الفن ميدان: احتفال في مقهى صغير

05 ابريل 2015
ميدان عابدين الآن (العربي الجديد)
+ الخط -

في مقهى صغير يطل على ميدان عابدين في وسط القاهرة، احتفل، أمس، فريق تظاهرة "الفن ميدان" بعيد ميلاده الرابع، مع غياب جمهور المهرجان، الذي كان يُقام في "عابدين" وميادين عدة في محافظات أخرى، في السبت الأول من كل شهر؛ كتعبير فني عن "ثورة يناير"، حيث تُقدَّم الفنون إلى الناس في الشوارع بلا حواجز ضمن مساحات حرّة ومفتوحة، وذلك بعد نجاح التجربة في ميدان التحرير أثناء الثورة.

باستعادة فريق التظاهرة الفنية لذكرياتاهم والحديث عنها، بدأ الاحتفال. فتوقفوا عند المحطات التي مرّ بها المهرجان خلال سنواته الأربع، بما فيها إلغائه منذ عدة أشهر في القاهرة على يد الأمن، من دون ذكر لأسباب الإلغاء، الذي لم يمنع المنظمين من محاولات الحفاظ على كيان فريق عمل "الفن ميدان" وإقامة المهرجان في محافظات أخرى.

في هذا السياق، يقول الشاعر زين العابدين فؤاد، أحد منظمي المهرجان، لـ"العربي الجديد": "آخر احتفالية لنا كانت في السويس، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والاحتفالية المقبلة ستكون في الإسكندرية، في أيار/ مايو. وبرأيي، إن وصولنا إلى الشرائح المختلفة من المجتمع المصري، هو معيار استمرارنا حتى الآن".

لم تخل جلسة الاحتفال من بعض النقاشات، حول "الفن ميدان" في المرحلة المقبلة، حيث قدمت بسمة الحسيني، رؤية حول الشكل الجديد الذي ينبغي أن يكون عليه المهرجان، إذ تقول: "يبدو أننا دخلنا في مرحلة جديدة، تشير إلى عدم إمكانية إقامة المهرجان في ميدان عابدين (الذي يبعد قليلاً عن ميدان التحرير) مرة أخرى، لذلك علينا أن نهتم بفكرة تغيير الوعي الثقافي للجماهير على المدى البعيد، بدلاً من تجمهر الآلاف في الميادين. باختصار، علينا أن ننتقل من مرحلة الفعالية الثقافية الثورية إلى مرحلة برامج التنمية الثقافية، التي لا يمكن لها أن تتم إلا داخل مؤسسة".

وأضافت الحسيني: "غياب العمل المؤسسي أدّى إلى عدم إنجاز خطوات عملية، ليس فقط على مستوى "الفن ميدان"، بل على مستوى الثورة المصرية نفسها، وهذا لا يعني أننا سنكف عن طلب تصريح إقامة الفعالية في عابدين، لكن لا نريد أن نهدر الوقت بين الدوائر الأمنية".

تتفق سميحة عامر منسقة المحافظات في فريق "الفن ميدان" مع فكرة الحسيني حول طبيعة المرحلة القادمة، وتقول لـ"العربي الجديد: "المهرجان منذ انطلاقه كان له طابعه الثوري، إلى جانب دوره في تقديم الفن في الشارع، وهو ما لا يناسب الظروف الحالية سواء في القاهرة أو في غيرها، لكننا سنحافظ على طابع تقديم الفِرَق الفنية الشابة".

وعن التخوّفات التي تتبع تحول المهرجان من تظاهرة فنية في الشارع إلى مؤسسة ثقافية، في ظل احتواء النظام لمثل هذه المؤسسات، تقول صفاء فكري، من فريق المهرجان: "وضعنا كمؤسسة لا يشير من قريب أو بعيد إلى فكرة الاندماج في مؤسسات الدولة الثقافية. هذه المؤسسات أثبتت فشلها خلال العقود الأخيرة، ونحن نسير في اتجاه معاكس تماماً لهذه المؤسسات، لأن هدفنا سيظل هو إيقاظ الوعي الثقافي الثوري في الشوارع".

يبدو أن الآليات الجديدة التي سيتعامل من خلالها فريق "الفن ميدان" في المرحلة القادمة، لا تبدو واضحة حتى الآن؛ إلا أنهم اتفقوا على إصدار كتاب لتوثيق أحداث المهرجان خلال أربع سنوات، يتناول صور وحكايات الفعالية الأبرز، ضمن محاولات الثقافة المستقلة للمشاركة في الحياة الثقافية المصرية من خارج قاعات المؤسسات الثقافية الرسمية.

المساهمون