الفنانون والانتخابات اللبنانية: ثلاثي الشكوى والصداقة والنفاق

09 ابريل 2018
نانسي عجرم حثّت على انتخاب المرأة (فرانس برس)
+ الخط -
قبل سنوات، لم يكن رأي الفنانين مهماً في ما يخصّ الشأن السياسي. لكن بعد الثورة الرقمية، ودخول مواقع التواصل، من فيسبوك وتويتر وإنستغرام، إلى حياة الناس، معظم الفنانين تحوّلوا إلى محللين سياسيين، ودخلوا بازار الانتخابات النيابية المزمعة إقامتها في السادس من أيار/ مايو المقبل في لبنان. أكثر من ألف مرشح في لبنان ينتظرون كلمة الفصل، ليصبحوا نواباً. الصورة الضبابية حتى اليوم، خصوصاً بعد تعديل قانون الانتخاب، تحجب الرؤيا حول إمكانية فوز بعض الإعلاميين الذين انشغل بهم اللبنانيون. وإذا كانوا فعلاً يمثلون طموح الشعب في مواجهة الفساد، وإعادة الثقة إلى الناس، أو كحد أدنى إلى الذين فضّلوا المقاطعة هذه السنة أيضاً؟ الواضح، أن لا حظوظ قوية لمصلحة الإعلاميين، ستنتج عنها الانتخابات المقبلة. ولو أن بعض الفنانين في لبنان اتجهوا الى المشاركة في حملة يساندها رئيس الجمهورية اللبنانية، يُقال عنها إنها حيادية، وذلك لحضّ الناس على التصويت أو المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة. لكن ما هو رأي الفنانين اللبنانيين في هذا الاستحقاق، وهل بالفعل يؤيّدون بعض المرشحين على حساب بعض آخر. 

نانسي عجرم
لا تخفي المغنية نانسي عجرم رأيها وتحيّزها في الانتخابات اللبنانية لمصلحة المرأة. هكذا أعلنت عجرم عن دعمها أي مرشحة، وقالت: "أنا من حزب النساء، وأتمنّى أن تفوز بعض المرشحات بالمقعد النيابي. فنحن بحاجة إلى امرأة تُطالب بالحقوق وتمنح الواجبات". كلام نانسي الذي جاء في مقابلة تلفزيونية انتهى بأنها لو خيّرت بين إحدى المرشحات أو رئيس وزراء لبنان سعد الحريري لاختارت الرئيس الحريري على الفور، لأنه يمثل برأي نانسي أكثرية الشعب اللبناني، وهذا ما يفرّقه عن غيره من المرشحين. قد تكون هذه المرة الأولى التي تدلي فيها نانسي عجرم برأيها السياسي تجاه قضية الانتخابات التي تشغل لبنان، إذ إنها كانت على الحياد في السنوات السابقة، وكانت تهرب من الأسئلة التي تحمل دلالات سياسية، خصوصاً في لبنان، وتبتعد عن التشدد أو دعم فريق سياسي ضد فريق آخر. لكنها هذه المرة وقفت إلى جانب قضايا المرأة، وتحيَّزت قليلاً إلى رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي يمثل برأيها الحكومة اللبنانية والشرعية.



راغب علامة
أما الفنان راغب علامة فيمكن وضع حالته في التعاطي مع الشأن السياسي في خانة متباينة. علامة ينتقد بشدة الأداء السياسي العام في لبنان، ويتهم السياسيين بالفساد، لكنه لا يلبث أن يمدح أحد هؤلاء السياسيين عند لقاء يتم بين الطرفين، فيؤكد الصداقة المتينة التي تجمعه بالمسؤول أو الوزير، وحتى بعض المحللين. ولذلك تحمل التعليقات على تغريدات علامة ردود فعل منددة بمواقفه المتأرجحة تجاه الوضع السياسي والأمني في لبنان. وعلى الرغم من ذلك، يُبقي علامة على بعض الردود دون حذفها، ومنها ما تتهمه بالنفاق لموقفه المختلف في الشأن السياسي، وما يُسميه الجمهور علاقات راغب علامة الشخصية، التي تتطلب منه كفنان أن يكون على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء، فكيف ينتقد من جهة ثم يناقض نفسه بنقد جهة ثانية أو بالتهليل لبعض السياسيين؟

نادين نسيب نجيم
قبل يومين، دخلت الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم على الخط السياسي، لتدلي هي أيضاً برأيها في ما يتعلق بالانتخابات النيابية المزمعة إقامتها في لبنان الشهر المقبل. نجيم طالبت جمهورها وكل الشعب اللبناني بممارسة حقه في الانتخابات بكل شفافية، وقالت نادين في رسالة فيديو "لازم تعرف كرمال مين.. وشو عم تنتخب". بهذه الجملة دخلت نادين سلم التجاذب كممثلة وطالبت الناس بانتخاب من يرونه الأفضل. وختمت في الفيديو بأن الشعب اللبناني يستطيع التغيير إن أراد ذلك، كذلك تحدثت نجيم حول المسؤولية الاجتماعية والسياسية لكل ناخب لبناني.

إليسا
أما الفنانة إليسا، فهي معروفة بتأييدها السياسي لحزب القوات اللبنانية، وعلى الرغم من انشغالها بتسجيل ألبومها الغنائي الذي يصدر قريباً، وسهرات برنامج "فويس" كمدربة لفريق من المغنين، وتسعى لكسب اللقب في البرنامج نفسه، تغرّد بين وقت وآخر حول شؤون لبنان السياسية، وتطلب من الناس اختيار المرشح الأنسب، ولو أنّها تميل إلى كفة لوائح حزب القوات اللبنانية، لا سيما تلك التي يشارك بها مرشحوه في قرية دير الأحمر - بعلبك شرق لبنان، وهي مسقط رأس إليسا.



سمير صفير
الملحن اللبناني سمير صفير حوّل صفحته الخاصة على موقع "تويتر" إلى صفحة لحثّ الناس على التصويت في الانتخابات اللبنانية المقبلة. صفير المعروف بمناصرته التيار الوطني الحر التابع لرئيس الجمهورية ميشال عون شارك في حملة "صوتك بيعمل فرق" التي جمعت عدداً من المغنين والممثلين والرياضيين، بالإضافة إلى أطباء يطلبون، عبر فيديوهات قصيرة، من اللبنانيين ممارسة حقهم الانتخابي. الفنان مروان خوري شارك أيضاً في الطلب من الناس التصويت، وكذلك فعل زميله الموسيقي غي مانوكيان. خوري ومانوكيان لعبا على عاطفة جمهورهما، وقالا إنه كما وصل صوتهما عبر الموسيقى يجب أن تصل أصوات اللبنانيين إلى صناديق الاقتراع إيماناً بالتغيير المطلوب.
المساهمون