مون، أن "الأمم المتحدة، هي المؤسسة الوحيدة التي يمكن أن تقدم  منبراً عالمياً يحتاجه العالم من أجل تحرك مشترك وفعّال...ويمكنها  دعم وتعزيز هذا التحرك بالقواعد واحترام حقوق وكرامة الإنسان".

كما ركزت بكوفا على التحديات التي يواجهها العالم، ومنها الحروب، وعلى أهمية عمل الأمم المتحدة كسد لمنع تفاقم واندلاع الصراعات، عن طريق التركيز على الدبلوماسية والعمل ضد العوامل المحركة والمزكيّة للنزاعات، كذا تقوية دور قوات حفظ السلام، واستجابة أكثر سرعة وتأثيراً للتعامل مع الكوارث الطبيعية وغيرها.

إلى ذلك، تطرقت بكوفا كذلك، لضرورة التركيز على أهداف التنمية المستدامة وتحقيق ما لم يتم تحقيقه من خطة أهداف الألفية، والتركيز على الدول الأكثر فقراً والدول متوسطة الدخل، بالإضافة إلى الدول المتضررة من التغييرات المناخية، لمساعدتها على سد الفروقات الطبقية. وأوردت خلال أجوبتها، قضية تمكين النساء وتأثيرها وانعكاسها الإيجابي على المجتمعات ككل.

من جهته، طرح السفير اللبناني للأمم المتحدة، نواف سلام، باسم المجموعة العربية، مجموعة من الأسئلة على بيكوفا، تتمحور حول التحديات التي يشهدها العالم كمسألة اللاجئين والإرهاب وسبل زيادة فعالية الأمم المتحدة لمواجهتها؟ كما تساءل سلام عن تحديات أجندة التنمية وتمويلها؟ وتساءل كذلك حول الإضافة المميزة التي تريد بكوفا تقديمها في مجال حفظ الأمن والسلام العالميين؟ وأضاف السفير اللبناني، أن "المجموعة العربية مهتمة تحديداً بالتعرف على رؤيتكم لكيفية معالجة الإخفاق المستمر من جانب الأمم المتحدة في تنفيذ القرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية؟ وأخيراً، بما أن أكثر من نصف سكان منطقتنا من الشباب، يهمنا أن نعرف رؤيتكم لتطوير دور المنظمة فيما يتعلق بالتعامل مع قضاياهم؟"

ردت بكوفا قائلة، إن "السؤال حول السلام ومنع الصراعات والتطرف، هو أمر مهم جداً. نحن نعرف ما الذي يحدث في العام وأهمية أن نعالج قضايا جوهرية كقضية اللاجئين السوريين والكثير من النازحين حول العالم، وعلينا تذكر أن العالم لم يشهد هذا الكم الهائل من النازحين منذ الحرب العالمية الثانية، إذ وصل عددهم إلى ستين مليون نازح ولاجئ حالياً".

وأضافت، بوكوفا: "هنا يأتي دور الأعمال والخطوات الوقائية، إذ علينا أن نرى الأسباب وراء هذه الصراعات وكيف يمكن منعها. علينا النظر في كيفية تقوية دور المجتمعات واحترام حقوق الإنسان ...بما فيها المبادرة التي قامت اليونيسكو بإطلاقها حول التربية من أجل مواطنة عالمية للشباب...وأخيراً علينا أن نركز على مساعدة تلك الدول الحاضنة للاجئين بما فيها لبنان الذي يلعب دورا مهماً..."

كما تطرقت للقضية الفلسطينية، بالقول: "أشجع الأطراف على تجديد الحوار. وما نحتاجه في هذا السياق، هو إعادة بناء الثقة بين الأطراف المعنية كي نتمكن من الوصول إلى حل الدولتين، تعيشان بسلام وأمن جانب بعضها البعض". 

وعلى عكس إجابات بكوفا، التي تميزت بالعموميات دون الدخول بالتفاصيل، جاءت إجابات ومداخلات البرتغالي أنطونيو غوتيرس مختلفة. إذ كان أكثر حيوية، حسب ما ظهر من ردودها على الأسئلة. وتجدر الإشارة، إلى أنه شغل منصب رئيس وزراء البرتغال لسبع سنوات ما بين الأعوام 1995 - 2002، وعمل لسنوات عشر مفوضاً سامياً لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ما بين الأعوام 2005 - 2015.

