المغاربيون في فرنسا: حضور قديم

04 يناير 2015
+ الخط -
لا يمكن أبداً فصل الهجرة المغاربية في فرنسا عن العلاقات التاريخية الطويلة والكولونيالية بين دول المغرب العربي وفرنسا، إذ إن تواجد الاستعمار الفرنسي في هذه الدول سهّل انتقال "أهالي" indigènes المستعمرات إلى فرنسا، كما أن مشاركتهم الفعّالة (أكثر من مائة ألف قتيل!) في كل حروب فرنسا الكولونيالية جعلت بدايات تواجدهم في فرنسا تعود إلى زمن غابر. 
بل ويرى المؤرخ الأسترالي إيان كولر، في كتابه اللافت "فرنسا العربية، تاريخ بدايات التنوع 1798-1831" (الترجمة الفرنسية صدرت في 2014) أن التواجد العربي، ومن ضمنه المغاربي، يعود إلى سنة 1801. يكتب: "إن "المنفيين المصريين" الذين أحسوا بأنه غير مرغوب فيهم، أقلعوا في سفنهم في أغسطس/آب 1801 من مصر إلى وطن حقوق الإنسان. هؤلاء القادمون الجدد، المتشبعون بالإسلام السياسي، حتى ولو كان بينهم مسيحيون، كانوا يتولون إدارات ويعملون مساعدين في الجيش ورجال دين أو تجاراً، أسياداً أو عبيداً، أثرياء أو فقراء. التحق هؤلاء، في مارسيليا، بمجموعات عربوفونية قادمة من سورية أو من أفريقيا الشمالية. وعلى الفور كوّنوا جماعة بل وحتى قرية في حي كاستيان. البعض منهم التحق بالجيش - المماليك المشهورون. آخرون صعدوا إلى باريس على أمل اتخاذ صنعة. وهكذا تشكلت، في أجواء من المآسي والعنف، "فرنسا العربية"، أي المطبوعة بالثقافة العربية، الباحثة عن تنظيم نفسها والتفكير في نفسها على امتداد الإمبراطورية إلى أن أعاد احتلالُ الجزائر خلطَ الأوراق، بعيداً عن الوُعود الكونية للأنوار". 
المساهمون