محمد أبو الغار، خالد يوسف، خالد أبو النجا، عمرو الشوبكي، وحيد حامد، حمدين صباحي، وأخيراً وائل غنيم... أسماء لشخصياتٍ مصريّة، مسالكها السياسية شتى، لكنّ أمراً واحداً جمعها في الأيام القليلة الماضية، وهو الهجوم على نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ووصلت الحملة لمطالبته بالرحيل. فالكاتب الليبرالي المؤيد للعسكر، ومخرج فيلم الـ33 مليون في "30 يونيو"، والفنان صاحب الرؤية السياسية المضادة للإخوان المسلمين، والمحلل السياسي المؤيد لـلانقلاب، وكاتب السيناريو المؤيد لنظام مبارك "الفلولي"، والمرشح الرئاسي والدور الثانوي في مسرحية الانتخابات الرئاسية بعد الانقلاب، وآخرهم الناشط السياسي في ثورة 25 يناير، الذي اختفى فجأة بعد انقلاب 3 يوليو/تموز في ظروف غامضة.... كُلُّهم سكتوا دهراً، وعندما نطقوا، لم يجدوا من الواقع إلا ما يدفعهم للهجوم على السيسي ونظامه.
وهاجم أبو الغار السيسي هجوماً صريحاً عندما أكد أنّ من بيده السلطة لا يؤمن بالديمقراطية، ولا ينتظر منه تداول للسلطة على المستوى القريب أو البعيد.
أما المخرج الشهير خالد يوسف، فقد فاجأ الجميع أخيراً باعترافه أن شعبية السيسي في تآكل، مؤكداً أنّ الواقع يختلف عما تعرضه وسائل الإعلام. وانتقد أيضاً المسؤولين الذين يعتمدون على التقارير الأمنية والتي فشلت في توقع ما حدث من قبل.
أما الفنان خالد أبو النجا، فهاجم سياسات السيسي هجوماً مباشراً، وصلت لتهديد
النظام بأن المصريين سينزلون قريباً يقولون له "ارحل".
ومن ناحيته، قال الكاتب والمفكر السياسي عمرو الشوبكي، في جلسة لمؤتمر معهد الشرق الأوسط: "إن عزل الرئيس محمد مرسي حدث بطريقة غير شرعية"، مؤكداً أنّ الديمقراطية تسير في الاتجاه الخاطئ في مصر في الوقت الحالي.
واشترك مع هؤلاء كاتب السيناريو المعروف بعلاقته وتأييده لنظام مبارك وحيد حامد، فقال في حوار صحافي نشر في صحيفة "المصري اليوم"، موجهاً حديثه للسيسي: "لو الشيلة تقيلة عليك ارحل".
وانتقد حامد النظام، معتبراً أنه يسير في غير الاتجاه الصحيح، والإجراءات والسياسات التي تتبعها الحكومة فاشلة ولا تحقق أي شيء بل تزيد من الفشل الموجود. ولا يخفى على أحد العداء الشديد الذي يكنه وحيد حامد للإخوان المسلمين والتيار الإسلامي برمته، وهو الأمر الذي يظهر جليا في كثير من أعماله الفنية ناهيك عن حواراته.
ثمّ جاء المرشح الرئاسي المتكرر حمدين صباحي ليؤدي وصلة من الهجوم على النظام، على غير عادته، وهو الذي رفض المطالبات من الجميع بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية بعد اتضاح زيفها.
وعاد صباحي لذكر شهداء الثورة ثانية والتذكير بالثورة وأهدافها والمطالبة بإكمال مسارها، وهاجم صباحي قانون التظاهر والمعتقلين بسببه، وقال: "اللي قادوا الثورة في السجن وأحلى شباب مصر وقادوا ثورة يناير في الزنازين!".
وبعد كل هؤلاء، وعلى طريقة يوسف شاهين "عودة الابن الضال"، جاء الناشط السياسي المعروف وائل غنيم بعد اختفاء مريب لما يزيد عن عام... ليُكرّر الجملة الشهيرة "الثورة مستمرة".
وقال الناشط المصري وأحد أبرز وجوه "ثورة يناير" خلال قمة "رايز أب" التي نظمتها مؤسسة "فيوجن" الأميركية: "مصر ليست في الحالة التي كنا نطمح إلى أن نراها عليها... لكن هناك شيء ما مفاده أن التغيير يمكن أن يكون تدريجياً وأن الثورات عمليات مرحلية، ومن أجل هذا ينبغي أن نستمر في القتال "من أجل القيم".
الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تساءلوا عن سرّ كل هذا الهجوم على النظام من الجميع، قبل أيام من دعوة ما يُعرف بـ"الجبهة السلفية" لما يطلقون عليه "الثورة الإسلامية" يوم 28 نوفمبر\تشرين الثاني الحالي.
وربط الناشطون بين هذا الهجوم وأحداث يوم 28 المرتقبة. وقال الناشط أشرف صابر في تغريدة له: "وائل غنيم.. الشوبكي.. وحيد حامد أفندي... حمدين... ماعلينا خليكم في حالكم".
في حين قال ناشط آخر: "ظهور حمدين ووائل غنيم والشوبكي ولكننا نقول للجميع كله ظهرعلى حقيقته ولن ننخدع مرة أخرى". في حين اتهم الناشط سيرجيو المصري، غنيم بمحاولة سرقة الثورة من الشباب الإسلامي وقال: "غنيم عاد ممن خطفوه بسبب رعبهم من ثورة الشباب المسلم".
ولكن خالفهم في ذلك ناشطون آخرون ورأوا ذلك دليلاً واضحاً على فشل نظام السيسي في إقناع مؤيديه. ورحّب السياسي ورئيس حزب "غد الثورة" أيمن نور، بكلام وائل غنيم. وقال في تغريدته: "وائل غنيم يعود للمشهد الثورة مستمرة اتحدوا".
وكذلك قال ناشط آخر: "وحيد حامد اتكلم، البرادعي اتكلم، وائل غنيم اتكلم، أبو النجا اتكلم، خالد يوسف اتكلم... تعرف حضرتك تنسى كلامهم وتستفاد من وراه".