الأسواق الشعبية البسيطة، تحتفظ بمعالمها القديمة المتوارثة، يحجز الميزان الحديدي ذو الكفتين مكاناً ثابتاً فوق عربات الباعة منذ أكثر من مائتي عام. الكل يتحدث عن بركة هذا الميزان عند توزين البضائع... إلا أن التكنولوجيا دخلت الى آليات البيع، ليحل الميزان الإلكتروني مكان الميزان ذي الكفتين في غالبية الأسواق.
الميزان مرافق الاستهلاك
الميزان مرافق الاستهلاك
فقد كان العالم على موعدٍ مع اختراع الميزان الحديدي في عام 1669 على يد عالم الرياضيات الفرنسي جيل لودرو بيرسوني حيث عرف بـ"ميزان روبيرفال" نسبة إلى قرية "روبيرفال" الفرنسية التي كان يقطن بالقرب منها، مخترع الميزان الحديدي.
ومع مرورالوقت ومضي الثورة الصناعية قدماً في أوروبا برزت عدة محاولات لتطوير الموازين تماشياً مع ارتفاع معدلات الاستهلاك عالمياً حتى ظهرت أولى أشكال الميزان الإلكتروني الذي غزا الدول لينتشر في الأسواق الجديدة، ويمتد بعدها الى الأسواق التقليدية والشعبية.
مصر مثلاً، شهدت إقبالاً على الميزان الإلكتروني، إلا أن الأسواق المصرية العتيقة تأبى التفريط في الميزان الحديدي، فيقول محمد عبدالهادي، بائع فاكهة بسوق التوفيقية وسط القاهرة، أنه ورث عن أبيه بيع الفاكهة باستخدام الميزان الحديدي منذ أكثر من 20 عاماً حتى أصبح جزء لا يتجزأ من أعمال البيع والشراء اليومية، وخاصة أنه يمنح البائع قدرة على اكتساب استحسان الزبائن عبر إضافة ثمرة زائدة عن الوزن تعرف بـ"ثمرة المحبة أو البركة".
ويوضح عبدالهادي أن الميزان الحديدي يحظى بالعديد من المزايا، أبرزها سهولة الاستخدام وملائمته لكمية الطلب المنخفض على الفاكهة، فضلاً عن كونه لا يتطلب الاتصال بتيار كهربائي مثل الميزان الإلكتروني الذي يتسبب الآن في صعوبات كبيرة أمام المحلات بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء.
وبنبرة واثقة، يؤكد أن تقديرات الميزان الحديدي تكون دقيقة في أغلب الأوقات مقابل احتمالات خطأ ضعيفة، رافضاً الحديث عن أساليب الخداع المستخدمة في الميزان. ويشير عبدالهادي إلى أن البائع يحقق متوسط ربح يتراوح بين 0.5 إلى جنيه واحد في الكيلو جرام الواحد، ويتضاعف ذلك الربح عند الاحتيال على الزبائن بمنحهم فاكهة تقل مائة جرام عن وزنها الحقيقي.
ويختلف الأمر تماماً عند الانتقال إلى سلاسل السوبر ماركت الكبيرة في الأحياء الراقية وفوق المتوسطة، فيؤكد أحمد رامي، بائع بقسم الخضروات بأحد محلات السوبر ماركت، على أن محلات الخضروات والفاكهة والألبان الكبيرة لا يمكن أن تستغني عن الميزان الإلكتروني الرقمي، نظراً لارتفاع حجم أعمال الشراء والبيع بهذه المحلات بما يتطلب سرعة ودقة الوزن. ويكمل أن المستهلكين بالمناطق الراقية وفوق المتوسطة يفضلون الاعتماد على الميزان الالكتروني بسبب تميزه بالدقة.
ويشير رامي إلى أن بعض الباعة يلجأون إلى طرق احتيال يصعب اكتشافها تقوم على تعديل النظام الإلكتروني للميزان "السوفت وير" بحيث يبدأ عملية الوزن من 50 جراما على سبيل المثال بدلاً من الصفر.
"الميزان الحديدي هو الوسيلة الأكثر تعبيراً عن مفهوم العدالة" هكذا لخص هاني جميل (26 عاماً) أسباب تفضيله لاستخدام الميزان ذي الكفتين. فيقول جميل إنه مع المعروف أن هناك أساليب عديدة للاحتيال على الزبائن، سواء بالميزان الحديدي أو الإلكتروني ولكن اتزان كفتي الميزان الحديدي معاً يعطي على الأقل شعوراً بأن هناك نوعاً من العدالة يمكن الحصول عليها.
وعلى الجانب الآخر، يفتقر الميزان الحديدي لثقة بعض المستهلكين، فتوضح مرفت رجب (ربة منزل)، بأنها تعرضت للخداع أكثر من مرة بالميزان ذي الكفتين عبر عدة طرق تم اكتشافها مع مرور الوقت، أبرزها وضع معدن خفيف بدلاً من الحديد في التجويف الذي يقع بمنتصف السنجة الحديدية (أي الكتلة الحديدية المستخدمة). وتؤكد أن الدقة العالية للميزان الإلكتروني يجعله الوسيلة المفضلة لإتمام أعمال الشراء اليومية.
