المنتخب المصري: حان وقت الدفاع عن اللقب

24 يناير 2017
عصام الحضري (Getty)
+ الخط -
انطلقت الألفية الجديدة، وحان الوقت لحسم صراع الزعامة على القارة الأفريقية، أربعة ألقاب لكل من مصر وغانا، إلا أن النجوم السود كان لهم أفضلية الأرض والجمهور، حيث استضافت غانا ونيجيريا نسخة العام 2000 من كأس الأمم الأفريقية، وهي المرّة الأولى التي تتشارك فيها دولتان تنظيم البطولة.

بدأت البطولة بإيقاع منافسة عال منذ الركلة الأولى، وكانت جميع الأعين تتجه نحو أصحاب الأرض والجمهور، بالإضافة للمنتخب المصري حامل اللقب والذي حقق العلامة الكاملة في دور المجموعات باكتساحه جميع من كان معه في المجموعة وتصدرها، وذلك ما لم يستطع أي منتخب آخر تحقيقه في الدور الأول، والمفارقة هنا أن الكاميرون لم تستطع إلا تحقيق فوز يتيم في دور المجموعات، إلا أنها نجحت هي الأخرى في تصدّر مجموعتها والانتقال إلى ربع النهائي لتواجه المنتخب الجزائري وتتغلّب عليه بهدفين لهدف، بينما في الدور ذاته أقصى المنتخب التونسي مصر بهدف يتيم، ليتوقّف القطار المصري عند هذا الدور.

واجهت الكاميرون تونس في نصف النهائي الأوّل وفازت بثلاثية نظيفة لتحجز مقعدًا في النهائي الذي أقيم في العاصمة الاقتصادية النيجيرية لاغوس، رجّح الجميع كفّة نيجيريا التي تجاوزت في نصف النهائي جنوب أفريقيا بهدفين لهدف، إلا أن التوقعات لم تصب هذه المرة، فبعد مباراة ماراثونية استطاع المنتخب الكاميروني الفوز بالبطولة بعد الاحتكام لركلات الترجيح بنتيجة 4-3، حيث أضاع النجم النيجيري الشهير "كانو" ركلة جزاء كانت كفيلة بإهداء اللقب للضيوف وحرمان أصحاب الأرض من الظفر به.

خيبة عربية وانتصار كاميروني
أقيمت نسخة العام 2002 في مالي بمشاركة 4 منتخبات عربية هي مصر وتونس والمغرب والجزائر، وكانت الآمال معلقة بشكل كبير على هذه المشاركة العربية الكبيرة، تحديداً المنتخب التونسي الذي تأهل إلى كأس العالم في العام ذاته والذي سيستضيف النسخة القادمة من البطولة عام 2004، إلا أن المنتخبات العربية المشاركة خيبت التوقعات بخروج كل من الجزائر والمغرب وتونس من الدور الأول، ولم تستطع مصر التي تأهلت إلى ربع النهائي تجاوز الكاميرون حاملة اللقب، حيث تمكن صامويل إيتو ورفاقه من الفوز بهدف نظيف، لتخرج كافة المنتخبات العربية خالية الوفاض من البطولة.

في نصف النهائي تألّق النجم السنغالي بوبا ديوب - صاحب الهدف الشهير في مرمى فرنسا بمونديال 2002 - وصعد بفريقه إلى المباراة النهائية بعد تسجيله هدفًا في الشوط الإضافي الأوّل من المباراة التي جمعت السنغال ونيجريا. بينما أقصى المنتخب الكاميروني بسهولة صاحب الأرض مالي بثلاثية نظيفة، لتواجه السنغال الكاميرون في النهائي الذي امتد لضربات الجزاء للسنة الثانية على التوالي، وتمكنت الكاميرون من الحفاظ على لقبها بعد فوزها بنتيجة 3-2، لتحتدم المنافسة على زعامة القارة، بعد أن أصبح لكل من الكاميرون وغانا ومصر أربعة ألقاب.


نسور قرطاج يكتبون التاريخ
بعد خيبة الأمل العربية في النسخة السابقة، استضافت تونس دورة العام 2004، حيث تمت توسعة الملعب الأولمبي في سوسه ليتسع لـ60 ألف متفرج، بدأت تونس مشوارها بقوة، حيث تصدرت مجموعتها بعد انتصارين وتعادل، كما تأهلت الجزائر أيضاً إلى الدور ذاته بعد حلولها في المركز الثاني خلف الكاميرون حاملة اللقب، وخرجت مصر من دور المجموعات، بينما تصدرت المغرب مجموعتها لتحجز مقعداً في ربع النهائي.