ورداً على أسئلة السفير اللبناني باسم المجموعة العربية، قال غوتيرس: "أولاً دعني أقدم تحية للبنان على ما يقدمه للاجئين، وأقول إنه علينا أن نتشارك في الأعباء التي يحملها البلد ودول أخرى احتضنتهم، وليس فقط فيما يخص صمود ودعم المجتمعات المضيفة، ولكن بتقديم ميزانية تدعمها، خاصة منها التي تعاني من الضغوط".

وحول الدبلوماسية الوقائية، أورد أن المجتمع الدولي "يفتقد حالياً إلى التأثير على هؤلاء الذين لهم دور قيادي، وتأثير على أطراف الصراع في المناطق المختلفة".

وأضاف، أنه خلال الحروب جميع المشاركين فيها خاسرون، وهي تشكل خطراً على المنطقة والأمن الدولي، و"أعتقد أن الوقت قد حان لكي تدرك الدول وتتحد وتفهم أن لها مصالح مشتركة بعمل السلام".

واسترسل، بأجوبته حول القضية الفلسطينية، إذ قال، إنه "علينا العمل أكثر على تطبيق قرارات مجلس الأمن والضغط بشكل أكبر لتطبيقها والتوصل لحل الدولتين". وعلاقة بقضايا الشباب والعمل، اعتبر السياسي البرتغالي أن "واحداً من أكثر الطرق نجاعة لمواجهة الجماعات المتطرفة هو خلق فرص العمل للشباب، ومن المهم تقديم دعم أكبر لبرامج تطوير وتمكين الشباب في الدول النامية. ويجب وضع هذا الأمر على رأس سلم الأولويات لعمل الأمم المتحدة".

كما ركز غوتيرس على أهمية التوصل إلى نتائج، والتركيز على ذلك، كما انتقد عدم فعالية المجتمع الدولي في الكثير من القضايا العالمية. وبدا أكثر وضوحاً في طرحه لأسباب المشاكل، كالحروب والصراعات والتطرف، مركزاً على قضايا الفقر والعولمة والتغيير المناخي.

وركز كذلك، على حقيقة أن السلام لا يمكن تحقيقه دون التنمية ودون تطبيق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة، وشدد على ضرورة الحفاظ على حقوق الإنسان والتركيز عليها في كل ذلك. وأكد على مسألة "التطبيق"، بخصوص كل هذا، ورأى أنها المفتاح لحل الكثير من القضايا. وتحدث كذلك على ضرورة تمكين النساء والتحول في النظر للمرأة كشخص يحتاج الحماية، إلى تمكينهن، وجعل مسألة المساواة بين الجنسين قضية أساسية.

وستستمر جلسات الاستماع إلى أجوبة المرشحين حتى يوم الخميس القادم، ومن أبرز المتنافسين، النيوزيلندية هيلين كلارك، التي تعمل حالياً رئيسة برنامج التنمية الخاص بالأمم المتحدة.

للإشارة، ستصوت الجمعية العمومية في اجتماعها القادم في أيلول/ سبتمبر على خلف بان كي مون، بعدما يقوم مجلس الأمن بتزكية مرشح أو أكثر من بين المرشحين الثمانية المتنافسين حالياً على منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

 

ذات صلة

الصورة
أسماء ضحايا مذبحة سربرنيتسا على حائط تذكاري - البوسنة - 13 نوفمبر 2023 (إيلمان أوميتش/ الأناضول)

مجتمع

أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة 11 يوليو/ تموز يوماً عالمياً لإحياء ذكرى مذبحة سربرنيتسا التي وقعت في عام 1995، على الرغم من معارضة صرب البوسنة وصربيا.
الصورة
لعب منتخب فلسطين للسيدات مباراة ودية في أيرلندا (العربي الجديدGetty)

رياضة

أكد مدرب منتخب فلسطين للسيدات، ناصر الدّحبور، أن منتخب بلاده خاض أهم مباراة في تاريخه، عندما حلّ ضيفاً على فريق بوهيميان الأيرلندي.

الصورة
الرصيف البحري الذي أقامه الجيش الأميركي على ساحل غزة (Getty)

مجتمع

قال مسؤول أممي لرويترز، أمس الاثنين، إن الأمم المتحدة لم تتسلّم أي مساعدات من الرصيف البحري الذي أقامته الولايات المتحدة في غزة خلال اليومين الماضيين
الصورة

مجتمع

أعلن متحدث باسم جامعة كاليفورنيا في إيرفين أن الشرطة استعادت على ما يبدو السيطرة على قاعة محاضرات بعدما سيطر محتجون مناصرون لفلسطين على مبنى بالجامعة..
المساهمون