ومن وجهة نظر الجمعيات الاستهلاكية فإنه لا يوجد تفضيل تجاه ميزان محدد، وهو ما يعبر عنه محمود العسقلاني رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء" في مصر، بأن "كلا الميزانين الحديدي والإلكتروني يتمتعان بدقة وإقبال من جانب المستهلكين، ولكن يتوقف الأمر على ضمير البائع في وزن السلع"، ويؤكد على ضعف الرقابة في هذا المجال.
ومع مرورالوقت ومضي الثورة الصناعية قدماً في أوروبا برزت عدة محاولات لتطوير الموازين تماشياً مع ارتفاع معدلات الاستهلاك عالمياً حتى ظهرت أولى أشكال الميزان الإلكتروني الذي غزا الدول لينتشر في الأسواق الجديدة، ويمتد بعدها الى الأسواق التقليدية والشعبية.
مصر مثلاً، شهدت إقبالاً على الميزان الإلكتروني، إلا أن الأسواق المصرية العتيقة تأبى التفريط في الميزان الحديدي، فيقول محمد عبدالهادي، بائع فاكهة بسوق التوفيقية وسط القاهرة، أنه ورث عن أبيه بيع الفاكهة باستخدام الميزان الحديدي منذ أكثر من 20 عاماً حتى أصبح جزء لا يتجزأ من أعمال البيع والشراء اليومية، وخاصة أنه يمنح البائع قدرة على اكتساب استحسان الزبائن عبر إضافة ثمرة زائدة عن الوزن تعرف بـ"ثمرة المحبة أو البركة".
ويوضح عبدالهادي أن الميزان الحديدي يحظى بالعديد من المزايا، أبرزها سهولة الاستخدام وملائمته لكمية الطلب المنخفض على الفاكهة، فضلاً عن كونه لا يتطلب الاتصال بتيار كهربائي مثل الميزان الإلكتروني الذي يتسبب الآن في صعوبات كبيرة أمام المحلات بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء.
وبنبرة واثقة، يؤكد أن تقديرات الميزان الحديدي تكون دقيقة في أغلب الأوقات مقابل احتمالات خطأ ضعيفة، رافضاً الحديث عن أساليب الخداع المستخدمة في الميزان. ويشير عبدالهادي إلى أن البائع يحقق متوسط ربح يتراوح بين 0.5 إلى جنيه واحد في الكيلو جرام الواحد، ويتضاعف ذلك الربح عند الاحتيال على الزبائن بمنحهم فاكهة تقل مائة جرام عن وزنها الحقيقي.
ويختلف الأمر تماماً عند الانتقال إلى سلاسل السوبر ماركت الكبيرة في الأحياء الراقية وفوق المتوسطة، فيؤكد أحمد رامي، بائع بقسم الخضروات بأحد محلات السوبر ماركت، على أن محلات الخضروات والفاكهة والألبان الكبيرة لا يمكن أن تستغني عن الميزان الإلكتروني الرقمي، نظراً لارتفاع حجم أعمال الشراء والبيع بهذه المحلات بما يتطلب سرعة ودقة الوزن. ويكمل أن المستهلكين بالمناطق الراقية وفوق المتوسطة يفضلون الاعتماد على الميزان الالكتروني بسبب تميزه بالدقة.
ويشير رامي إلى أن بعض الباعة يلجأون إلى طرق احتيال يصعب اكتشافها تقوم على تعديل النظام الإلكتروني للميزان "السوفت وير" بحيث يبدأ عملية الوزن من 50 جراما على سبيل المثال بدلاً من الصفر.
"الميزان الحديدي هو الوسيلة الأكثر تعبيراً عن مفهوم العدالة" هكذا لخص هاني جميل (26 عاماً) أسباب تفضيله لاستخدام الميزان ذي الكفتين. فيقول جميل إنه مع المعروف أن هناك أساليب عديدة للاحتيال على الزبائن، سواء بالميزان الحديدي أو الإلكتروني ولكن اتزان كفتي الميزان الحديدي معاً يعطي على الأقل شعوراً بأن هناك نوعاً من العدالة يمكن الحصول عليها.
وعلى الجانب الآخر، يفتقر الميزان الحديدي لثقة بعض المستهلكين، فتوضح مرفت رجب (ربة منزل)، بأنها تعرضت للخداع أكثر من مرة بالميزان ذي الكفتين عبر عدة طرق تم اكتشافها مع مرور الوقت، أبرزها وضع معدن خفيف بدلاً من الحديد في التجويف الذي يقع بمنتصف السنجة الحديدية (أي الكتلة الحديدية المستخدمة). وتؤكد أن الدقة العالية للميزان الإلكتروني يجعله الوسيلة المفضلة لإتمام أعمال الشراء اليومية.
ومن وجهة نظر الجمعيات الاستهلاكية فإنه لا يوجد تفضيل تجاه ميزان محدد، وهو ما يعبر عنه محمود العسقلاني رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء" في مصر، بأن "كلا الميزانين الحديدي والإلكتروني يتمتعان بدقة وإقبال من جانب المستهلكين، ولكن يتوقف الأمر على ضمير البائع في وزن السلع"، ويؤكد على ضعف الرقابة في هذا المجال.