تجاوزت تونس السنغال بهدف نظيف وتقدمت لمواجهة نيجيريا التي أقصت حامل اللقب المنتخب الكاميروني بهدفين لهدف، وتغلب المنتخب المغربي على الجزائر بعد التمديد بثلاثة أهداف لهدف لتواجه مالي في نصف النهائي.

اكتسحت المغرب مالي برباعية نظيفة لتضع قدمًا في النهائي، بينما أنقذ المدافع التونسي خالد بدره بلاده من الخروج أمام نيجيريا بإحرازه هدفاً في الدقائق الأخيرة من نصف النهائي، ليتم تمديد المباراة إلى أشواط إضافية وركلات ترجيح، وأضاع بيتر أوديمونغي – لاعب ويست بروميتش الإنكليزي لاحقاً – ركلة جزاء، ونجح نسور قرطاج بإحراز خمس ركلات ناجحة وانتقلوا لمواجهة عربية خالصة في النهائي مع المغرب.

بدأت تونس المباراة النهائية بقوّة، وتمكّن "سانتوس" من إحراز هدف التقدم برأسية في الدقيقة الخامسة، إلا أن المغرب عاد وتعادل بهدف يوسف مختاري قبل نهاية الشوط الأوّل، لكن وسام الجزيري كان له رأي آخر، فسجل هدفًا في بداية الشوط الثاني لتنتهي المباراة بفوز تونس وتتويجها بطلةً لأفريقيا للمرة الأولى في تاريخها.


ثلاثية مصر تحسم الزعامة
لم تعرف أفريقيا خلال النسخ الثلاث القادمة 2006، 2008، 2010 غير الفراعنة أبطالًا لها، فبعد غياب 8 أعوام عن التتويج، وبعد مشاركات هزيلة في النسخ السابقة، جاء الدور على "المعلم" حسن شحاته، ليقود كوكبةً من نجوم مصر المحترفين في الداخل والخارج إلى المجد الأفريقي، ولتشهد ضفتا نهر النيل تأكيد السطوة المصرية على القارة السمراء.

كانت كل مباراة أقيمت في استاد القاهرة الدولي أشبه بالمهرجان الكروي، حيث وقفت مصر بأكملها وراء أبنائها ساعيةً لاستعادة اللقب، وهذا ما تحقق في 2006 بدايةً، حيث استطاع المنتخب المصري تجاوز جميع العقبات وكافة المنتخبات العريقة المدججة بالنجوم المحترفين في الدوريات الأوروبية، تصدرت مصر مجموعتها، واكتسح أبناء "المعلم" الكونغو برباعية في ربع النهائي، وواجهت بجدارة المنتخب السنغالي في نصف النهائي وانتصرت أيضاً بهدفين لهدف في مباراة شهيرة، حيث رفض اللاعب أحمد حسام "ميدو" الخروج حين تم استبداله، لكن هذا لم يعكر أجواء الفرح المصري. وفي النهائي العصيب، واجه الفراعنة ساحل العاج بقيادة "دروغبا"، وبعد التمديد استطاعوا الانتصار وإعادة اللقب إلى مكانه الطبيعي في قلب القاهرة.

في نسخة العام 2008 التي أقيمت في غانا، تجاوزت مصر دور المجموعات بسهولة، وأقصى الفراعنة منتخب أنغولا في ربع النهائي بهدفين لهدف، وتكررت مواجهة مصر وساحل العاج في نصف النهائي، لكن المنتخب المصري أكد زعامته واكتسح "الفيلة" برباعية، وجاءت المباراة النهائية بين مصر والكاميرون كاختبار صعب، إلا أن النجم محمد أبو تريكة سجل هدفاً غالياً في ربع الساعة الأخير، ليمنح مصر لقبها السادس.

وفي عام 2010 استضافت أنغولا البطولة، ومباشرةً اكتسحت مصر مجموعتها بالعلامة الكاملة، كما أقصت الكاميرون في ربع النهائي بعد التمديد بثلاثة أهداف لهدف، واستطاعت تجاوز الجزائر برباعية نظيفة في نصف النهائي، وبدا أن المنتخب المصري لا يمكن إيقافه، وكانت التكهنات في موقعها حين تواجه الفراعنة مع النجوم السود غانا في النهائي، وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة سجل النجم "جدو" هدفًا لا ينسى، لتتوج مصر باللقب السابع، وتحسم الصراع على زعامة القارة إلى الأبد.

المساهمون