المغرب يقرر عدم تأجيل استئناف الدراسة رغم تفشي كورونا

26 اغسطس 2020
خيار التأجيل غير مطروح (Getty)
+ الخط -

حسم وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والتعليم العالي، سعيد أمزازي، الأربعاء، الجدل الذي أثارته مطالب بتأجيل استئناف الدراسة في المدارس والجامعات جراء الوضعية الوبائية المقلقة التي يعيشها المغرب منذ أسابيع، في ظل الارتفاع المتسارع لإصابات كورونا والحالات الحرجة.

وأعلن الوزير المغربي، خلال اجتماع خصصته لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب للدخول المدرسي والجامعي والتكوين المهني، رفضه تأجيل الموسم الدراسي والجامعي، لافتا إلى أن طرح ذلك الخيار سهل، لكن أثره غير محسوب، مضيفا أن خيار التأجيل غير مطروح في الصيغ التي تفكر فيها وزارة التربية، لكونه غير مفيد.

ووصف أمزازي القرار، الذي اتخذته الوزارة باعتماد "التعليم عن بعد"، و"التعليم الحضوري" بالنسبة للتلاميذ الذي سيعبر أولياء أمورهم عن اختيار هذه الصيغة، بـ"الحكيم"، معتبراً أن تأجيل الدخول المدرسي ليس بالأمر السهل. وتابع: "نؤجل شهرا أو شهرين أو 6 أشهر، ولكن ما هو أثر ذلك على التلاميذ، أين سيقضون وقتهم، هل في المنازل؟ هل سيخرجون إلى الأزقة؟ وهل سيكونون محميين من الفيروس؟".

وأوضح الوزير أن الوضع العام في البلاد استثنائي، ولهذا لن يكون الدخول المدرسي والجامعي دخولا عاديا، لافتا إلى أن الوزارة اتخذت مقاربة مختلفة خارجة عن المألوف، ووضعت عددا من السيناريوهات والعمل بالأنجع منها.

وفي سياق دفاعه عن قرار وزارته عدم تأجيل الدخول المدرسي إلى وقت لاحق، أكد أمزازي أن آثار توقف الدراسة على التلاميذ أخطر من الجائحة في حد ذاتها، وذلك وفق دراسات دولية، منها دراسة للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن التوقف في فترة الصيف لوحده يساهم في نقص التحصيل الدراسي بنسبة 30 في المائة.

وفي الوقت الذي طاولت انتقادات حادة الوزارة بعد أن ألقت بمسؤولية اتخاذ قرار اختيار التعليم عن بعد أو التعليم الحضوري على الأسر، اعتبر الوزير أن إشراك هذه الأخيرة في اتخاذ القرار ليس تهربا من القرار، لكون الفعل التربوي يتطلب تأطيرا وتحصيلا دراسيا بالإضافة إلى المواكبة الأسرية، كما أنه ليس تخليا عن مسؤولية مواجهة الوباء، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تقع على عاتق الوزارة لاستقبال التلاميذ في ظروف آمنة.

 

من جهة أخرى، كشف الوزير المغربي أن وزارته لن تقدم على فتح الأحياء الجامعية لاستقبال الطلبة، مشددا على أنه لا يمكن فتحها، حتى لو تم إخضاع الطلبة المقيمين بها لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا الجديد، لأنهم قد يخالطون الطلبة الآخرين ويتسبب ذلك في انتشار الفيروس، ولا سيما أن الغرف بالأحياء تضم كل واحدة منها ما بين 4 و5 طلبة.

وأثار قرار وزارة التربية باعتماد "التعليم عن بعد" صيغةً لبدء الموسم الدراسي الجديد، المقرر أن ينطلق في 7 سبتمبر/أيلول، جدلا شعبيا واسعا، خصوصا أن القرار ينص على توفير "تعليم حضوري" للطلاب الذين يختار أولياء أمورهم تلك الصيغة.

وطيلة الأيام الماضية، عاشت أسر آلاف التلاميذ والأوساط المهنية والتربوية مخاوف من عدم حسم الوزارة مسألة النموذج التعليمي، الذي سيجرى اتباعه في ظلّ حالة صحية استثنائية فرضها تفشّي فيروس كورونا، وهو الانتشار الذي زاد بشكل لافت مع المرحلة الثالثة لتخفيف الحجر الصحي.

المساهمون