المعارك في كوباني... والرقابة في تركيا

13 أكتوبر 2014
صحافي على الحدود التركية ـ السورية (الأناضول)
+ الخط -
ما الذي يجري في تركيا؟ لا نتكلّم هنا عن التطورات السياسيّة، ولا عن المواجهات الأخيرة التي أدّت إلى مقتل ثلاثين متظاهراً. بل نتكلّم عن ناقوس الخطر الذي دقته كل المنظمات الحقوقية، وتلك التي تعنى بحرية الصحافة، بسبب تدهور وضع الحريات في البلاد. إذ لا يكاد يمرّ أسبوع واحد، من دون أن تخرج أخبار من تركيا عن اعتقال صحافي، أو منع موقع، أو إصدار قانون يضيّق الخناق على الصحافيين والمدوّنين.
وآخر فصول هذا التضييق هو إصابة أربعة صحافيين على الأقل في التظاهرات التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة على خلفية المعارك الدائرة بين البيشمركة ومقاتلي "داعش". وقد أصيب هؤلاء بطرق مختلفة، إما سقطت عليهم قنابل غازية أطلقتها الشرطة، وإما اعتدي عليهم من من المتظاهرين. لكن الوضع الأخطر يبقى على الحدود التركية ـ السورية، وتحديداً على الحدود مع كوباني (عين العرب) التي تشهد معارك عنيفة منذ أيام، بين المقاتلين الأكراد وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". إذ إنّ أغلب الصحافيين الغربيين والمحليين والعرب، يتمركزون على الجانب التركي من الحدود، حيث بإمكانهم متابعة هذه المعارك. وقد تعرّض فريق "هيئة الإذاعة البريطانية BBC" إلى قنبلة غازية أدّت إلى هروب فريق العمل من مكان التغطية خوفاً على سلامة الطاقم.
ومن هذه الحدود تحديداً كشف "الائتلاف التركي لحرية الصحافة" عن الاعتداءات العدة التي تعرّض لها الصحافيون على يد الشرطة التركية تحديداً. إذ قصد فريق من الائتلاف هذه المنطقة التي تزدحم بالصحافيين وتمكّن من العودة بتقرير مليء بالانتهاكات.
وكشفت الصحافية إسراء سيفتسي أن الشرطة اعتدت عليها بالضرب، أثناء تغطيتها عملية نقل ثلاثة جرحى من كوباني إلى أحد المستشفيات الكردية. أما مراسل تلفزيوني يعمل مع القناة العاشرة فأكد أن الشرطة استهدفت سيارة فريق العمل بقنبلة غازية، أصابت السيارة مباشرة. أما صحافي آخر فقال لـ"الإئتلاف التركي لحرية الصحافة" إنّ الشرطة تعرقل عمل الصحافيين، كل الصحافيين المحليين والغربيين.
ولعلّ متابعة القنوات التركية، تظهر أن بعض القنوات المحلية اكتفت بتغطية مقتضبة وغير موسعة عمّا يجري على حدود البلاد. وهو ما طرح علامات استفهام عن الرقابة المباشرة المفروضة على الإعلام المحلي تحديداً. وقد تخوّفت المنظمات التي تعنى بحرية الصحافة من عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل أكثر من عام، عندما اندلعت الاحتجاجات في شوارع تركيا. يومها فرضت كل مؤسسة إعلامية على نفسها نوعاً من الرقابة الذاتية، تفادياً لإغضاب الحكومة.
وقد طالبت منظمة "مراسلون بلا حدود" السلطات التركية بتأمين حماية الصحافيين على الحدود التركية ـ السورية، وعدم التعرّض لهم أو التضييق عليهم، مذكرة بأن ترتيب تركيا في تراجع دائماً وفق التصنيف العالمي لحرية التعبير، إذ إن ترتيبها هو 154 من أصل 180 دولة، وهي مرتبة متأخرة جداً، مقارنة بالسنوات السابقة.
المساهمون