المسرحية الكبرى

إذا كنت من سكان دولة كيلوباترا، فلا بد أنك سمعت عن المسرحية الكبرى التي يتم عرضها الآن، لا بد أنك تعيشها في تلك اللحظات، فقد تم الإعداد لها مسبقاً منذ ثلاثة شهور أو أكثر، لتخرج على أكمل وجه، فقد تم ترويجها في وسائل الإعلام التقليدية، من التلفاز والإذاعة والمؤتمرات والندوات، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، فقد دعت وسائل الاعلام شباباً كيلوباترياً، علي وجه الخصوص، والشعب عموماً، أن ينزلوا ويشاركوا في مشاهدة العرض المسرحي، أي تم ترويجها باستخدام كل الوسائل، الامر الذي يجعلك تفكر جدياً أن تقطع تذكرة لتشاهد تلك المسرحية .
فعند السير في شوارع كيلوباترا، لك أن تشاهد بوسترات تلك المسرحية، والتي تلاحقك في كل مكان، والتي انفجرت كمياه المجاري المنتشرة في شوارع كيلوباترا، والذي جعلني أفكر في أن اتخذ الطريق، لأقطع تذكرة لأشاهد تلك المسرحية، قبل أيام قليلة منذ بدء عرضها، كان الجميع مترقباً موعد العرض، حسب ما نقلته وسائل إعلام الدولة لمشاهدة تلك المسرحية، على مسرح العرائس الشهير للدولة.
وجاء اليوم المرتقب الذي انتظرته كيلوباترا، ففي الساعات الأولى، أخذت التذكرة، ونزلت إلى مكان عرض المسرحية، والتي تكونت من البطل والكومبارس وبعض المؤدين للمشهد والمكملين له.
 كان المسرح مؤمناً بشكل كامل من قوات الأمن في دولة كيلوباترا، لتجنب حدوث أي شغب من الجامعات المعارضة للنظام الكيلوباتري.
المسرح كان يسوده الهدوء بشكل تام، الأعداد ليست كما روجها الإعلام، كانت قليلة لمشاهدة المسرحية، أغلبها من كبار السن، وكأنك داخل إلى دار مسنين، وليس مسرحاً، فأغلب الكراسي كان يكسوها الشعر الأبيض، والشعر الأسود نادر. انتهى بذلك اليوم الأول، ما دعا إدارة المسرح إلى أن تتخذ إجراءت عديدة، فقد تم عرض تذاكر مجانية عديدة، وأعلنت الدولة أن اليوم إجازة، لتتيح للشعب الكيلوباتري أن ينزل ليشاهد العرض المسرحي. وبعد تأخر الاستجابة، نشرت وسائل الإعلام إجراءات الإدارة بشأن من امتنع عن مشاهدة العرض بالغرامة، والإحالة إلى النيابة العامة، ولكن عزف الشباب عن دخول المسرحية، فهم لا يريدون  مشاهدة مسرحية نهايتها محسومه، وتم مد مدة مشاهدة العرض مرة أخرى، وكان كل إجراء لإدارة المسرح يكشف عن فشل تلك المسرحية، فلم يختلف أي يوم عن اليوم الأول، وسقط القناع عن جميع الممثلين في المسرحية، وانكشفت المسرحية للشعب الكيلوباتري والعالم كافة.