الفن الأوروبي في البلاط الفارسي..تبادل سياسي ثقافي

26 نوفمبر 2018
(اللوحة من ملصق المحاضرة)
+ الخط -

تختلف الروايات الأوروبية الحديثة حول الحكم الصفوي في كثير من التفاصيل والأشياء، وتتفق على شيء واحد: لقد أحبّ الفرس الفن إن لم يكن أكثر من نظرائهم الأوروبيين فليس بأقلّ منهم.

ولم يكن اهتمام الحكام الصفويين مقتصراً على الفن الشرقي بالعموم والفارسي بالخصوص، بل تعدّى ذلك إلى الفن الأوروبي، وهناك تاريخ كبير من شراء الأعمال الفنية واستجلاب الفنانين من أوروبا إلى بلاد فارس.

حول هذا التاريخ وحضور الفن الأوروبي في البلاط الملكي الصفوي، يلقي أستاذ تاريخ الفن روبرت ويلنغتون محاضرة بعنوان "ما قيمته؟ فن أوروبي في البلاط الفارسي"، عند الخامسة من مساء اليوم، الإثنين في منتدى "ساكلر" للبحوث في لندن.

يطرح ويلنغتون سؤالاً حول قيمة الفن الذي كان يرسل إلى بلاد فارس بالنسبة إلى الأوروبيين أنفسهم، وكيف كان يختار الفنانون مواضيع وثيمات مختلفة ويتناولونها بطريقة مغايرة لأسلوبهم المعتاد لكي تلقى الإعجاب من الحكّام الفرس.

يقدّم المحاضر أمثلة تاريخية على عدّة فوارق في تقييم الفن بين الحكّام الأوروبيين والفرس، يذكر مثلاً حادثة أهدى فيها بيير فكتور ميشيل، سفير لويس الرابع عشر، البلاط الصفوي قلادة من الذهب، أذيبت وجرى تحويلها إلى لجام للخيل من الذهب.

في مرة أخرى، يذكر الباحث أن تاجراً هولندياً جلب لوحة تصوّر مجموعة من الخيول الراكضة في حقل ظناً منه أنها لا ترفض أبداً بسبب حب الفرس للخيول، وحين قدّمها هدية إلى البلاط الفارسي، وجد من يسأله ما قيمة هذا العمل حقاً، ليس فقط المادية بل والجمالية.

يذهب ويلنغتون إلى أن قيمة الفن لها حسابات أوروبية مختلفة تماماً عن الفارسية، ومرتبطة بطريقة التلقي والقيم الاجتماعية والمعايير الجمالية المختلفة.

يذكر أن ويلنغتون المحاضر في "الجامعة الوطنية الأسترالية"، يركّز في معظم أبحاثه على دور الثقافة المادية في التاريخ والتداخل والتبادي الثقافي بين الأنظمة القديمة.

دلالات
المساهمون