النار تلتهم طائرات ليبيا

أعلن مصدر مسؤول في وزارة المواصلات والنقل الليبية، إن خسائر مطار طرابلس العالمي التي وقعت نتيجة الأحداث التي دارت في محيطه أخيراً تشكل نحو 40% منه، وإن المطار يحتاج لفترة تتراوح بين 3 إلي 6 أشهر لكي يعود للعمل بشكل طبيعي بعد إنهاء الإصلاحات. وأضاف المصدر، الذي طلب من "العربي الجديد" عدم نشر اسمه، أن المبنى الرئيس بالمطار الذي يتضمن مكاتب الإداريين وصالة الركاب أنتهي بالكامل نتيجة تعرضه للحرق ويحتاج إلى صيانة وتجديد، فضلاً عن غرفة المراقبة الجوية، موضحاً أن المدرج الرئيس سليم والطائرات الموجودة هناك يسهل إقلاعها منه بدون ركاب.
وقال المصدر إن التكلفة الإجمالية لصيانة المطار بحدود 150 مليون دولار تقريباً بحسب التقديرات الأولية للحكومة.
ويقول خبراء في النقل الجوي إن المطارات العالمية ترتكز على 3 أمور رئيسة هي "مهبط الطيران" و"برج المراقبة الجوية" و"صالة الركاب"، وإن مشكلة ليبيا في صالة الركاب التي تستقبل 3 مليون مسافر في السنة، والتي تحتاج 150 مليون دولار على الأقل، مرشحة للزيادة إذا أظهر تقرير اللجان الفنية عكس ذلك.
وقال المدير العام لشركة الشروق للخدمات الأرضية، محمد البدري، لـ "العربي الجديد"، إن الطائرات الموجودة الآن في مطار طرابلس هي: طائرة لشركة الطيران الجوية الليبية (الأفريقية) وهي "معدومة بالكامل"، وطائرة أخرى ايرباص 320وطائرتان تتبعان للشركة الليبية، وباقي الطائرات بها ضربات تحتاج إلى صيانة.
وأضاف أن نحو 10 طائرات لشركات ليبية على طول المدرج موجودة بالمطار، إحداها بلا ذيل، بعدما حطمته قذيفة، وأخرى تحمل آثار رصاص، إلا أن بعض هذه الطائرات تبدو سليمة، ما لم تكن محركاتها معطلة.
وتعاني شركات الطيران الليبية من خسائر تشغيلية وفنية وتجارية نتيجة تعرض طائراتها للضرر، فضلاً عن خسائرها نتيجة تدني الإيرادات.
ويقول المدير التجاري لشركة الخطوط الأفريقية، لطفي عبد الله، إن أسطول الشركة بـ 13 طائرة، منها 7 طائرات موجودة بمطار طرابلس العالمي تعرضت منها طائرة 330 ايرباص "حديثة" للحرق بالكامل و6 طائرات منها 3 تحتاج إلى صيانة وأخرى منتهية بالكامل لإصابة محركتها بطلقات نارية.
وأضاف أن أربعة محركات تعرضت للحرق الكامل داخل مخازن الخطوط الأفريقية تكلفة الواحد منها تصل إلى نحو 16 مليون دولار وبالإضافة إلى قطع غيار أخرى تعرضت للحرق. وحول خسائر الشركة، أكد عبد الله أن الخطوط الأفريقية تعمل الآن بنحو 50% من طاقتها الاستيعابية فقط، وأن هذا العام سيسجل خسائر كبير، لم يذكر تفاصيل بشأنها.
وفي سياق مُتصل، قال المدير التجاري لشركة الخطوط الليبية، الطاهر المرغني، إن الشركة لديها 4 طائرات فقط تشغلها من نوع ايرباص، اثنان من طراز "320" واثنان من طراز "330"، وذلك من إجمالي أسطولها البالغ 20 طائرة من فئات "سيرجي" و"ايرباص" و "تي أي أر " .
وحول الخسائر التي تتعرض لها الشركة سواء الفنية أو التجارية، قال إن الشركة تعمل بنحو 15% من طاقتها الإجمالية. وأشار المرغني، إلى وجود أربع طائرات "ايرباص 330 " جاهزة لشركتي الخطوط الليبية والأفريقية لاستلامها منذ ما يقرب الشهر، لكن الحكومة المؤقتة لم تسيّل مخصصاتهما بسبب الأوضاع الراهنة.
وقال مدير شركة الشروق للخدمات الأرضية، محمد البدري، إن خسائر شركته تصل إلى نحو 20% من الإيرادات ولا تتعدى منذ الأحداث نحو 31 مليون دينار ليبي (25.8 مليون دولار).