ليس "عيد العمال"، الذي يصادف الأول من مايو/أيار سنوياً (غدا الجمعة)، كما يدل اسمه للعمال الذكور فقط، فهناك عاملات يكدحن طوال العام، بعضهن في مهن يعدها المجتمع "للرجال فقط".
سميرة كنعان (59 عاماً) ليست سوى واحدة من هؤلاء النساء اللائي يردن أن يثبتن للمجتمع، أن "المرأة أقوى من الرجل".
ترتدي سميرة زي العمل الأزرق، ومن محلها في أحد الشوارع الشعبية في العاصمة اللبنانية بيروت، تمارس مهنة إصلاح الدراجات النارية وكل أنواع المحركات الكهربائية، وهي المهنة التي اكتسبتها عن زوجها.
تبدو منهمكة بين الزبائن، وهي تعتبر أن ذلك ميزة للمرأة التي "تمتاز بطول البال مقارنة بالرجل". تتفحص الأعطال، ثم تصر على التأكد من إصلاحها عبر قيادة الدراجة النارية بنفسها.
بمناسبة عيد العمال، تقول سميرة لوكالة الأناضول: "أعمل في مهنة الميكانيكا منذ 38 عاماً، وهي أساسا مهنة زوجي، وأنا رغبت في العمل فيها فتعلمتها منه. أحب هذه المهنة، فأصلح الدراجات النارية والمحركات الكهربائية، ومحركات القوارب البحرية". قبل أن تردف ضاحكة كمن يشعر بزهو التفوق: "لا.. بل وتفوقت على الرجال في مهنة الخراطة أيضا".
لكن سميرة لا تعمل لمجرد العمل: "أحب أن يكون للمرأة تأثير أكثر من الرجل، وأحب أن أثبت للمجتمع أن المرأة أقوى من الرجل، ليس في الأعمال المنزلية وجسدياً فحسب، لكن بعقلها وتفكيرها أيضاً. المرأة تفكر بهدوء، وبالتالي يمكن أن تكون أقوى من الرجل".
لا تنفي سميرة، التي لا تبدو عليها أمارات العمر والتعب، كيف أنها لاقت صعوبة خصوصاً في البداية في أن يتقبلها المجتمع كعاملة في هذه المهنة، لا سيما لجهة التشكيك في قدراتها كامرأة على إنجاز أعمال الرجال. وهو ما تقره بقولها: "في البداية كنت أواجه اعتراضات من الزبائن. كانوا يرفضون أن أقوم بإصلاح دراجاتهم النارية، بحجة أني امرأة، فبالتأكيد لا أملك المهارة لذلك".
وتشرح كيف استطاعت كسب ثقتهم بمساعدة زوجها: "كان زوجي يتسلم منهم الدراجات المعطلة، لكنه يحيلها إليّ، فأصلح الأعطال.. وحين يأتون ليتسلموا دراجاتهم كان يخبرهم بأن زوجتي هي من قامت بذلك، فلا يصدقون، لكن مرة بعد مرة صاروا يفضلونني على زوجي".
وتشكو سميرة من الغلاء واضطرارها مع الزوج إلى العمل لتحقيق الاكتفاء المادي لعائلتهما، وسط منافسة العامل الأجنبي الذي يرضى بأجر أقل. وتتابع: "صراحة الأشغال أصبحت أقل هذه الأيام". وتوجه انتقاداً صريحاً إلى الحكومة اللبنانية، فهي برأيها: "فاشلة، وتستقوي على الفقير وليس على الغني. الفقير يموت في هذا البلد. ولو عمل الرجل وزوجته سوياً، فبالكاد يمكنهما إطعام أطفالهما".
وتشكو سميرة من الغلاء واضطرارها مع الزوج إلى العمل لتحقيق الاكتفاء المادي لعائلتهما، وسط منافسة العامل الأجنبي الذي يرضى بأجر أقل. وتتابع: "صراحة الأشغال أصبحت أقل هذه الأيام". وتوجه انتقاداً صريحاً إلى الحكومة اللبنانية، فهي برأيها: "فاشلة، وتستقوي على الفقير وليس على الغني. الفقير يموت في هذا البلد. ولو عمل الرجل وزوجته سوياً، فبالكاد يمكنهما إطعام أطفالهما".
وفي ظل تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان، والذين فاق عدد المسجلين منهم رسمياً لدى الأمم المتحدة 1.2 مليون لاجئ، تزداد منافسة العامل السوري، إضافة إلى الفلسطيني والجنسيات الآسيوية الأخرى، للعامل اللبناني، في ظل سوق ضيق أصلاً.
وتتذكر سميرة ما كان لـ"عيد العمال" من معان في السابق، لكنها "اليوم شبه غائبة"، فهي ترى أنه: "كان يجب أن نحتفل بهذا اليوم كعيد لنا لو أن الأوضاع غير ذلك، لكن الأيام صارت تشبه بعضها بعضاً، ولم يعد للعامل من عمل في هذا البلد. صار ابن البلد مظلوماً والعامل الأجنبي له الأولوية".
وتختم بالقول: "في السنوات الماضية كنا نأخذ إجازة في يوم عيد العمال، ونشعر بأن الناس تحتفل بنا وتبدي احترامها للعامل وتقدره وتشاركه يوم عيده، لكننا اليوم لا نرى شيئاً من ذلك".
وتتذكر سميرة ما كان لـ"عيد العمال" من معان في السابق، لكنها "اليوم شبه غائبة"، فهي ترى أنه: "كان يجب أن نحتفل بهذا اليوم كعيد لنا لو أن الأوضاع غير ذلك، لكن الأيام صارت تشبه بعضها بعضاً، ولم يعد للعامل من عمل في هذا البلد. صار ابن البلد مظلوماً والعامل الأجنبي له الأولوية".
وتختم بالقول: "في السنوات الماضية كنا نأخذ إجازة في يوم عيد العمال، ونشعر بأن الناس تحتفل بنا وتبدي احترامها للعامل وتقدره وتشاركه يوم عيده، لكننا اليوم لا نرى شيئاً من ذلك".