في حي الفاخورة في عكا، وتحديداً في البلدة القديمة، داخل الأسوار بين الفنار والمنارة يقفز شباب عكّا عن السور إلى البحر للسباحة، إذْ يستلقون على السور مرّة تلو الأخرى، ليتشمسوا، ثم يقفزون إلى البحر مرة أخرى. يلتقي شبان وصبايا عكا، في فصل الصيف الحار، كل يوم من الساعة الثانية عشرة ظهراً، في حي الفاخورة، ويقفزون من على الأسوار الذي رممها القائد ظاهر العمر الزيداني، بين عامي 1750 و1751.
وهي أسوار تحيط بمدينة عكا القديمة، وتعتبر من أهم الترميمات التي قام بها الزيداني في الفترة الإسلامية. بنيت الأسوار بداية في فترة الحكم اليوناني بأمر من الإسكندر المقدوني، في الثلث الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد. صدت أسوار عكا عبر التاريخ الكثير من الغزوات ومحاولات الاقتحام، وأشهرها كانت حملة نابليون بونابرت الأكثر شراسةً التي تحطّمت على "أسوار عكا".
يولد الطفل في عكا محاطاً بالسور والبحر، لذلك لا مفرَّ أمامه غير تعلُّم السباحة من ذويه. فالأمواج لعبتهم الأولى منذ فجر الطفولة، والبحر هو المتنفس الوحيد لأولئك الشباب في البلدة القديمة التي تعاني من تمييز عنصري ومحاولات تهجير دائمة من قبل سلطات الاحتلال، إضافة إلى وضع اقتصادي واجتماعي صعب.
ويقول الشاب أحمد صقر (18 عاماً)، لـ"العربي الجديد": "أنا من قرية المكر، وأسكنُ في عكا. أقفز عن السور منذ عمر العشر سنوات. لا يمتلك أحدٌ جرأة ومهارة القفز عن السور غير شباب عكا المتمرّسين. وكل من يزور السور، نحاول تشجيعه على القفز. يجب معرفة السباحة، إذْ تعلمت السباحة من أبي وأنا صغير، تطبيقاً للمقولة (أبوي رماني والله حماني)، لا يوجد أجمل من هذه الجملة".
اقــرأ أيضاً
وفي هذا السياق، يسرد أيهم نبراوي، من عكا (11 عاماً): "هوايتي أن أقفز عن سور عكا، والأسرع بخلع قميصه وثيابه يقوم بالقفز أوّلاً. خفت كثيراً بالبداية، ولكني تمرّست الآن وصار القفز بالنسبة لي الآن أمراً طبيعياً. نقضي النهار كلّه حتى مغيب الشمس عند سور عكا. سور عكا مثل المدرسة".
وتقول ندى شافعي (15 عاماً): "هذه أول سنة فيها أقفز عن السور. في السابق كنت أقفز عن المنارة، وهي صخرة في وسط البحر. وهذه هي السنة الأولى التي أقفز فيها عن حافة السور، قليلون هم أهالي عكّا الذين لا يقفزون عن السور. يجب معرفة السباحة عندما نقفز، إذْ يوجد صخر في البحر، ويجب معرفة التعامل مع هذا المعطى، حفاظًا على السلامة. عمق مياه البحر قرابة ثلاثة أمتار ونصف. نعرف ونحفظ تضاريس البحر للعودة والصعود إلى السور ومنطقة الطاقة مرة أخرى للقفز من جديد. وهكذا نقضي الصيف".
وهي أسوار تحيط بمدينة عكا القديمة، وتعتبر من أهم الترميمات التي قام بها الزيداني في الفترة الإسلامية. بنيت الأسوار بداية في فترة الحكم اليوناني بأمر من الإسكندر المقدوني، في الثلث الأخير من القرن الرابع قبل الميلاد. صدت أسوار عكا عبر التاريخ الكثير من الغزوات ومحاولات الاقتحام، وأشهرها كانت حملة نابليون بونابرت الأكثر شراسةً التي تحطّمت على "أسوار عكا".
يولد الطفل في عكا محاطاً بالسور والبحر، لذلك لا مفرَّ أمامه غير تعلُّم السباحة من ذويه. فالأمواج لعبتهم الأولى منذ فجر الطفولة، والبحر هو المتنفس الوحيد لأولئك الشباب في البلدة القديمة التي تعاني من تمييز عنصري ومحاولات تهجير دائمة من قبل سلطات الاحتلال، إضافة إلى وضع اقتصادي واجتماعي صعب.
ويقول الشاب أحمد صقر (18 عاماً)، لـ"العربي الجديد": "أنا من قرية المكر، وأسكنُ في عكا. أقفز عن السور منذ عمر العشر سنوات. لا يمتلك أحدٌ جرأة ومهارة القفز عن السور غير شباب عكا المتمرّسين. وكل من يزور السور، نحاول تشجيعه على القفز. يجب معرفة السباحة، إذْ تعلمت السباحة من أبي وأنا صغير، تطبيقاً للمقولة (أبوي رماني والله حماني)، لا يوجد أجمل من هذه الجملة".
أما الشاب علاء قنديل، من عكا (13 عاماً)، فيرى أنه "ليس بمستطاع أي أحد أن يقفز عن سور عكا، وأدعو الزوار إلى تجربة القفز لأنها جميلة، وتعطي إحساساً خفيفاً بالخطورة والمغامرة. أقفز من عمر تسع سنوات. يوجد أقارب قالوا لي، على سبيل المزاح، بأنّه إذا لم تقفز عن السور سنرميك من فوقه. سابقًا، كنت أخاف من السباحة، ولم أعرف شيئاً اسمه بحر. أيضاً ألقوا بي إلى البحر، وصرت أحاول أن أسبح وأعوم بجسدي وأنا ابن ست سنوات. كل عكاوي يعرف السباحة، وهذا ما يميز أهالي عكا".
وفي هذا السياق، يسرد أيهم نبراوي، من عكا (11 عاماً): "هوايتي أن أقفز عن سور عكا، والأسرع بخلع قميصه وثيابه يقوم بالقفز أوّلاً. خفت كثيراً بالبداية، ولكني تمرّست الآن وصار القفز بالنسبة لي الآن أمراً طبيعياً. نقضي النهار كلّه حتى مغيب الشمس عند سور عكا. سور عكا مثل المدرسة".
وتقول ندى شافعي (15 عاماً): "هذه أول سنة فيها أقفز عن السور. في السابق كنت أقفز عن المنارة، وهي صخرة في وسط البحر. وهذه هي السنة الأولى التي أقفز فيها عن حافة السور، قليلون هم أهالي عكّا الذين لا يقفزون عن السور. يجب معرفة السباحة عندما نقفز، إذْ يوجد صخر في البحر، ويجب معرفة التعامل مع هذا المعطى، حفاظًا على السلامة. عمق مياه البحر قرابة ثلاثة أمتار ونصف. نعرف ونحفظ تضاريس البحر للعودة والصعود إلى السور ومنطقة الطاقة مرة أخرى للقفز من جديد. وهكذا نقضي الصيف".