الليرة السورية تتراجع رغم تحذيرات المصرف المركزي للمضاربين

19 نوفمبر 2018
سعر العملة السورية يواصل الهبوط أمام الدولار (فرانس برس)
+ الخط -

تراجع سعر صرف العملة السورية، اليوم الاثنين، إلى نحو 500 ليرة مقابل الدولار في السوق السوداء، في حين يبلغ سعرها الرسمي 434 ليرة للدولار. 

وتواصل الليرة تراجعها لليوم الثاني على التوالي رغم توعد مصرف سورية المركزي المضاربين في أسواق العملة بتكبد الخسائر.

ونقلت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري عن مصادر بالمصرف المركزي، أمس، أن الدولار سينخفض وخاصة أن السوق الموازي الآن في حالة جمود.

وحول إمكانية تدخل المصرف المركزي وبيع دولارات لشركات الصرافة، كما اعتمدت حكومة بشار الأسد خلال السنوات الماضية لتحسين سعر العملة التي هوت من 45 ليرة مقابل الدولار عام 2011 إلى نحو 500 ليرة حالياً، كشفت المصادر" أن التدخل سياسة قديمة لأن البنك المركزي لديه أسلوب  لدفع الليرة نحو الاستقرار وبلا ضجيج.

وتعافت الليرة قليلاً عام 2014 فتراوح سعر الصرف بين 170 ليرة منتصف العام و220 ليرة مقابل الدولار نهاية 2014، ليعاود سعر الليرة في عام 2015 للتراجع ليصل إلى 380 ليرة للدولار، وبلغ أسوأ سعر لها على الإطلاق عام 2016، إذ هوت إلى ما دون 640 ليرة.


وقال المحلل الاقتصادي علي الشامي لـ"العربي الجديد"، إن تصريح المصرف المركزي الأخير حول توقف عمليات منح إجازات الاستيراد "كاذب"، حيث تم قبل يومين نشر خبر بوسائل إعلام تتبع لنظام الأسد تؤكد منح 71 إجازة استيراد كل يوم، وهو ما ساهم في تراجع سعر العملة المحلية.

ويضيف الشامي أن عوامل تراجع سعر صرف الليرة جميعها متوفرة بسورية اليوم، منها نفاد الاحتياطي النقدي الذي كان يبلغ نحو 18 مليار دولار قبل اندلاع الثورة وتراجع عائدات السياحة والصادرات.

وتوقع المحلل السوري زيادة الطلب على الذهب خلال الفترة المقبلة، رغم ارتفاع سعره والضريبة المالية التي تم فرضها على الصاغة أخيراً، لأن ثقة السوريين بعملتهم تلاشت، بعد الوعود المتكررة التي رافقت العمليات في ريف دمشق ودرعا والحديث عن أن فتح معبر نصيب، جنوبي سورية، سيحسن من سعر الليرة وهو ما لم يحدث.

وأوضح الشامي أن تهاوي الليرة ساهم في زيادة أسعار السلع الغذائية خلال الشهر الجاري بنحو 20%.

وتوقع رئيس جمعية الصاغة بدمشق غسان جزماتي، أن ارتفاعاً جديداً لأسعار الذهب سيضرب الأسواق السورية على خلفية الارتفاع الكبير لضريبة الدخل المقطوع التي فرضتها المالية على حرفيي الصاغة في دمشق.

وأضاف جزماتي خلال تصريحات، أمس، أن قرار رفع ضريبة المالية على الصاغة أخيراً، من 25 ألف ليرة إلى 250 ألفا ثم بقفزة واحدة إلى قرابة المليون أو أكثر، سيؤدي إلى عودة التلاعب من قبل الورشات بعيارات الذهب وارتفاع سعره.

في المقابل، توقع رئيس اتحاد المصدرين محمد السواح عودة التوازن إلى سعر الصرف الأجنبي قريباً، خصوصاً في ظل وجود عوامل اقتصادية داعمة لليرة مع عودة الحركة إلى منفذ نصيب الذي يعد أحد مصادر القطع الأجنبي.

ويعتبر السواح، خلال تصريحات صحافية أمس، أن ما حدث كان صعوداً بطيئاً للدولار أمام الليرة ويرتبط بزيادة الطلب التجاري لتسديد ثمن صفقات مستوردة ترتبط ببعض السلع الرئيسية في بعض الفترات الماضية، مرجعاً سبب تسارع الارتفاع أخيراً في السوق السوداء إلى المضاربات لتحقيق أرباح سريعة.

المساهمون